خبر أرقام بدل الأسماء للأسرى الفلسطينيين!!

الساعة 11:21 ص|26 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أكد باحث مختص بشؤون الأسرى، وأسير مفرج عنه أن الاحتلال يستبدل بأسماء الأسرى الفلسطينيين في سجني النقب وعوفر أرقاما اعتقالية، موضحين أن ذلك يتم مرتين في اليوم خلال عملية مراجعة أعداد المعتقلين.

ووصف هؤلاء في أحاديث منفصلة في تصريحات صحفية آلية تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين بأنها "استنساخ للتجربة النازية في أوروبا مع اليهود قبل عدة عقود".

وأكدوا أن الأسرى يجبرون على الجلوس على الأرض فوق أرقامهم، من خلال آلية عد تهدف إلى إذلالهم، والنيل من كرامتهم.

ويعيش نحو 3500 أسير فلسطيني في خيم مفتوحة أو في غرف متنقلة في أقسام داخل سجني عوفر والنقب تحتضن الواحدة منها 120 أسيرا، وتحيط بالخيم والغرف جدران إسمنتية عالية. كما يعيش نحو ثمانية آلاف آخرين في السجون المركزية داخل إسرائيل.

رقم اعتقالي

يقول الباحث والمختص بشؤون الأسرى منقذ أبو عطوان إن مراجعة أعداد الأسرى داخل السجن (المسماة بالعدد) تتم ثلاث مرات يوميا، وفي أوقات مختلفة، موضحا أن أسماء الأسرى تُستبدل بها أرقام في اثنتين من تلك المرات بعد أن كان يتم الاكتفاء ببقع بيضاء يقف عليها الأسرى خلال عملية العد.

وقال :" إن ما يجري هو محاولة لإلغاء الصفة الإنسانية للأسرى من خلال التعامل معهم بالأرقام الموجودة في ساحات سجني عوفر والنقب المذكورين، مضيفا أن "(إسرائيل) استنسخت التجربة النازية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين من خلال استبدال رقم اعتقالي باسم الأسير".

ووصف اعتماد الأرقام بدل الأسماء للأسرى بأنه "عملية مسخ تسعى (إسرائيل) من ورائها إلى إلغاء الصفة الإنسانية عن الأسير الفلسطيني". مشيرا إلى أن الاحتلال يعتمد العدد وسيلة لإذلال الأسرى الفلسطينيين.

وذكر أنه يتم إجبار الأسرى على النهوض أثناء نومهم في فترة الصباح وفترة القيلولة وفي المساء، كما يتم إجبارهم على الوقوف لفترة غير محدودة دون السماح لهم بالحركة خلال العدّ.

 

وأوضح أن الأسرى يكونون خلال فترة العدّ في الصباح الباكر نياما، ويتم إيقاظهم بالطرق على الأبواب وعبر مكبرات الصوت، ويجبرون على التوجه إلى أرقامهم في الساحة، مشيرا إلى معاقبة من يتأخر عن العدّ بإلغاء زيارة الأهل أو الضرب أو وضعهم في زنازين انفرادية أو حرمانهم من حصتهم في "الكانتينا" أو الغرامة المالية.

كيفية العدّ

من جهته أكد الأسير والصحفي المفرج عنه حديثا محمد القيق آلية التعامل المذكورة مع الأسرى، موضحا أن العدد في سجني عوفر والنقب يتم بخروج جميع الأسرى إلى الساحة، حيث يصطف كل عشرة منهم في طابور خاص، ثم يقف كل أسير فوق رقمه المدون على الأرض، ليصبح الجميع في 12 طابورا تبدأ بـ 1 وتنتهي بـ 120.

ويضيف أن قوة عسكرية مجهزة بالعتاد والخوذ والغاز المسيل للدموع تدخل القسم ثلاث مرات يوميا، ويبدأ العدّ بالطابور الأول ثم يجلس من هم في هذا الطابور على ركبهم، ثم الطابور الثاني، وهكذا حتى الطابور الأخير ثم يطلب منهم المغادرة.

ويوضح القيق أن هذه الآلية في العدّ تتم مرتين يوميا، فيما يتم العدّ الثالث والمسائي بنفس الطريقة، لكن مع ذكر الأسماء والتأكد من مطابقة الوجوه للصورة التي بحوزتهم، ثم تغادر القوة العسكرية ويعود الأسرى إلى مأواهم.

ويقول الأسير المحرر إن الأسرى قد يظلون في وضع الوقوف أو الجلوس على الركب نصف ساعة أو أكثر تحت أشعة الشمس الحارة صيفا أو في البرد الشديد شتاء ثلاث مرات يوميا "بهدف إذلال الأسرى وإرباكهم".

ويوضح أن العدّ لا يراعي الظروف الخاصة للأسرى ويجبر الجميع على الخروج مهما كانت الظروف "فقد يكون بعض الأسرى مرضى أو نائمين أو في مكان قضاء الحاجة أو الاستحمام... مما يعني إصابة البعض بالأمراض بعد خروجهم المفاجئ للعدّ".