خبر الويل للمنتصر..هآرتس

الساعة 08:57 ص|25 سبتمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خرج راضيا من القمة الثلاثية في نيويورك. في مقابلة مع مراسلة "هآرتس" نتاشا موزغوبية تباهى نتنياهو بانجازاته السياسية: "اوباما قال أمرا نقوله منذ نصف سنة في أنه ينبغي اللقاء والشروع في المسيرة السياسية دون شروط مسبقة". ويلقى نتنياهو التشجيع من تنازل رئيس الولايات المتحدة عن مطلبه التجميد التام للمستوطنات ومن موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الوصول الى القمة والتراجع عن الشروط التي عرضها لاستئناف اللقاءات مع اسرائيل.

في المقابلة اقتبس نتنياهو عن اوباما حديثه عن اسرائيل كدولة يهودية وثناء الرئيس على ازالة الحواجز في الضفة وهو يصفه بانه تعبير عن التأييد لسياسة الحكومة. وفي نفس الوقت لا يستخف نتنياهو بتصريحات اوباما بأن استمرار المستوطنات ليس شرعيا وان اقامة الدولة الفلسطينية ستضع حدا للاحتلال الذي بدأ في العام 1967 ويصفها بانها تكرار لصيغ امريكية قديمة، "حكومات سابقة في اسرائيل تبنتها". وتجاهل نتنياهو التوبيخ العلني من اوباما لضيفيه، الاسرائيلي والفلسطيني، وتحذيره من أن صبره سينفد اذا ما تواصلت المراوحة والجمود السياسي.

طبيعي هو ان يشدد نتنياهو على نقاط اتفاقه مع اوباما ويحاول تخفيف حدة الخلافات بينهما. هذه طبيعة السياسيين، ولا سيما رؤساء الوزراء في اسرائيل، المتعلقين بالدعم الامريكي. ولكن فرحة نصر نتنياهو مقلقة. رئيس الوزراء سافر الى القمة ويعود اليوم الى اسرائيل دون استئناف للمفاوضات مع الفلسطينيين. لقاؤه مع اوباما وعباس لم ينتج اتفاقات او نتائج عملية تعطي أملا بحل النزاع بل أكد فقط الخلافات وشدد انعدام الثقة بين الطرفين.

نتنياهو يجد صعوبة في الاقناع بان تأييده المعلن لحل الدولتين لم يكن سوى ضريبة كلامية، ترمي الى ازاحة الضغط الامريكي عنه وان دعوته الى المفاوضات "دون شروط مسبقة" ليست سوى محاولة لكسب الوقت في محادثات عابثة. نتنياهو يرى في استئناف المحادثات صماما لتخفيف الضغط الامريكي على اسرائيل ويستخدمها كتبرير لطلبه من الزعماء العرب دفن تقرير غولدستون عن حملة "رصاص مصهور". في نفس الوقت يتمترس خلف مواقف متصلبة في المسائل الجوهرية ويصر على استمرار تنمية المستوطنات. نتنياهو يتحدث عن السلام، ولكنه يتماثل بأفعاله مع تقدير وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بانه لا يمكن تحقيق تسوية على أساس "دولتين للشعبين".

بعرضه (بما في ذلك من خلال "المقربين") اوباما كرئيس ضعيف، تراجع امام الرفض الاسرائيلي لتجميد المستوطنات، وعباس كرافض للسلام، فان نتنياهو يتطلع الى قاعدته السياسية في الليكود وفي الاحزاب اليمينية – ولكنه يخاطر بهدر الفرصة التي منحه اياها اختيار اوباما استئناف المسيرة السلمية وحل النزاع الاسرائيلي – العربي. بعرضه توسيع المستوطنات كانجاز فان نتنياهو يقوض المصالح الاسرائيلية في انهاء الاحتلال وتقسيم البلاد. "النصر" اللحظي لرئيس الوزراء من شأنه أن يكون هزيمة للدولة.