خبر احتمال أن نهاجم قليل- يديعوت

الساعة 11:25 ص|27 سبتمبر 2009

بقلم: رونين بيرغمان

فضلا عن التفاصيل عما يجري في المنشأة النووية، فضلا عن الرد الايراني على كشف النقاب عنها وفضلا عن الرد على الرد من الرئيس الامريكي يتبقى جانب مشوق آخر يعنون به اليوم في اوروبا وفي الولايات المتحدة: هل سيأمر رئيس الوزراء نتنياهو سلاح الجو بتدمير المشروع النووي الايراني او على الاقل الاجزاء المعروفة منه لاسرائيل.

الجواب على ذلك ليس واضحا من تلقاء ذاته. الاثر ليس في مجرد الكشف عن المنشأة بل في التأثير الذي سيكون لهذا الكشف على الرأي العام العالمي واساسا على سلوك القوى العظمى حيال ايران.

على الاقل كما يرتسم الامر في اليومين الاخيرين فان ثمة مجالا للامل بان الكشف، الذي حظي بعناوين رئيسة في كل ارجاء العالم، سيقلص بالذات الاحتمال في أن تتخذ اسرائيل خطوة هي ليست معنية بها بقدر كبير.

مع أن الكشف لا يدين ايران بشكل مطلق بتطوير سلاح نووي، الا انه يثبت بانها كذبت بوقاحة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانها تخفي معلومات حرجة عن برنامجها النووي. واضح للجميع بانه اذا كانت ايران بالفعل معنية ببرنامج ذري فقط لاجل انتاج الطاقة الكهربائية، كما تدعي، ما كان لها ما يدعوها الى اخفاء منشأة هائلة من اجهزة الطرد المركزي التي على أي حال لا يمكنها أن تنتج الكهرباء بكميات كافية. بل وتحت الارض وبحماية بطاريات مضادة للطائرات. ويثبت الكشف بان اسرائيل كانت محق في تحذيراتها في السنوات الاخيرة: الايرانيون بالفعل يسعون الى تطوير سلاح يوم الدين.

التقدير في اسرائيل هو أن هذا الكشف سيشجع القوى العظمى على الرد. الاشارة الاولى الى ذلك يمكن أن نراها في المؤتمر الصحفي الاستثنائي لزعماء الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا.

اذا ردوا، كما كان متوقعا، بتشديد العقوبات الاقتصادية، يحتمل أن يكون ممكنا وقف المشروع النووي والغاء الحاجة الى الهجوم الاسرائيلي.

ايران ترى في تحولها الى قوة نووية عظمى نوعا من بوليصة التأمين لبقاء النظام. اذا ما أوضحت القوى العظمى لها بان بالذات استمرار المشروع يحمل في طياته شارة ثمن من شأنها أن تسقط الحكم (من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية مثلا) – فان آيات الله في طهران سيعيدون النظر.

النظام الايراني قد يكون يؤيد ارهاب الانتحاريين، غير أنه ليس انتحاريا. في نهاية المطاف المصلحة الرائدة، ولعلها الوحيدة، التي تعني قادة النظام هي بقاؤه.