خبر رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي: 2010 هو عام الحسم

الساعة 05:20 ص|26 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أكد رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال أمير إيشل، امس، قدرة الجيش على ضرب «محور الشر» وردع إيران. وقال الضابط، الذي يعتبر مسؤولا عن تحليل المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل والاستعداد لمواجهتها، إن قدرات قواته تحسنت منذ حرب لبنان الثانية، وإن قدرات العدو تحسنت أيضا.

وعبر مقابلة مطولة لإيشل مع صحيفة «هآرتس»، أشار المراسل العسكري للصحيفة إلى أن العام 2010 يتبدى بشكل متزايد كعام الحسم بالنسبة للأمن الإسرائيلي، ففي ذلك العام سيظهر بجلاء ما سيؤول إليه الحوار بين إيران والغرب حول المشروع النووي ومدى جدوى العقوبات التي قد تفرض على طهران، وحينها سيظهر ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية قد حسمت أمرها بشأن اللجوء إلى عمل هجومي أم لا. ومن البديهي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، إذا حدث، سيقود إلى تسخين الجبهات الشمالية والجنوبية، ولهذا فإن الجيش الإسرائيلي يتدرب لمواجهة أسوأ السيناريوهات، كما أنه في العام المقبل سيظهر ما إذا كانت إسرائيل تمتلك خيارا للسلام مع سوريا بقصد إخراجها من التحالف مع إيران أم لا.

وأشار المراسل إلى أن المقابلة مع إيشل، وهو في الأصل طيار حربي، جرت على خلفية صدمة حرب لبنان والتحديات الأكبر: إيران والفلسطينيين ولبنان وتسلح الجيش. وكتب أن إيشل يعتبر أن الجيش الإسرائيلي أعاد بناء نفسه من جديد بعد حرب لبنان العام 2006. وأشار إلى أن الجيش اليوم أكثر أهلية مما كان في الماضي «فالخطر على إسرائيل يزداد، على كل الجبهات. وطابع الحرب يتغير: فلم يعد هناك عدو يرفع الراية البيضاء على التلة ويستسلم. ولذلك ينبغي إعادة النظر في مفهوم الحسم العسكري. لقد كانت حرب الأيام الستة انتصارا لا نقاش فيه، ولكن كم من الوقت مضى إلى أن عادوا لإطلاق النار؟ رغم أن العدو كان مغشيا عليه».

وأشار إيشل في المقابلة إلى أن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ديفيد بن غوريون فهم تناسب القوى بين الطرفين وعرف أنه ليست هناك ضربة قاضية «فأعداؤنا يقرون بتفوقنا في مجالات معينة وهم يعملون بكد لتقليص مزايانا. وهم يستخدمون وسائل: صواريخ لا نمتلك حلولا بالمستوى المناسب لها جميعا».

ويرى إيشل أن الخطأ الإسرائيلي الأكبر في حرب لبنان الثانية تمثل في تضييع فرصة استخدام تدابير أشد وبشكل أسرع «فقد كان بالوسع تحقيق إنجاز أكبر. وهذه هي المشكلة: لم نفهم القوة التي كانت تحت تصرفنا. سارعنا لتأبين النتيجة قبل الأوان، ولكن ذلك لا يبرئنا من أخطاء اقترفناها. وأنا لا أعرف فترة توفرت لنا فيها معلومات كالتي نمتلكها اليوم عن حزب الله، من دون أن يعني ذلك أن أمرا قد ينفجر لنا على الحدود صباح غد».

واعتبر أن امتلاك طرف لأسلحة يزيد من ثقته بنفسه ويدفعه للمجازفة أكثر لاستخدام الأسلحة. وأشار إلى وعي إسرائيل المتزايد للتداخل بين الجبهات وتعزيز هذا التداخل. وقال «لقد تعززت الصلة بين الجبهات، حتى إذا كان حزب الله قد التزم الهدوء في عملية «الرصاص المسكوب» وتجنب إطلاق الصواريخ في الشمال. وأنا لا أعتقد أن الضغط على زر في طهران يعني أن حزب الله يفعل ما يريدون. ولكن ينبغي الانطلاق من فرضية أنه إذا اصطدمنا في جبهة فليس مستبعدا أن تندلع الأمور في جبهة أخرى. فالمحور الراديكالي في المنطقة، بزعامة إيران، يسعى لقدرة نووية. وقد بنى لنفسه كل القدرات: أعد منظومة صاروخية في الشمال (حزب الله) ليوم المواجهة، وقاعدة لوجستية (سوريا وشبكات تهريب الأسلحة)، وقوة لإنهاكنا في الجنوب (حركة حماس). ثمة منطق في الأسلوب، هناك تقاسم عمل. كل واحد ودوره في المحور».

وشدد إيشل على أن خروج سوريا من ما أسماه «محور الشر» عبر السلام معها لا يدمر المحور، ولكن يهزه بشكل كبير. ولكن سوريا في نظره «ترقص على الحبلين ولا تدفع أي ثمن... وهي تواصل نشاطها الضار في العراق ولبنان. إنهم يرتبطون جيدا بحزب الله. ومن ناحية أخرى، يلتقي (الرئيس السوري بشار) الأسد بكارلا بروني (عقيلة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي) بعد عزلة طويلة. إنه لا يدفع الثمن».