خبر يديعوت: تحرير شاليط صفقة مستحيلة لأنه الذخر الوحيد لحماس

الساعة 11:29 ص|22 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم: ترجمة خاصة

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في افتتاحيتها اليوم إن صفقة شاليط عالقة عميقاً ولا توجد في واقع الأمر إمكانية لتحقيقها وذلك خلافاً لكل الشائعات والتقارير والتسريبات التي تنذر بقرب انهائها، وذلك لأن حركة حماس غير معنية بإبرامها بسبب الوضع الحالي المريح لها.

وأضافت الصحيفة أن حماس تحظى بمغازلات من قبل دول غربية عظمى ألمانيا وفرنسا والنرويج غير مستبعدة أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمغازلتها من أجل تحرير شاليط، ورأت الصحيفة أن جلعاد شاليط هو الذخر الاكثر ثمنا (والوحيد) اليوم لدى حماس. فلماذا يتخلون عنه؟.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن حماس بسبب تخوفها من أن تتم مثل هذه الصفقة بالفعل، قامت برفع الثمن، انطلاقا من المعرفة بانه لا يمكن لاي دولة ان توافق على مثل هذه الشروط. مشيرة إلى أن حماس لا تتحدث فقط عن سجناء. فهي تريد من اسرائيل انجازات وطنية، أمنية وسياسية ايضا تتعارض تعارضا مطلقا مع مصلحتها. لم يسبق أن حصل في التاريخ ان مقابل شخص واحد، مهما كان هاما، ان تدفع الدولة بمصالح حيوية ووجودية لها.

وأضافت أن حماس تطالب الان، فضلا عن قائمة السجناء، بعضهم خطيرون للغاية؟ فتح كل المعابر بين اسرائيل وغزة بشكل دائم؛ ازالة الحصار من الجو، البحر والبر أي ميناء غزة سيفتح، وان يكون لحماس ميناء حر خاص بها لتهريباتها؛ تموين الغذاء من اسرائيل الى القطاع مثلما في الماضي، أي ان تغذي اسرائيل ايضا هذه المنظمة الارهابية، السكان، وكأنه لم يكن هناك فك ارتباط على الاطلاق (هنا تدخل حماس في تناقض داخلي: اذا كان حسب مطلبها سيرفع الحصار، ويكون لها اتصال مع العالم، فلماذا ينبغي لاسرائيل ان تواصل تغذيتها؟ ولكن من يدخل في الامور الدقيقة)؛ تعهد دولي من اسرائيل بوقف كل هجوم مستقبلي على قطاع غزة. أي ان يطلقوا هم النار على اسرائيل، ولكن هذه تتعهد بالا ترد. واكثر من ذلك، حظر دخول مستقبلي للجيش الاسرائيلي الى القطاع في أي أمر كان.

في هذه الظروف، فانه لن تنفذ أي صفقة. وعليه، فلا يمكن لاسرائيل وهي لا تريد صفقة كهذه. واولئك الذين يمارسون الضغط الصاخب في الشارع على الحكومة ببساطة لا يفهمون عن ماذا يدور الحديث. وكلما تعاظم الضغط، فان الثمن سيرتفع فقط.

وأضافت أن المصريين ايضا هم معنيون بالصفقة وذلك لان وساطتهم في القضية تمنحهم مركزية وأهمية. في الشهر الاخير غضب المصريون من الوساطة الالمانية، وكان واضحا بانهم سيفعلون الكثير كي يبعدوا الالمان عن الصورة.  وهذا ما يحصل ايضا. حماس تصل الى القاهرة، نتنياهو الى مصر، وكل هذا يعني ان المصريين عادوا الى اللعبة. من السهل على المصريين ان يهددوا حماس في أنه اذا لم تقبل بهم كوسطاء فلن تجرى مفاوضات بينها وبين فتح بوساطتهم، وهذا هام جدا لحماس؛ وسهل عليهم تهديد نتنياهو بانه اذا لم يقبل بهم كوسطاء فسيكفوا عن "كشف" الانفاق في رفح. الجميع يغازلون مبارك، فلماذا يتوقف؟

وتابعت بأنه وبناء على هذه التقديرات، فان المفاوضات على جلعاد شليت أصبحت معاملا سياسيا لتحقيق الانجازات وبالتالي فانها من شأنها أن تستمر الى الابد. على اسرائيل أن توقف المباحثات المحرجة هذه وان تبدأ بالعمل بنفسها. لا يحتمل أن بعد كل هذا القدر الكبير من السنوات لا يعرف الجيش الاسرائيلي العظيم اين يحتجز جلعاد. ببساطة لا يحتمل.