خبر مشكلة انضباطية.. هآرتس

الساعة 10:36 ص|23 سبتمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

الصفقة القضائية في قضية التنكيل بجنود كتيبة 74 في المدرعات كانت متوقعة. لم يكن للجيش مصلحة في المحاكمة، يستدعي فيها الدفاع الى المحكمة ضباطا كبار كي يشهدوا على مشاركتهم في مثل هذه الافعال في فترة خدمتهم كقادة في ذات السرية. ولكن مشكلة طقوس "الخازوق" في الجيش الاسرائيلي لا تتلخص في حفنة قادة صغار في المدرعات؛ يدور الحديث عن مشكلة تتجاوز الوحدات والاذرع. النيابة العسكرية اعترفت في بيانها الى المحكمة بانه في السرية موضع الحديث كان هناك تقليد طويل السنين لطقوس كهذه وانه لا يمكن القاء كل التبعة على المتهمين الحاليين.

القيادة العليا تعرف المشكلة، ورئيس الاركان غابي اشكنازي وقادته اجروا في الشهرين الاخيرين محادثات وزيارات الى الوحدات كي يطرحوها على جدول الاعمال العسكري. في حالتين، في لواء غولاني وفي وحدة الرقابة في سلاح الجو، نحي قادة وارسل ضباط الى السجن على مشاركتهم في طقوس مشابهة.

في الجيش الاسرائيلي توجد انظمة تحظر مثل هذا السلوك تجاه الجنود ولكن مثلما تدل الحالات الاخيرة التي انكشفت للجمهور، فان الثقافة السائدة في الجيش لا تزال تميل الى تجاهل القواعد، ويوجد بين الجنود والقادة ما وصفته النيابة العسكرية في قضية المدرعات بانه "مؤامرة صمت". الجنود الشبان الذين وقعوا ضحية للاهانات يصمتون، لعلمهم ان الشكوى ستكون معارضة لروح الوحدة، وانه مع قدوم اليوم سيأتي دورهم لاجراء طقوس مشابهة للجنود الذين سيأتون بعدهم.

ثقافة غض النظر عن القواعد غير موجودة في الجيش الاسرائيلي فقط بالنسبة لـ "الخازوق". فقد ظهرت في الاشهرة الاخيرة ايضا في الشكل الذي يسمح فيه ضباط كبار لابناء عائلاتهم بسياقة مركباتهم العسكرية، وفي التقارير التي نشرت في أعقاب حملة "رصاص مصهور"  في غزة يتبين ان هذه الظاهرة لا تغيب ايضا عن ميدان القتال. في حالات شاذة ينبغي معالجة الامر بادوات قضائية ولكن محظور على الجيش الاسرائيلي الانتظار الى أن تنكشف القضايا المحرجة؛ المشكلة قبل كل شيء هي مشكلة قيادية ادارية. مثلما نجح الجيش في كبح جماح الحوادث الميدانية في العقد الماضي فان عليه ان يفرض القواعد ايضا في مجالات اخرى. لقد شدد الجيش الاسرائيلي التدريبات منذ حرب لبنان الثانية والان عليه أن يعالج تعزيز الانضباط. هذا ايضا جزء هام من الجاهزية للحرب، وهي مسؤولية اشكنازي.