خبر شهداء سرايا القدس.. الابن على درب والده والشقيق يلتحق بأخيه

الساعة 10:34 م|25 سبتمبر 2009

شهداء سرايا القدس.. الابن على درب والده والشقيق يلتحق بأخيه

كتب: محمود أبو عواد

لم تفاجئنِ كالكثير من الفلسطينيين عودة الاغتيالات في صفوف المقاومين والتي خفت حدتها على الأقل بعد الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع.

 

                                            الشهيد / كامل خالد الدحدوح

فعملية اغتيال ثلاثة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شرق مدينة غزة، يفتح الباب مشرعاً أمام أسئلة كثيرة يطرحها الواقع الفلسطيني من التصعيد العسكري الصهيوني على الأرض مروراً بتصعيد اللهجة لقيادات الاحتلال ضد غزة وانتهاءً بلقاء المفاوضات العبثية وخطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة الذي وصف خلاله غزة بأنها ضمن ما يسمي بـ "محور الشر الإيراني"، والذي دافع خلاله أيضاً عن "حق" إسرائيل في الرد على "الاعتداءات الفلسطينية".

                                            الشهيد / محمد مرشود

 

وبعيداً عن لهجة الخطابات السياسية والتصعيد العسكري، فإن ارتقاء ثلاثة من الشهداء أمر اعتيادي لدي المواطنين، لكن ما فاجأ الكثير من أبناء قطاع غزة أن اثنين منهم هم من ذوي وأشقاء شهداء سابقين. وهو ما لم أتفاجأ به كثيراً لأن مدرسة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس عودتنا أن تخرج من قادتها ومن أبناء أؤلئك القادة ومن الاستشهاديين وأشقائهم شهداء على طريق الحق.

 

                                                الشهيد / محمود موسى البنا

 

فغزة اليوم ستودع ثلاثة من الشهداء هم "كامل خالد الدحدوح – محمود موسي البنا – محمد مرشود" فالأول هو نجل قائد سرايا القدس بالقطاع الشهيد القائد "أبو الوليد" وله من الأعمام والأقارب من قيادات ومجاهدي السرايا أيضاً ما لا يقل عن ستة من الشهداء. وأما الشهيد الثاني فارتقي شقيقه التوأم "حسن موسي البنا" في عملية استشهادية بطولية نفذها ضد موقع غيفن العسكري عام 2004 وقتل ضابط وجندي صهيوني وأصاب ثلاثة آخرين في عملية بطولية تبنتها سرايا القدس وكتائب الأقصى "مجموعات الشهيد أيمن جودة".

 

هذه التضحيات التي تقدمها سرايا القدس، ويقدمها الشعب الفلسطيني ليست بوليدة اللحظة، بل شهدت فلسطين عشرات الحالات التي قدمت فيها عائلات من أبنائها من الأشقاء شهداء وجرحى وأسري.

 

فالحاجة "أم رضوان الشيخ خليل" قدمت أربعة من أبنائها من قادة سرايا القدس شهداء، كما ارتقي زوج إحدى بناتها ونجل ابنتها الأخرى شهداء في عمليات قصف مختلفة استهدفتهم إلي جانب قيادات من السرايا، فيما قدمت الحاجة "أم الوليد الدحدوح" أيضاً ثلاثة من أبنائها من قيادات السرايا شهداء وها هي تقدم اليوم نجل أحد أبنائها الشهداء وقدمت أبناء عمومتها ثلاثة من الشهداء، اثنين من بينهم شقيقين.

 

ولا ننسي هنا أن نسجل تضحيات أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي البارزين، الشيخ "عبد الله السبع" الذي ارتقي شهيداً بعد أن حاصرت قوات الاحتلال منزله في وسط بلدة بيت حانون ورفض الاستسلام وفضل القتال واللحاق بنجله الأكبر "مصعب" الذي استشهد في عملية استشهادية استهدفت موقع عسكري في "ايرز" قبل يومين فقط من استشهاد والده.

 

ولا يمكننا أن نتجاهل تضحيات قيادات حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بالضفة المحتلة، حين قدم القادة قبل الجند أرواحهم فداءً لفلسطين، فالشواهد على تلك التضحيات طويلة، فمن الشيخ الجنرال "محمود طوالبة" الذي أرسل اثنين من أشقائه متزنرين بالأحزمة الناسفة إلي قلب الكيان الصهيوني، وصولاً للشيخ القائد "بسام السعدي" الذي استشهد اثنين من أبنائه واعتقلت زوجته ونجله الآخر.

 

ولم تقتصر تلك التضحيات باستشهاد أبناء وأشقاء القيادات والمجاهدين، بل قدمت حركة الجهاد الإسلامي أمينها العام المؤسس د.فتحي الشقاقي شهيداً على طريق الدرب العظيم، وقدمت من قادتها العشرات كأمثال القادة "هاني عابد – محمود الخواجا – محمود الزطمة –محمود طوالبة – لؤي السعدي – محمد عبد العال - رياض بدير- مقلد حميد – بشير الدبش – إياد صوالحة – محمود جودة- شادي مهنا – عدنان بستان – خالد الدحدوح – محمد الدحدوح – أيمن الدحدوح – مهدي الدحدوح – محمد الشيخ خليل – محمود الشيخ خليل – شرف الشيخ خليل – أشرف الشيخ خليل"... والقائمة تطول في هذا المُقام العظيم أمام تضحيات هؤلاء الأبطال من شهداء أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

ولا بد أن نُذكر هنا بعظمة تاريخ الخامس والعشرون من سبتمبر الذي يرتقي فيه قيادات ومجاهدي سرايا القدس تباعاً، فقبل ساعات كنا نحيي ذكري استشهاد خمسة من الشهداء هم "محمد الشيخ خليل – نصر برهوم – نور أبو عرمانة – ذياب الشويكي – عبد الرحيم التلاحمة".. وها هم "كامل ومحمود ومحمد" يلحقون بهم ليُخلد هذا اليوم عظمة الشهادة في نفوس الشعب الفلسطيني.. فلله دركم أيها الشهداء.. ولله دركم يا رجال سرايا القدس.. ومدرسة المقاومة الفلسطينية ...