خبر نادي الاسير: العزل سياسة لاذلال الاسرى وكسر روحهم المعنوية

الساعة 08:32 ص|26 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-رام الله

أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم، ان سياسة العزل التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى هي عقوبة تهدف إلى إذلال الأسرى ومحاولةً لكسر إرادتهم وتحطيم نفسيتهم، وذلك عبر ابقائهم معزوليين عن العالم الخارجي دون التمكن من الاتصال مع أي إنسانٍ سوى السجان.

وبين النادي في تقرير صدر عنه، وجود محكمة صورية يعرض عليها الأسير كل ستة شهور إذا كان العزل انفراديا ( أي شخص واحد في الزنزانة)، أو كل سنة إذا كان العزل مزدوجاً ( أي شخصان في الزنزانة)، وهذه المحكمة تأتمر بأمر المخابرات الإسرائيلية' الشاباك' ومصلحة السجون 'الشاباص'، وغالبا ما تقضي بتمديد فترة وجود الاسير في العزل دون ابداء الاسباب لذلك، وهي تفتقر لأدنى صور ومقومات المحاكمة العادلة.

وذكر النادي بوجود عدد كبير من الاسرى الذين يعانون من سياسة العزل الانفرادي، حيث يوجد أسرى امضوا ما يزيد عن 13 عاما في العزل، منهم الأسير تيسير سمودي من اليامون في جنين، وأسرى امضوا أكثر من سبع سنوات منهم الاسيرين سامح الشوبكي من قلقيلية، ومعتز حجازي من مدينة القدس، والأسير أسامة العينبوسي، من بلدة طوباس، والأسير صالح دار موسى من بلدة بيت لقيا، والأسير إبراهيم حامد من سلواد وغيرهم.

وفي شهادات لاسرى من داخل العزل اشار الاسير تيسير الشوبكي لمحامي نادي الأسير خلال لقائه في عزل نفحة، انه يوجد في العزل 50 أسيرا يمنع عليهم الاختلاط مع اسرى آخرين، او التزاور او الالتقاء بالساحه، في حين ان الاسرى في العزل لا تصلهم اي اخبار من السجون الاخرى نظرا لندرة نقل الاسرى من والى العزل في نفحة، حيث يبقى الاسير في العزل لسنوات طويله، وبين انه بقي في عزل سجن هداريم اربع سنوات ونصف ثم نقل الى نفحة، وتم اعادته الى هداريم وحاليا في عزل نفحة.

 

وتحدث الاسير ايضا عن معاناة ذوي الأسرى في الزيارات، حيث يصل الأهل إلى السجن ويتبين في أغلب الأحيان ان ابنهم نقل الى عزل في سجن آخر، وهذا بسبب عدم وجود اتصال مع السجون الاخرى ، وايضا الاهل عند زيارة ابنهم في العزل هم بحاجة الى الحصول على تصريح سجن بالاضافة الى حصولهم على تصريح لدخول اسرائيل ما دام الاسير في العزل.

واضاف بانه يوجد في العزل حاليا الأسرى: عباس السيد، وسعيد الطوباسي، وانس جردات، وهم محكومون بـ 35 مؤبدا اضافة الى 35 عاما، وهناك ايضا الاسير ابو علي مقادمه، والاسير قناص فلسطين ثائر حماد من سلواد منفذ عملية عين الحرامية وهومحكوم بالسجن المؤبد 12 مرة، وقال بأنه يوجد في عزل نفحة اسيرين ممن يقبعون في الاعتقال الاداري وهما الاسير احمد عويوي، وإسلام هدمي.

وذكر الشوبكي بانه اذا احتج أحد الأسرى على وجوده في العزل، تقوم الإدارة بقمعه ووضعه في العزل الانفرادي وبين أنه تم إحضار الاسير احمد عمر اليهم بعد ان امضى ثمانية شهور في العزل الانفرادي ، وهناك اسرى مضى على وجودهم في العزل الانفرادي خمس سنوات منهم: جمال ابو الهيجان ، واحمد المغربي ، وحسن سلامه.

وبين النادي ان غرف العزل صغيرة الحجم حيث تبلغ مساحتها 1.8م x 2.7م تشمل الحمام ودورة المياه، ولا يوجد مكان أو متسع للمشي وحتى لا يوجد متسع لأغراض الأسير وحاجياته وقد تتضاعف المأساة إذا كان هناك أسيرين في الزنزانة.

وأضاف أن غرف العزل تتميز بقلة التهوية والرطوبة العالية حيث يوجد في زنزانة العزل شباك واحد، صغير ومرتفع وقريب من السقف بينما باب الزنزانة لا يوجد فيه سوى شباك صغير مساحته 8 سمx 8سم، مما يتسبب في انتشار الأمراض وبالذات أمراض الجهاز التنفسي، كما حدث مع الأسير المقدسي جهاد يغمور والذي يعاني من التهاب رئوي حاد، وإذا أراد أحد تصور حجم المعاناة، فما عليه إلا أن يتخيل أن الأسير في هذه الزنزانة الضيقة يطبخ ويستحم ويقضي حاجته، مما يجعل الزنزانة ممتلئة بأبخرة الطعام عند الطبخ وبخار الماء عند الاستحمام وروائح قضاء الحاجة.

 

اما بخصوص مدة الخروج إلى الساحة ( ما يسمى بالفورة ) لا تزيد عن ساعة يومياً،ً وهذه مدة ليست كافية، حيث يحتاج الأسير للتعرض للشمس والحصول على فيتامين D ولعب الرياضة والركض والمشي، وهذه المدة القصيرة لا تسمح بكل ذلك، كما أن توقيت الخروج لهذه الفورة غير ثابت ويعود لمزاج إدارة السجن، لذلك قد يخرج الأسير المعزول في الساعة السادسة صباحاً حتى لو كان الجو ممطراً وبارداً، وإذا طلب الأسير تأجيل الموعد ساعة أو أكثر يفقد الحق في الخروج طوال ذلك اليوم.

كما أن نوعية الطعام في غرف العزل متردية إلى حد بعيد، لذلك يعتمد الأسير في معظم الأحيان على بقالة السجن (ما يسمى الكنتين) لشراء وطبخ الطعام، مما يثقل كاهل الأسير وعائلته مالياً، أما الأسرى الذين لا يملكون المال لذلك فيضطرون إلى تناول ما يقدم لهم، مما يتسبب لديهم بأمراض مثل فقر الدم وضعف التغذية وضعف البصر.

ومعظم الأسرى المعزولين ممنوعين من زيارة عائلاتهم، ما يؤدي إلى زيادة حجم المعاناة النفسية لكل من الأسير وعائلته، علماً أنه يعاني من نقص في حاجياته الأساسية وعدم القدرة على إدخال تلك الحاجيات عن طريق العائلة، ومن الأمثلة على تلك المعاناة: الأسير جمال أبو الهيجاء، ممنوع من زيارة زوجته أسماء أبو الهيجاء الأسيرة السابقة والمريضة بالسرطان والمهددة حياتها، كذلك ممنوع من زيارة ولده الصغير وابنتيه، إضافة إلى منعه من زيارة أبنائه الثلاث المعتقلين في سجون الاحتلال أو اللقاء بهم في أي من السجون.

 وفي الآونة الأخيرة منعت إدارة السجون نقل الأغراض بين زنزانة أسير معزول وآخر منعاً باتاً، الأمر الذي أدى إلى تفاقم معاناتهم، حيث يتم عزل بعض الأسرى من الأقسام العادية أو من التحقيق مباشرة دون أن يكون معهم احتياجاتهم الأساسية، ودون أن يكون لديهم مال على حساباتهم، فكان في الماضي يتم تغطية حاجياتهم من الأسرى المعزولين قبلهم والذين يتوفر لديهم ما يساعدونهم به، مثل الملابس الشتوية والصيفية والبطانيات والأحذية وأدوات الطبخ و الطعام والكنتين.....الخ.

 

كما رفضت الإدارة السماح بإرسال أي أغراض للأسير إبراهيم حامد من الأقسام العادية في السجن، ولازالت معاناته مستمرة حتى الآن، علماً أن زوجة إبراهيم حامد أسيرة سابقة وعندما أفرجت سلطات الإحتلال عنها أبعدتها مع أبنائها إلى الأردن، والأسير حامد ممنوع من حقه بزيارة أقاربه، وقد توفي كل من شقيقه وشقيقة زوجته مؤخراً، ورفضت إدارة السجن السماح له بالاتصال هاتفياً مع أهله أو زوجته لتعزيتهم.

 

وبين التقرير أن العزل مباشرة من زنازين التحقيق دون الدخول إلى الأقسام العادية المفتوحة سياسة قديمة جديدة، وقد تم خلال إضراب الأسرى عام 2000 الاتفاق بين الأسرى وإدارة السجون على إلغاء هذه السياسة، إلا أنه مع بداية انتفاضة الأقصى عادت الإدارة لاتباع هذه السياسة مع عدة أسرى، ابتداء بمازن ملصه الذي خرج من التحقيق مباشرة الى العزل وقضى كامل محكوميته البالغة ستة سنوات في أقسام العزل، وتم الافراج عنه، وكذلك الأسير عبد الله البرغوثي الذي انتقل من التحقيق مباشرة إلى العزل، والذي حكم بالسجن سبعة وستون مؤبداً، والموجود حالياً في قسم العزل في سجن بئر السبع – اوهليكيدار - ويتعرض لحملات استفزاز وقمع مستمرة، ثم أخيراً تم عزل إبراهيم حامد مباشرة من التحقيق، والمشكلة الأهم هنا أن الأسير يدخل الى العزل وليس معه أدنى احتياجاته.

 وغالبا ما يتم ادخال مساجين جنائيين إسرائيليين وعرب في قسم العزل مع الأسرى الفلسطينيين الامنيين والذي يشكل معاناة أخرى، حيث رفع أصوات المسجلات ليلاً ونهاراً، والصياح المستمر والشتائم والكلام البذيء، ناهيك عن وجود مساجين مرضى نفسيين، حيث الصراخ والضرب والطرق على الأبواب، والسباب والشتائم التي يكيلونها للأسرى الآخرين ولأعراضهم ولأهاليهم.

وذكر أنه في تلك الأجواء القاسية، ومن وراء أبواب موصدة، يعاني الأسير المعزول في أوقات كثيرة، من عدم القدرة على النوم والأرق والإعياء والضغط النفسي.

 

وعند مطالبة إدارة السجون بتجميع الأسرى الفلسطينيين المعزولين في قسم واحد، بعيداً عن الأسرى الجنائيين أو المرضى النفسيين، تماطل وترفض إدارة السجن ذلك، وعند المطالبة بمعالجة الأسرى المرضى أو إخراجهم إلى مصحات نفسية، فان الإدارة ترفض ذلك أيضاً، وتستمر المعاناة.

وفي تلك الأجواء اللاإنسانية فقد بعض الأسرى صحتهم وقدراتهم البدنية والنفسية والعقلية، مثل الأسير عبد الناصر الحليسي من القدس والمحكوم بالمؤبد، وشقيقه الموجود في قسم مفتوح آخر. حيث يعاني عبد الناصر من مشكلة نفسية صعبة حيث قضى حتى الآن 21 عاما في سجون الإحتلال، منها ثماني سنوات في أقسام العزل الانفرادي، وقد ساهمت الأجواء الصعبة في تلك الأقسام؛ والتي ذكرناها آنفاً، إضافةً إلى تعرضه للقمع والضرب، في تدهور وضعه النفسي.

والأسير عويضة كلاب من غزة، والمحكوم بالمؤبد، والذي قضى 20 عاماً في سجون الاحتلال منها عدة سنوات في أقسام العزل، يعاني هو الآخر من مرض نفسي، ويعاني كذلك من أمراض جسدية ووهن عام، حيث لا يقوى على إعداد كأس شاي بنفسه، وفي فترة سابقة كان الأسرى الفلسطينيين في الأقسام الأخرى يعدون الطعام ويرسلونه له، إلا أن إدارة السجن منعت النقل بين الغرف رغم مطالبة الأسرى ورغم وضعه الصحي الصعب.

واكد النادي على ان إنتشار الأمراض بين الأسرى المعزولين أمر شائع ومعروف، ومثال ذلك الأسير المعزول حسن سلامة من مدينة خان يونس، والمحكوم بالسجن ثمانية وأربعون مؤبداً والمعتقل منذ عام 1997، ويعاني من إصابة في بطنه منذ لحظة إعتقاله، وقد قام المحققون بالضغط عليه وتعذيبه باستخدام هذه الإصابة، إضافة إلى معاناته كذلك من مرض البواسير، وسلامة ممنوع من زيارة والدته المسنة، والتي وصلت أكثر من مرة إلى بوابة السجن وتم منعها من رؤيته وإرجاعها من حيث أتت، وهو يتعرض لاستهداف مباشر من إدارة السجون، حيث يتعرض دوماً للنقل من زنزانة إلى أخرى في أقسام العزل، ولا يمكث أحياناً في زنزانة واحدة أكثر من أسبوع، الأمر الذي يسبب له حالة من عدم الاستقرار والضغط.

 

وكذلك فإن الأسير محمد جابر عبده من كفر نعمة بمحافظة رام الله، الذي يعاني من مشاكل في الجهاز البولي، أما جهاد يغمور من القدس والمحكوم بالسجن المؤبد، فيعاني من التهاب رئوي حاد، وأصبح في الآونة الأخيرة يعاني كذلك من حالات اختناق ليلاً فيستيقظ، حيث لا يجد الأسرى الآخرون إلا وسيلة الطرق على الباب والصياح لإجبار الممرض على الحضور.

أما الإهمال من قبل طبيب السجن وإقتصار عمله على إعطاء المسكنات، وعدم معالجة الحالات الصعبة جذرياً فأمر متبع في السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين.

وتستهدف المداهمات الليلية وحملات التفتيش التي تقوم بها الفرق الأمنية الإسرائيلية في السجون، بث حالة من الذعر والرعب في نفوس الأسرى الفلسطينيين، وتبلغ قمة الاستفزاز والاهانه في التفتيش العاري، حيث تحضر قوة خاصة وتقتحم غرف الأسرى المعزولين، وتقوم بتعريتهم وتفتيشهم تفتيشاً جسدياً دقيقاً، وكذلك تفتيش الغرفة وبعثرة محتوياتها، كما حدث خلال هذا شهر آذار (مارس) 2007 في قسم عزل سجن عسقلان.

وذكر أن القمع والضرب واستخدام العنف أمر واقع في أقسام العزل، مثلما حدث مع أكثر من أسير، حيث يتم الاستفراد به وحيداً، كما حصل مع الأسير معتز حجازي من القدس والمعزول منذ ثمانية سنوات، فقد تم الاعتداء عليه بالضرب إلى أن فقد وعيه، وتم إدخاله إلى غرفة الإنعاش. كما تم الاعتداء بالضرب أكثر من مرة على الأسير المعزول سابقاً احمد شكري من رام الله، والذي تعرض لضرب مبرح ترك آثاراً واضحة وكدمات على جسده، وكذلك الأسير المعزول سابقاً هاني جابر من الخليل، تعرض لضرب عنيف في قسم العزل.

ومنع الأسرى المعزولين من إكمال دراستهم الجامعية كما حدث مع الأسير محمود عيسى من عناتا، والذي مضى على عزله ما يقارب خمسة سنوات، ويعتبر عيسى من قيادات الحركة الأسيرة في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي.

اما إستهداف قيادات الحركة الأسيرة بعقوبة العزل، وخاصة في المرحلة السياسية الأخيرة بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، فقد تم عزل الكثير من قادة الحركة منهم عزل امين عام الجبهة الشعبيه احمد سعادات ، وعزل القيادي مروان البرغوثي و جهاد يغمور وموسى دودين من الخليل، والأخير محكوم بالمؤبد، وقد تعرض للعزل والخروج من العزل أكثر من مرة، وخاض في إحدى فترات عزله إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وصل إلى مرحلة الإضراب عن شرب الماء، وامتد إلى ما يقارب خمسة وعشرين يوماً، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ودخوله إلى المستشفى، ولم يفك الإضراب الا بعد تلقيه وعد بالخروج من العزل، وهو ما تم آنذاك، إلا انه أعيد مؤخراً إلى العزل، وهو يعاني من أمراض مختلفة في جسمه.

أما الأسير زاهر جبارين احد قادة الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، فقد تم عزلة لمدة عامين متواصلين، وزُج في زنزانة إنفرادية كانت معدة لأيال عامير قاتل إسحاق رابين، وقد كانت تلك الزنزانة مجهزه بكاميرات في كل جوانبها، حتى في الحمام، وذلك من اجل تقييد حركة الأسير جبارين وزيادة الضغط النفسي علية.

وبين أنه يتم تحديد وقت لطلب الماء أو الطعام من الثلاجة الموجودة في القسم حتى الساعة السابعة مساءاً، وهو ما يسبب المعاناة للأسير المعزول وخاصة في الصيف حيث يحتاج إلى شرب الماء بكثرة. 

أما العقوبات الشديدة والتي تشمل إرسال الأسير إلى 'السنوك'، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها 180سم وعرضها150 سم، وبالكاد تكفي للنوم، ولا يوجد فيها متسع للصلاة، كما إنها لا تحتوي إلا على الفرشة وقارورتان إحداهما لشرب الماء والأخرى للاستنجاء من البول، والخروج للغائط مسموح به مرة واحدة في اليوم، مما يجعل الأسير يقتصد في الأكل كي لا يحتاج للخروج لقضاء حاجتة.

ويمنع فيها 'السنوك' إحضار ساعة لمعرفة الوقت، حيث لا يعلم الأسير الوقت من اليوم، وبالتالي مواقيت الصلاة كذلك، ولا يسمع الأخبار حيث لا راديو ولا تلفاز ولا صحف. ولا يسمح كذلك بشراء الطعام أو أي احتياجات أخرى من الكنتين. ويمنع فيها أيضاً إستعمال الوسادة في النوم.

ومن الأمثلة ما حدث مع الأسير محمد براش والذي لا يرى لكونه ضريراً كما أنه يعاني من قطع رجله اليسرى ومن أمراض أخرى في جسده، حيث تم إحضاره إلى السنوك، وبلغت الوحشية ذروتها عندما تم تقييد يديه وقدمه في السرير، وتعرض أثناء الليل لحالة صحية صعبة حيث عانى من الاختناق، ولم يستطع القيام بسبب القيود، فلم يكن أمامه إلا الصراخ من أجل حضور الممرض. 

وتقوم إدارات السجون بإعاقة زيارات المحامين للأسرى، ويضطر المحامي إلى الانتظار وقتاً طويلاً دون زيارة أي أسير، وتدعي الإدارة في بعض الأحيان بعدم وجود الأسير في القسم أو السجن، رغم عدم صحة ذلك.

وتعاني الأسيرات الفلسطينيات أيضاً من عقوبة العزل، ويوجد حاليا في العزل الاسيرتين وفاء البس من غزة ، ولطيفة ابو ذراع حيث تجاوز عزل الاسيرة ابو ذراع الثلاث سنوات.

 وقال النادي، إن لأسرى المعزولين اتخذوا عدة خطوات على مدى السنوات السابقة، وخاصة في الآونة الأخيرة، منها إرجاع وجبات الطعام ووصل الأمر في عدة حالات إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، وكان هدفهم الرئيسي هو الخروج من العزل الانفرادي، ليعيشوا مع الأسرى الباقين في الأقسام المفتوحة، وكان هدفهم الثانوي هو تحسين ظروف الحياة في أقسام العزل، حتى تمثل الحد الأدنى للحياة البشرية الملائمة.

 ومن الأمثلة على تلك الخطوات إشتراك الأسرى المعزولين في الإضراب المفتوح الذي خاضه الأسرى في سجون الإحتلال عام 2004، وكذلك خوض أكثر من أسير الإضراب المفتوح بشكل منفرد، مثل موسى دودين، أحمد البرغوثي، مازن ملصه، معتز حجازي، واحمد سعدات إضافة إلى ترجيع وجبات كان آخرها في عزل سجن عسقلان في شهر شباط (فبراير) 2007، و يهدد الأسرى المعزولون حالياً بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، إذا لم يتم حل قضية العزل بشكل جذري.

وتتذرع السلطات الإسرائيلية بذرائع شتى لتبرير عملية عزل المعتقلين منها:كونهم معتقلين خطرين قاموا بعمليات عسكرية تصفها بالعنيفة ، او نظرا لمكانتهم القيادية وسعة إطلاعهم وعمق تجربتهم وتأثيرهم على بقية المعتقلين.

 

 وتهدف هذه السلطات، إلى إضعاف معنويات ونفسيات هؤلاء الأسرى، وجعلهم أجساداً بلا أرواح. وكذلك إفشاء الأمراض في أوساطهم وإضعاف البنية الجسدية لهؤلاء المعزولين، لكي يخرجوا من هذه الزنازين غير قادرين على الحركة بسبب الروماتزم وضعف البصر، فحينما لا يستطيع الإنسان أن يرى إلا لمسافة صغيره لا تتجاوز المترين لمدة خمس أو سبع أعوام فمن المؤكد أن بصرة سيضعف.

وطالب نادي الاسير المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي الاهتمام اكثر بالاسرى المعزولون والعمل على كشف الانتهاكات التي تمارس بحقهم والعمل على اخراجهم من عزلتهم ، ووجه نداءا الى كافة المؤسسات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان العمل على تحريك موضوع الاسرى في العزل واثارته على كافة المستويات.