خبر محللون فرنسيون: إسرائيل أفشلت فاروق حسني في انتخابات اليونسكو!

الساعة 05:39 م|24 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

لم تشفع له "علمانيته وانفتاحه على الغرب ودعوته إلى حوار الحضارات لكي لا يقع تحت ماكينة الشيطنة لكل من يعادي إسرائيل".. هكذا علق أحد المحللين الفرنسيين على خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو التي فازت بها البلغارية "إيرينا بوكوفا" بـ31 صوتا مقابل 27 صوتا لحسني.

"معادٍٍ للسامية في اليونسكو!"، و"الوزير المثير للجدل في اليونسكو".. كلها عناوين مقالات صحف فرنسية سبقت انتخابات اليونسكو والتي ساهمت في إسقاط فاروق حسني وتمحورت كلها حول تصريحاته عن "إحراق الكتب العبرية في المكتبات المصرية"، والتي وضعته في لائحة المعادين لإسرائيل بالنسبة للمنظمات اليهودية المساندة لها.

وناهض المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا المعروف بمساندته لإسرائيل ومركز "سيمون وينستال" منذ البداية ترشيح حسني باعتباره "معاديا للسامية".

وعلى الرغم من مساندة فرنسا شبه الرسمية لفاروق حسني فإن الكاتب والصحفي الفرنسي دينيس شفير اعتبر "أن معاداة إسرائيل مثلت الحجة التي أسقطت فاروق حسني، ولم تعد كل المقاييس الأخرى من قبيل انفتاحه وعلمانيته وتشجيعه على حوار الحضارات مهمة أمام هذا الأمر".

وتحت عنوان "انتصار الديمقراطيات"، اعتبر "إيفان ريفول" في مقال له بجريدة " لوفيجارو" الفرنسية الأربعاء 23 - 9 - 2009 أن انتصار البلغارية إيرينا بوكوفا انتصار للديمقراطيات الناشئة في أوروبا الشرقية، وأنها تمثل "قيم اليونسكو" التي تحض على الحفاظ على تراث الإنسانية ضد الأنظمة الاستبدادية.

وأشار الكاتب إلى أن فاروق حسني في نهاية الأمر هو سليل نظام "غير ديمقراطي"، بالرغم من أن ترشحه حظي بمباركة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ولم يتردد الكاتب والصحفي الفرنسي "إيفان ريفول" في القول بأن إسقاط المرشح المصري من الوصول إلى رئاسة اليونسكو ساهم فيه بشكل فعال الثلاثي اليهودي المثقف "برنارد هنري ليفي"، و"كلود لانزمان"، و"إيلي ويزيل".

ولم تتردد الصحافة الفرنسية طوال الأسابيع التي سبقت انتخابات اليونسكو بالتذكير بتصريحات وزير الثقافة المصري بشأن "إحراق الكتب العبرية" التي توجد في المكتبات المصرية، كما وجه له العديد من الكتاب والصحفيين اتهامات بالعداء للسامية.

وذهب الفيلسوف اليهودي الفرنسي "برنارد هنري ليفي" والذي يعد من أحد أركان الحملة ضد فاروق حسني إلى اتهام هذا الأخير "بالمتواطئ مع الإرهاب".

ففي موقعه على الإنترنت أورد ليفي - الذي يحظى بتأثير واسع في النخبة الفرنسية - وقائع تعود إلى سنة 1970 حينما كان حسني سفيرا لمصر في باريس اعتبر فيها ليفي أن "حسني كان يتجسس على الطلبة المصريين ويهددهم".

كما أورد حادثة أخرى بعدها بسنوات حينما كان حسني مستشارا ثقافيا في سفارة مصر في إيطاليا حينما وقعت حادثة "اكيلي لاورو" والتي وقع فيها تهريب أبو العباس (الأمين العام الراحل لجبهة التحرير الفلسطينية) في طائرة مصرية كانت متجهة إلى تونس وأرادت المخابرات الأمريكية القبض على أبو العباس، لكن السفارة المصرية غطت وقتها على هوية ركاب الطائرة الفلسطينيين واعتبرت أن جميعهم مصريون.

وكان برنار هنري ليفي صاحب مبادرة الموقعين على "البيان الدولي ضد ترشح فاروق حسني" إلى جانب العديد من المثقفين المساندين لإسرائيل، إلى جانب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا "ريتشارد باسكي".

وجاءت العريضة التي دعا إليها برنار هنري ليفي بعد النص الذي كتبه هذا الأخير بالاشتراك مع "إيلي وزيل" الكاتب الأمريكي اليهودي الحائز على جائزة نوبل للآداب، والمخرج الفرنسي اليهودي "كلود لانزمان" داعين إلى الإطاحة بفاروق حسني في انتخابات اليونسكو.

ويشير مراقبون إلى أن خسارة فاروق حسني أثبتت أن تهويد القدس بشكل كامل أهم لدى إسرائيل من التطبيع مع العرب، وأن التطبيع لم يعد هدفا ذا قيمة أو ذا أولوية لدى صانع السياسة الإسرائيلية.