خبر غزة : 48 عيداً مرّت على أمهاتٍ لم يحتفلن بلحظات الفرح مع فلذات أكبادهن

الساعة 06:00 م|21 سبتمبر 2009

غزة : فلسطين اليوم

مرَّ يوم عيد الفطر المبارك على ذوي الأسرى بمزيد من الحرقة على فلذات أكبادهم الذين يقبعون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لاسيما وأنهم يعانون ظروفاً هي الأشد.

وتؤكد والدة الأسير إبراهيم بارود – و الذي يلقى حكماً بالسجن 27 عاماً – أن ثمانيةً وأربعين عيداً قد مرّت عليها دون أن تحتفل بلحظاتها المباركة مع فلذة كبدها.

وتقول أم إبراهيم ( 70 عاماً ) لـ"فلسطين اليوم" : " لم أر ابني منذ 48 عيداً .. أليست هذه بكارثة ؟؟! .. أين الضمائر الحيّة و المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان من مأساتنا نحن ذوو الأسرى الفلسطينيين ؟؟! .. ".

وتستدرك تساؤلاتها تلك بالقول:" العالم كله يطالب آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط برسالة منه، ويسعى بكل قوة للإفراج عنه، فيما يدير ظهره لمعاناة أكثر من عشرة آلاف أسرة فلسطينية غاب عنها معيلوها وأبناؤها وبناتها".

وشددت أم إبراهيم على وصف تغني الغرب وحرصه على ضرورة الالتزام بمعاهدات حقوق الإنسان بأنه شيءٌ زائف.

وتتضاعف مشاعر الحزن والآسى ليس عند أم إبراهيم وحدها، فلدى عشرات الآلاف من أمهات وذوي الأسرى مشاعر فيّاضة وقصص مختلفة على افتقادهم أبنائهم وأزواجهم في يوم العيد الذي يمتاز بمشاعر الألفة والتقارب والتراحم لدى المسلمين.

عائلة الأسير محمد الحسني .. هي الأخرى تتحرق شوقاً لرؤيته لاسيما وأنه يقضي عيده السابع والأربعين في سجون الاحتلال.

ويقول نجله الأكبر وسام ( 24 عاماً ):" أتمنى من الله أن يكون والدي بيننا في العيد المقبل .. يوم خروجه سيكون يوم ولادتي من جديد"، مشيراً إلى أنه لم يحتفل بالعيد مع أبيه قط خلال سني حياته.

وطالب وسام عبر "فلسطين اليوم" آسري الجندي جلعاد شاليط، أن يبقوا على موقفهم الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى الأطفال والنساء و المرضى وأصحاب المحكوميات العالية ضمن صفقة التبادل.

وشدد على أن عدم اشتمال الصفقة على هذه الفئات في حال تمت سيكون بمثابة حكم بالإعدام عليها.

وانتقد وسام تحيّز دول العالم بأسرها مع قضية الجندي "شاليط" فيما تغمض تلك الدول العين عن مآسي وهموم ومعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، موضحاً أن العالم يتبع سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته.

ولم يختلف واقع الحال كثيراً على أسرة الأسيرة فاطمة الزق و طفلها يوسف - الذي أبصر النور داخل سجون الاحتلال -.

ويؤكد زوجها أبو محمود أن العيد تغيّر طعمه كثيراً عندما اعتقلت زوجته، وزاد مرارةً أكثر بولادة نجله في غياهب السجون.

ويبيّن أبو محمود أنه يحاول التخفيف على أبنائه من لوعة فراق أمهم وشقيقهم الذي لم يروه.