خبر قيادي فتحاوي يدعو عباس إلى « قلب الطاولة » وحل السلطة وعدم الرهان على أوباما

الساعة 06:48 ص|28 سبتمبر 2009

قال إن النتائج لن تكون في سوء الوضع الحالي وضياع الأرض والمقدسات

قيادي فتحاوي يدعو عباس إلى "قلب الطاولة" وحل السلطة وعدم الرهان على أوباما

فلسطين اليوم - غزة

دعا فريح أبو مدين القيادي فتحاوي ووزير العدل السابق في السلطة ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رئيس حركة "فتح") إلى "قلب الطاولة" على الإدارة الأمريكية وحل السلطة وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية السلام والاستقرار، لا سيما أنه وبعد خمس سنوات من حكمه لا يرى في نهاية النفق ضوء.

 

واعتبر الرئيس الأمريكي بارك اوباما بأنه "جملة معترضة في النظام السياسي الأمريكي"، وطالبه بعدم التعويل عليه، مشككاً في مؤتمر "فتح" الأخير والتعديلات التي أجريت على اللجنة التنفيذية للمنظمة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحكم في الضفة مربوط بالأموال التي تدفع وهو مربوطة بالتوجه السياسي وأجندة القائمين على القبض والصرف فيه، في إشارة منه إلى رئيس حكومة رام الله سلام فياض.

 

وقال القيادي  أبو مدين ووزير العدل السابق في رسالة مفتوحة وجهها للرئيس عباس: "ألا توافقني أن اللحظة قد دنت لك في أن تقلب الطاولة وتصبح اللاعب الرئيسي على مسرح الشرق الأوسط في فكرة تداولها الكثيرون في السنوات الماضية وحتى في عهد الرئيس عرفات ألا وهي حل السلطة غير مأسوف عليها محملا العالم غربا وشرقا مسؤولية الأمن والسلام والاستقرار، وإذا كانت الأرض والقدس في حالة ضياع فما فائدة السلطة على الشعب دون الأرض؟".

 

وأضاف: "أقدم عليها ودعك من حسابات المرجفين بطاركة السلطة التي حلت محل الإدارة المدنية، وأنا واثق أن الشعب سيجبرهم على السير خلفك، هذه فكرة سيقول عنها البعض عدمية ولكنني أؤكد لك أن التبعات والنتائج لن تكون في سوء الوضع الحالي الذي تضيع فيه الأرض والمقدسات".

 

وتابع: "إن التاريخ لا يسير رويدا، إن العمر قصير، اكتب هذه الصفحة باسمك وإلا سيكتبها الشعب بدمائه واحتذي بديغول ولا تصغي لبيتان وفيشي" .

 

واستعرض أبو مدين العلاقة بين الرئيس عباس والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية ومقابلته الرئيس الأمريكي بارك اوباما، متسائلا: "هل بعثت في نفسك القلق أم الارتياح؟ العجز أم التفاؤل؟"، مؤكداً أن الحقيقة كانت جلية في تقاسيم وجه الرئيس عباس، قائلا: "مما يدفعني إلى استذكار العلاقة مع أمريكا وتحديدا صيف عام 2007 كيف كنت مملوء بالتفاؤل وكيف أن الرئيس بوش كان جديا معك وانه أعطى تعليماته الصارمة إلى السيدة كونداليزا رايس (وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك) بالمتابعة معك شخصيا لمتابعة حل القضية".

 

وأضاف: "لقد كان حديثك المتفائل محل تشكك خاصة انك تحدثت في الخطوط العريضة للحل وكأن الحل أصبح قاب قوسين أو أدنى. ثم أعقب ذلك مؤتمر التهريج في أنابولس والذي كانت تتقاقز فيه السيدة كوندا كضفدع بين الحكام العرب في مسرحية باللهجة الشعبية".

 

وذكّر أبو مدين الرئيس عباس بالمفاوضات التي جرت في كامب ديفيد عام 2000 والتي شارك بها إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومؤازرته القوية لموقفه.

 

وقال: "طبعا كان هناك عرفات مظلة للجميع وحامل المسؤولية التاريخية في تلك اللحظة، وبعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت الجسور وتوليت المسؤولية بعد استشهاد أبو عمار منذ خمس سنوات تقريبا استطعت فيها أن تقلب المشهد السياسي في الوطن المحتل وفازت "حماس" في الانتخابات وسيطرت منفردة على القطاع وأصبح هناك نظام هجين في الضفة منسوب لفتح وهو ليس لفتح وتم إنتاج فتح جديدة بعد بيت لحم واستكمال لجنة تنفيذية، هذا في الشكل إنما في الجوهر تتحكم الحكومة في الأمن والمال وبالتالي لا المنظمة ستنهض من كبوتها ولا التنظيمات ستخرج الزير من البير لأن حنفية المال مربوطة بالتوجه السياسي وأجندة القائمين على القبض والصرف وربما كانت خطة سلام فياض بمشاركة بلير وسولانا هي بيع الوهم للشعب الفلسطيني بدولة وهمية".

 

وأكد القيادي الفتحاوي أن "إسرائيل مشروع غربي أمريكي"، معرباً عن أمله أن لا يكون عربياً بعد المبادرة العربية التي وصفها بأنها ولدت شبه ميتة ولا تستخدم إلا التهديد بسحبها عن الطاولة.

 

وقال: "هذا هو مربط الفرس يا سيادة الرئيس حول المسمى بالمسيرة السلمية في الضفة لأن قطاع غزة أصبح خارج أي طروحات وأصبحت الحكومة والرئاسة تحكم العباد دون البلاد فقضية الاستيطان هي ليست تمدد إسرائيل شرقا نحو نهر الأردن فقط وإنما أضحى الاستيطان يشكل دولة للمستوطنين أو إسرائيل، يتحكم في النظام السياسي لإسرائيل وظهر ذلك جليا في الانتخابات ووصول نتنياهو للحكم وهو الذي ردع اوباما خوفا من سقوط حكومة المستوطنين، وهنا لا بد من القول أن اوباما جملة معترضة في النظام السياسي فلا تعول عليه يا سيادة الرئيس بعد ما سمعت ورأيت بنفسك في زيارتك الأخيرة".

 

وأضاف :"هنا نسأل ما أنت فاعل وقد وصلت إلى خط النهاية؟ هل ستغرق تحت الضغوط في بحر التفاوض وتصبح الحياة مفاوضات كما قال الأخ صائب عريقات في كتابه الأكاديمي؟ ام ستتحقق نبوءتك أن أوسلو تحمل في أحشائها دولة مستقلة أو الضياع التام؟! بترجيح الفرضية الثانية!! لا سمح الله"، على حد تعبيره.