خبر معسكر السلام تبدد وحماس تحتفل.. هآرتس

الساعة 10:46 ص|23 سبتمبر 2009

بقلم: عكيفا الدار

عندما جلس رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو أمس امام براك اوباما لعله مرت في دماغه فكرة من الايام البعيدة التي شغل فيها منصب النائب لوزير الخارجية. في حينه ايضا، قبل 17 سنة، كان في الولايات المتحدة رئيس تسلى بفكرة انهاء النزاع الاسرائيلي – العربي واعتقد أن هذه الفكرة لا تتدبر مع توسيع الاستيطان. الرئيس اياه، جورج بوش الاب، ابلغ رئيس وزراء اسرائيل بان عليه ان يختار بين دفع العلاقات مع العرب الى الامام والمساعدة في استيعاب المهاجرين من رابطة الشعوب، وبين تعميق الضم الزاحف في المناطق والازمة مع القوة العظمى. وكان نتنياهو بين اولئك الذين شجعوا شمير على المراهنة على كل الصندوق – ومواصلة البناء في المستوطنات وتجنيد الكونغرس في الكفاح في سبيل المساعدات. ولا بد أن نتنياهو يتذكر نهاية القصة – اسرائيل فقدت الضمانات للقرض بمبلغ 10 مليار دولار والليكود فقد السلطة.

نتنياهو كان يمكنه أن ينظر امس الى زعيم حزب العمل ايهود باراك الذي جر وراءه الى نيويورك وان يسترق ابتسامة رضى عن الذات. في نهاية 1992 كانت تكفي الخلافات العلنية مع الولايات المتحدة بالنسبة للمستوطنات والمسيرة السلمية من أجل اسقاط حكومة في اسرائيل. اما في نهاية 2009 فان رئيس الوزراء لا يخشى العودة الى الديار باياد فارغة من قمة ثلاثية مع الرئيس الامريكي والرئيس الفلسطيني. من سيسقطه؟ وزير الدفاع باراك؟ الفرسان الثلاثة من ميرتس؟ حتى الرأي العام ووسائل الاعلام فقدت منذ زمن بعيد الثقة بل والاهتمام بالمفاوضات مع جيراننا. إذن ماذا لو أن اوباما قال انه حان الوقت لتحريك المسيرة؟ اقواله تعطي انطباعا لنتنياهو بقدر ما تعطيه تهديدات متمردي حزب العمل.

اما ابو مازن بالمقابل فلا يمكنه أن يكتفي بمصافحة اوباما. فقد مرت الازمنة التي كانت فيها م.ت.ف تتلاشى امام كل بادرة للاعتراف بوجودها. كل يوم يمر دون التقدم نحو انهاء الاحتلال الاسرائيلي هو يوم عيد آخر لحماس. سكان المناطق، ولا سيما الغزيين المحاصرين تعلموا انه مع مؤتمرات السلام لا يجعلهم يشترون البقالة ناهيك عن ان يشتروا الحرية. وكي يضمن الا يعلق الفشل فقط بخصومه من فتح، سارع زعيم حماس في غزة اسماعيل هنية الى نشر رسالته الى الامين العام للامم المتحدة والتي اعرب فيها عن تأييده لاقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس. هنية هو الاخر يعرف ان هناك حاجة الى معجزة كي يوافق نتنياهو على طرح القدس على طاولة المفاوضات.

قصة القمة تختبىء إذن في اثنين لم يكونا في نيويورك – معسكر السلام الاسرائيلي الذي تبدد وحماس التي تحتفل. واذا كان حقا، كما يتباهى مقربوه، ان نتنياهو "انتصر" على عباس فهذا يعني أن فتح قد ضعفت. ولكن في اللعبة التي نهايتها الصفر والجارية بينهما، حين تضعف فتح فان حماس تتعزز. توجد إذن امكانيتان: في الحالة "الجيدة"، رئيس الوزراء لا يفهم قواعد اللعب البسيطة هذه. في الحالة السيئة، نتنياهو يفضل الفلسطينيين الذين لا حاجة الى الحديث معهم عن تنازلات.