خبر عيون كثيرة تتجه إلى تركيا ..أيمن خالد

الساعة 08:19 م|22 سبتمبر 2009

عيون كثيرة تتجه إلى تركيا ..أيمن خالد

صحيفة ( الحياة الحقيقية )  التركية

الدور والرسائل التي تؤديها الدول هو الذي يجعل حجمها يكبر بين الامم والشعوب، فليس وحده حجم الجغرافيا أو عدد السكان الذي يعطي القيمة للدول فقط، فنحن تغيرنا وتغير الزمن الذي كان لعدد السكان وللمساحة الجغرافية أهمية في عالم السياسة.

اليوم هناك انتباه شديد في كل دول العالم تقريباً الى الدور التركي الجديد في المنطقة المحيطة بتركيا والعالم ايضا، واصبحت العديد من الدول الكبرى تتريث عندما تريد ان تطلق أي تصريحات سياسية بشأن تركيا، فهي دولة بنظر السياسيين والدول، تستحق ان تتوقف الناس عندها، وتستحق ان تصدر التصريحات السياسية بشانها بقليل من التروي، فلا يمكن ان يتم اغضاب تركيا لأن تركيا اذا غضبت، فهناك خشية في الغرب كله ان يتحول غضب الحكومة التركية الى الشارع التركي الذي جربه الامريكان جيدا حينما ارادوا الافتراء على تركيا بالحديث عن مجازر الارمن المزعومة.

 

استطاع حزب العدالة والتنمية ان يخترق الجغرافيا ويصبح  مؤثرا في عالم السياسة، على المسار الاقليمي والدولي، وهو ما عطى تركيا قيمة سياسية كبيرة، ودورا ملحوظا في المنطقة بات يتطور كل يوم اكثر.

 

العلاقة بين الاتراك والامم اتسمت خلال القرن الماضي بالحروب دفاعا عن الامبراطورية العثمانية الكبيرة، لكن تلك الحروب وذلك التقسيم القسري للدولة العثمانية لم يجعل الامم الاسلامية التي كانت منضوية تحتها تقبل بالواقع الجديد، فهي لا تزال تشعر بالحنين العثماني لان روابط الاسلام مع تلك الدول كان كبيرا ومؤثرا، وكانت تلك الدول تعيش فترة من الكرامة في ظل الوحدة الاسلامية التي كانت تجمعها بينما هي اليوم في معظمها دول ضعيفة تعيش ازمات كبيرة ومعقدة.

 

بلا شك ان تركيا تنهض من جديد وتتحول الى عملاق في نظر اوروبا والغرب، الذي كان يريد من تركيا ان تبقى دولة تابعة تؤدي دورا محدودا في المنطقة ولم يكن يريد منها ان تؤدي دورا سياسيا كبيرا كما هو الان.

 

تركيا تقلق الغرب لانه عندما طرح فكرة الشرق الاوسط الجديد كان يتخيل ان تكون زعامة تركيا بمثابة تمرير للمخططات الغربية في المنطقة والتي تقوم اساسا على حماية اسرائيل ومنحها كل سبل الحياة، ولكن موقف اردوغان اثناء الحرب وتفاعلات الشارع التركي حول القضية الفلسطينية، لم تكن مجرد مسالة عادية فالذي شعر بالرعب هو اسرائيل والغرب كله لان تركيا يومها تكلمت باسم تاريخها واخلاقها وقيمها التي اخذتها عن الاسلام، وبالتالي كانت هذه الصرخة في تركيا اشبه بصرخة محمد الفاتح السلطان الذي فتح القسطنطينية، ومنذ تلك اللحظة هناك في الدوائر الاستخبارية والسياسية الغربية حالة من القلق مصدرها تركيا وعيون شاخصة تنظر الى الحليف القديم للغرب، والذي بين ليلة وضحاها بات ينظر الى تاريخه العثماني المجيد، وايضا باتت دول الجوار في المنطقة تعطي تركيا اهمية سياسية واهمية في كل شيء، وتمنحها الكثير من الثقة.

 

لا تزال الامور في بداياتها لكن تركيا اثبتت للعالم انها قوية بتراثها وفكرها وانها تستطيع ان تنهض وتلعب دورا حقيقيا في مساعدة المنطقة والعالم.

 

لا شك ان الدور التركي القادم ينال رضا شعوب المنطقة لان تركيا لم تكن يوما من الايام  دولة مستعمرة، ولان تركيا تحمل القيم النبيلة التي يحترمها الجميع، وبالتالي هي دولة تستحق ان تنظر اليها كل العيون.

 

الاصدقاء ينظرون اليها باعتزاز

 

وغير الاصدقاء ينظرون اليها بقلق.