خبر مسؤول اسرائيلي: « لا حرب شاملة في الأفق ولا حل سحري للصواريخ »

الساعة 11:52 ص|26 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

قال رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي "أمير إيشيل" تعقيبا على تداعيات تقرير لجنة غولدستون: "إنه يجب العمل على تقليص حجم الأضرار في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة لإسرائيل".

وكان تقرير لجنة غولدستون، قد أكد بأن إسرائيل قامت بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة بداية العام الحالي.

وأضاف "إيشيل" "إن إسرائيل تنطلق من موقع أقوياء مقابل ضعفاء، وهو ما يؤثر في المستوى الاستراتيجي على الدولة وقدرتها على العمل".

وتابع: "يجب إجراء التقييمات الصحيحة في كل لحظة زمنية، ووضع ضوابط للقوة، كما أنه لا يوجد وصفة لذلك، ولكن لا شك أن هناك عدة عوامل تدخل في عملية التقييم، بعضها بعيد جدا عن الواقع العسكري".

ونوه إلى إن ميدان القتال مركب جدا، ولذلك يجب أخذ موضوع الوعي بالحسبان، فكل شيء مصور وموثق، ويجب دراسة طابع العمل في السياق العام، وحساب الربح مقابل الخسارة، وأنه يجب دوما طرح السؤال: "ماذا نفعل في المستوى العملاني، وماذا نربح في المستوى الإدراكي" – حسب قوله.

وفي حديثه عن تقرير غولدستون، اقترح إيشيل عدم الاستخفاف بتداعيات الانتقادات المتراكمة، وبحسبه "هناك ما يمكن عمله على المستوى العملاني وإن كان أكثر تركيبا من القتال"، وقال "إنه لا شك أنه يوجد لإسرائيل مشكلة فالتقرير أنتج رد فعل قوي جدا".

ولفتت صحيفة يديعوت في هذا السياق إلى أن الجيش لا يرى في الأفق حربا شاملة، مشيرة إلى أن التحليل الاستخباري والاستراتيجي يفرض صورة للوضع غير بسيطة.

ويقول إيشل في هذا السياق "العدو لا يقف في مكانه، وهناك تصعيد ملموس في التهديد العسكري على إسرائيل"، وأشار إلى أن الحديث هو عن الصواريخ وأن "العدو يحاول زيادة مداها ودقتها".

وبحسبه فإن "الشرق الأوسط مليء بالصواريخ، من قطاع غزة إلى إيران، والجميع يدركون أن التفوق الأكبر لإسرائيل هو القوة الجوية، ويحاولون تقليص هذه الأفضلية من خلال امتلاك منظومات جديدة على نطاق واسع لم يكن له مثيل منذ سنوات كثيرة".

ويضيف "هذه ليست كل التهديدات القائمة أمام إسرائيل، وهناك توجهات نحو عرقلة قدراتها من خلال وسائل متطورة، كالحرب الإلكترونية وما أسماه "قدرات إرهابية آخذة بالتطور"، بالإضافة إلى تعاظم قوة دول مرتبطة بالغرب بشكل كبير، حيث ينطلق الغرب من ضرورة تعزيز قوة الدول المعتدلة في مواجهة المحور الراديكالي".

وأضاف: "من ناحية أخرى فقد تحولت دولة صديقة لإسرائيل في العام 1979 إلى الشيطان الأصغر"، وبحسبه فإنه "لا يقول إن أمرا مماثلا قد يحدث في هذه الدولة أو تلك، وإنما يجب النظر إلى السنوات القادمة عند النظر إلى عملية بناء القوة".

وعبّر عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي قادر على المواجهة في حرب على عدة جبهات، ولكن نهاية الحرب "لن تكون عدوا يرفع علما أبيض" –حسب قوله-.

وتابع "اعتقدنا في السابق أنه إذا لم يرفع العدو العلم الأبيض في نهاية الحرب الأخيرة على لبنان فإن ذلك يعني أننا خسرنا الحرب، ورغم أنه تم تفويت الفرصة إلا أننا تعجلنا بالخسارة".

وزعم أن الحرب خلقت ردعا غير عادي رغم أنه من الممكن أن يتفجر غدا، مدعيا أن إسرائيل لديها القوة الكافية لدفع الدول والمنظمات إلى إدراك أنهم سيدفعون ثمنا كبيرا سيؤدي إلى إبعاد الحرب والمواجهات لأطول فترة ممكنة، رغم أن حرب 1967 لم تمنع نشوب "حرب الاستنزاف".

كما لفت إيشيل إلى عدم وجود حل سحري للصواريخ، وأن هناك نقاشا كبيرا حول "الدفاع الفعال"، وتساءل "هل يمكن وقف آلاف الصواريخ؟".

وأوضح أن توجه الجيش "سلبي" بمفهوم المبادرة إلى العمل ضد "العدو" من أجل عرقلة قدراته، ملمحا إلى أن القيام بعملية عسكرية ضد حزب الله ليس على جدول الأعمال، وقال "إن الجيش يعمل على تحليل الوضع الاستراتيجي بمجمله، وأن هناك أمورا تقلق إسرائيل أكثر من حزب الله".

وفي حديثه عن إيران، قال "إن إيران هي تحد مركب، وأنها تشكل "مشكلة عالمية"، وبالتالي يوجد من يتوجب عليه معالجتها".

وفي تطرقه إلى مسألة بناء القوة، قال "إنه لا يوجد أي انشغال في عملية الانتقال من "جيش الشعب" إلى "الجيش المهني" في المستقبل، رغم تراجع عدد المتجندين للجيش بشكل ملموس في السنوات الأخيرة كنتيجة لزيادة عدد المتدينين"، وبحسبه "هناك محاولات لزيادة عدد الذين لا يخدمون في الجيش لصالح أداء ونوعية الذين يرتدون الزي العسكري".