خبر نحن كنا محقين. وخسارة- معاريف

الساعة 11:26 ص|27 سبتمبر 2009

بقلم: بن كاسبيت

 (المضمون: قد تكون مواجهة النووي في ايران كبيرة على اسرائيل ولكن هل هي كذلك على امريكا وعلى العالم؟ - المصدر).

أحد من أصحاب القرار في اسرائيل لم يفاجأ بالكشف عن منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة المجاورة لمدينة قم في ايران. في الولايات المتحدة ايضا يعرفون هذه المنشأة معرفة حميمية منذ زمن بعيد. ولا يدور الحديث عن "مسدس مدخن" او عن برهان قاطع لشيء ما. ليس في الغرب شخص جدي لا يعرف حقيقة ان لدى ايران برنامجا نوويا عسكريا. الخلافا يدور حول مسألة كيفية معالجة هذا البرنامج: بالقوة، بالعقل ام عدم معالجته على الاطلاق. الايرانيون تلقوا في نهاية هذا الاسبوع ضربة معنوية وهزيمة اعلامية، ولكن ليس هذا هو ما سيوقفهم.

في 1 تشرين الاول، يوم الخميس القريب القادم سيبدأ الحوار بين ايران والولايات المتحدة والغرب. حتى 31 كانون الاول، بعد ثلاثة اشهر من ذلك يفترض به ان ينتهي. منذ الان واضح ان الحديث يدور عن حوار طرشان. احد ما، في مكان ما، وجه كشف المنشأة الجديدة في قم بالذات نحو نهاية الاسبوع هذا بينما كان احمدي نجاد يثير الحماسة في نيويورك ويغطي هناك على اكاذيبه، من اجل خلق رافعة تمثل امام العالم مع من نتعامل هنا. من حيث المبدأ، هذا نجح. فنهاية الاسبوع قضاها الرئيس الايراني في التراكض من استوديو الى استوديو في محاولة لتقليص الضرر. بعد ذلك عاد الى دياره وفي المطار، حتى قبل ان يجف الزبد عن اقواله في امريكا، عاد ليهدد الغرب واسرائيل. المسرحية الصوت ضوئية هذه يفترض ان تساعد روسيا المترددة على الانتقال الى الطرف الحازم (الذي تقوده فرنسا). الصين، في هذه اللحظة على الاقل، تعتبر حالة ضائعة. الصينيون يتصرفون وكأنه لا يوجد غد ويستخفون. يحتمل ان في ظروف معينة يكون بوسع قطار العقوبات ان ينطلق بدونهم. اما الان فيعملون على ربط القاطرة الرائدة بباقي القاطرات.

سيكون هذا فصل من السنة حاسم. ثلاثة اشهر ينضم فيها براك اوباما الى ان يقرر مما هو مصنوع. حتى الان، كل اقوال السلام وبادرات المصالحة التي اطلقها اصطدمت بالاحتقار. كوريا الشمالية، ايران، سوريا، الصين، افغانستان، الباكستان، روسيا ، السعودية. كلهم يبتسمون ويتطلعون اليه بشفقة.

في وقت ما سيفهم اوباما بان لا أمل في اصلاح العالم. يجب تعزيزه والحفاظ عليه ضد المجانين الذين يحاولون تفجيره. ومن اجل عدم ذلك، أمل اوباما في ان يتحدث برقة وان يحمل عصا كبيرة في اليد. الموضوع هو أن في هذه الاثناء، الرقة تشوش على العصا. فلا أحد يأبه به حقا. النتائج في الحضيض ومستوى التغطية مناسب لها. اوباما، كما يعطي الانطباع، بدأ يستوعب ذلك. هل الخطيب المصقع هذا قادر ايضا على أن يتخذ قرارات صعبة؟ ماذا يرد حقا هناك في عقله؟

في اسرائيل ينتظرون بتحفز. الكشف في نهاية الاسبوع وضع حدا للجدال بين اجهزة الاستخبارات الامريكية التي سكبت دلوا من المياه الباردة على البرنامج النووي الايراني قبل أقل من سنتين وبين شعبة الاستخبارات والموساد الاسرائيليتين. وفي هذا، كنا نحن المحقين. وخسارة.

أمر آخر تبين هو كم مثيرة للشفقة هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فالشباب من هذه الوكالة رووا للعالم قصص الجدة، فيما كان آيات الله يحفرون الصخر في جبل قم. هذا الموضوع، مثلما ايضا في الملحق السري الذي اخفي (وكشف مؤخرا)، يجعل المدير العام المنصرف للوكالة، المصري، د. محمد البرادعي ليس اقل من مهرج. هذا الرجل، الذي تلقى جائزة نوبل للسلام موقع اكثر من كثيرين آخرين على النووي الايراني. فهو لم يخصب، بل اخفى فقط.

وأمر طيب آخر حصل في نهاية هذا الاسبوع: العالم احتل مكاننا في التصدر العلني في المعركة ضد النووي الايراني. اوباما، غوردون براون، نيكولا ساركوزي (الذخر الاساس في هذا الصراع)، انجيلا ماركيل، أما نحن فنشجع من مقاعد المتفرجين. رئيس الاركان الفريق غابي اشكنازي يقول في المداولات المغلقة ان على العالم ان يعطي الان احمدي نجاد الفرصة للاختيار مثل من يريد ان ينتهي: القذافي ام صدام حسين.

لا يزال توجد، على حد قول رئيس الاركان فرصة لوقف السباق النووي الايراني من خلال عقوبات حقيقية (crippling)، واذا كانت هناك حاجة، فحصار حقيقي لهذه الدولة. فقد استخف احمدي نجاد امس في امكانية هجوم اسرائيلي وادعى بان "هذا كبير عليهم. النظام الصهيوني صغير على مثل هذه الامور". يحتمل أن يكون محقا. هنا ايضا عندنا يوجد ايضا بضعة اشخاص يتفقون معه. السؤال هو اذا كان صد ايران كبير على امريكا ايضا وعلى العالم ايضا. إذ بعد هذا الفصل، لن تكون الكثير من الفصول لغرض الاصلاح. عندما تكون هناك قنبلة فسيكون من الصعب جدا تفكيكها.