خبر هكذا انشأنا تقرير غولدستون.. معاريف

الساعة 10:40 ص|23 سبتمبر 2009

بقلم: شلومو غازيت

قرأت تقرير غولدستون. المنتقدون الكثيرون على حق. فهذه وثيقة معوجة ومتطرفة بل هي اهانة للعقل. يصعب أن نفهم كيف استطاع فريق من اعضاء اللجنة، كلهم مثقفون ذوو خبرة قانونية وعامة، كتابة وثيقة كهذه. ومع ذلك كله لا يحل لاسرائيل ألا تتناول موضوعين في حاشية التحقيق. نحن نعرف مجلس حقوق الانسان الذي بادر واقام لجنة التحقيق. ونحن نعرف توجهه المتطرف والمعادي لاسرائيل، ومع ذلك يجدر بنا أن نسأل اليوم: أكانت اسرائيل على حق في قرارها تجاهل نية بدء تحقيق وعدم التعاون مع اللجنة؟

لاسرائيل غير قليل من الاصدقاء في الساحة الدولية. لو اننا عملنا على نحو صحيح وفي الوقت، كان من الممكن ان نمنع مجرد اقامة اللجنة. لا يعمل "المجلس" في فراغ، فهو جزء من نظام الامم المتحدة، وهو – ولا سيما اعضاء المجلس – خاضعون للضغط والتأثير؛ بل اننا لم نمنع التحقيق، استطعنا أن نعمل في اتجاه تقويم وتغيير لتعريف اهدافها. لو كانت التوجيهات مختلفة لكان من الممكن ان نرى تأليفا مختلفا للجنة. كان لقرار اسرائيل على مقاطعة اللجنة واعضائها تأثيران مباشران. فلو تعاونا لكان يمكن ان نغرق اللجنة بمعطيات يصعب عليها ان تتجاهلها، وربما كنا نتوصل الى تقرير اكثر اتزانا. ولا يقل عن ذلك شأنا اننا نتجاهل الرد النفسي والوزن الذي كان لذلك على العداوة التي اظهرها اعضاء اللجنة لاسرائيل عندما كان احد الجانبين – الاسرائيلي – يقاطعها. اليوم، في اطار الوقوف الطبيعي وراء الحكومة، لا يكاد يوجد من يوجه نقدا الى تلك السياسة والقرار. علينا ان نؤمل ان ما يجب استنتاجه من  الاستنتاجات مما حدث سيتم حقا.

يتناول الموضوع الثاني الاستنتاجات. ليس كل شيء مشوها ولا خبيثا. من المهم ان نتناول نقطتين ثقيلتي الوزن يثيرهما التقرير: الاولى مسألة مكانة قطاع غزة بعد الانفصال. مع اتمام الخروج قبل اربع سنين سمع منا (او من اكثرنا) تنفس الصغداء: "الحمد لله اننا خلصنا!". بل اننا ذكرنا، في تصريحات مختلفة انه انتهى بذلك الاحتلال العسكري للقطاع. لكن سكان القطاع الفلسطينيين الـ 1.5 مليون لم يروا ذلك على هذا النحو. ولم تره كذلك الجماعة الدولية ولا خبراء القانون الدولي في اسرائيل. فقد بقي الاحتلال على حاله لكننا غيرنا فقط سبل سيطرتنا. ما ظلت اسرائيل تسيطر سيطرة مطلقة على جميع طرق الوصول البرية والبحرية والجوية فسيظل الاحتلال. يضاف الى ذلك اننا نواصل الاحتلال من غير ان نتحمل المسؤولية عن وجود ادارة وحكم سويين نحو السكان. والثانية ان تقرير اللجنة عاد يتهم اسرائيل بـ "عقاب جماعي" مرفوض في قصد الى جعل السكان يضغطون ويغيرون موقف حكم حماس. زعم اللجنة هذا، للاسف الشديد، يعتمد كله على ما يقال في اسرائيل. ان قطع الكهرباء من اسرائيل، واغلاق المعابر وما أشبه ليست من افتراءات لجنة غولدستون. هذه سياسة رسمية لحكومة اسرائيل.