خبر كلمة اوباما.. معاريف

الساعة 11:49 ص|24 سبتمبر 2009

بقلم: نداف هعتسني

يحذروننا منذ سنين كثيرة اننا يجب أن نطوي الاعلام الوطنية بسبب قيود قوة دولة اسرائيل. يقولون لنا انه توشك ان تأتي ادارة امريكية معادية مصممة، تجبرنا على ان نفعل كل ما تريد. وقد ثبت هذا الاسبوع في نيويورك ان هذا السيناريو ليس قابلا للتحقيق بالضبط. في واقع الامر، من اثبت على نحو محرج حدود قوته نحونا هو الرئيس الامريكي براك اوباما خاصة.

تبين مرة اخرى انه عندما تكون حكومة اسرائيل مصممة على الدفاع عن قيمنا ومصالحنا الاساسية، فلا يمكن اضطرارها الى العمل على نحو مختلف. الضغط الامريكي في فترة الادارة الحالية معروف تاريخيا. لقد اجتمعت حول الرئيس الجديد جماعة معادية برئاسة "الاسرائيلي" رام عمانويل، المقتنع بانه أعلم منا بما يصلحنا. ان الفتوة والقوة اللتين احدثتهما هذه الجماعة جعلتا الرئيس اوباما يخطو في سبيل افضى الى اخفاقه الحالي. لم يخفِ محيط الرئيس الامريكي القصد الى اسقاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والى أن يسود التصور العام الفلسطيني. لقد بينوا بقوة انهم سيضطروننا الى العمل بخلاف تام لما قرره في المدة الاخيرة الناخب الاسرائيلي.

لو درس محيط اوباما تاريخ الضغط الامريكي على اسرائيل، لاخذ بتوجه اشد تواضعا. لولا انهم اعماهم نجاحهم اللحظي في الانتخابات، لتبينوا منذ اقامة الدولة انه لم يوجد ضغط امريكي اخضع مقاومة اسرائيلية حازمة.

عارضت الادارة الامريكية اعلان الدولة نفسها ولم يصد ذلك بن غوريون. في 1950 ضغط الامريكيون كي لا نبني في غربي القدس. بعد الايام الستة ضغطوا كي لا نضم شرقي القدس ولا نبني احياء العاصمة الجديدة. في 1970 طلبوا بحزم قبول خطة روجرز، وطلبوا في 1981 عدم قصف المفاعل في العراق. لم تصمد هذه الضغوط وغيرها، وكان بعضها عظيم القوة، امام التصميم الاسرائيلي ولم تضر بالحلف الاساسي القائم بين الولايات المتحدة واسرائيل.

وجد طول السنين من اشار الى حدود قوة كل ادارة مع اسرائيل، بسبب العناصر الاساسية للقرب بين الشعبين. في المدة الاخيرة فقط اشارت استطلاعات للرأي الى نسب تأييد عالية لاسرائيل في الكونغرس والرأي العام، تخالف موقف الادارة. لقد جسدت مبلغ كون اوباما مقيدا بالتهديدات فقط وانه لا يستطيع ان يسمح لنفسه بان يخطو خطوات حقيقية تضادنا.

هذا الاسبوع اخضع الواقع فتوة البيت الابيض وقوته، وهذه انباء جيدة، وان كان لا يوجد مكان للصلف الذي يهب من قبل مكتب نتنياهو. فقد تلقى رئيس الحكومة نفسه بأخرة درسا في حدود قوته. حضر الاجتماع في متسودات زئيف ثلاثة ونصف من اعضاء الكنيست، واقنع الوزراء في اللحظة الاخيرة بعدم المثول، لكن من كنتنياهو يدرك انه قد اصبح يدوس الخط الاحمر لقدرته على السيطرة. فما ان يخطو خطوة صغيرة نحو رام عمانويل حتى يهتز كرسيه.

ان اظهار حدود القوة الامريكية هذا الاسبوع لم يتم العمل بطبيعة الامر. فاذا تجاوزنا الضغوط المتوقعة مع متابعة الطريق، يجب ان نواجه خطرا دوليا آخر مصدره فينا. يحاول اسرائيليون قنطوا من الحسم الديمقراطي داخل الدولة المبادرة الى اجراءات مضادة لاسرائيل تجعلنا معزولين في العالم. يلحظ هذا في تقارير كاذبة كتقرير القاضي ريتشارد غولدستون ومبادرات طارئة اصبحت من الموضة ولا سيما في بريطانيا. حان الان وقت ان نثبت لهذه الجهات المعادية الداخلية ايضا حدود قوتها.