خبر كتاب جديد.. إسرائيل تحتجز 140 اسيرا من مناطق الـ48 « لأغراض خفية »

الساعة 09:03 ص|19 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

 يصدر في الايام القليلة القادمة كتاب عن اسرى الداخل الفلسطيني والقدس من اعداد مركز الدراسات المعاصرة في مناطق الـ48، وجاء في الكتاب ان هؤلاء الاسرى هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الاسيرة، فقد شاركوا في جميع قراراتها وتضحياتها ونضالاتها ضد ادارة السجون الاسرائيلية وخاضوا العديد من الخطوات الاحتجاجية والاضرابات عن الطعام (معركة الامعاء الخاوية)، ومنهم من اصبح من قادة واعمدة الحركة الاسيرة في السجون.

وقد تعاملت المؤسسة الاسرائيلية مع اسرى الداخل الفلسطيني والقدس كمعاملتها مع سائر الاسرى الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية ومارست ضدهم نفس اساليب التحقيق والانتهاكات والتعذيب واصدرت بحقهم احكاما جائرة وظالمة ووضعتهم في نفس الظروف الاعتقالية والحياتية الخ، ولكنها في نفس الوقت حرمتهم من الامتيازات التي من الممكن ان يحصل عليها اسرى الضفة وقطاع غزة من افراجات في اطار عمليات تبادل الاسرى، ولم تسمح لأي جهة فلسطينية او عربية بالمطالبة بهم او حتى الحديث بشأنهم.

وزاد معدو الكتاب انّه وفي نفس الوقت لم تعاملهم معاملة السجناء الاسرائيليين الجنائيين او قاتلي العرب، باعتبارهم مواطنين في نطاق المؤسسة الاسرائيلية واعتبرت سجنهم والاحكام الصادرة بحقهم شانا داخليّا اسرائيليا، وانهم يخضعون لقوانينها الداخلية، وفي نفس الوقت تحرمهم من الامتيازات التي يحصل عليها السّجناء الاسرائيليون، ولا تعطيهم حتّى نصف تلك الحقوق. ولفت الكتاب

الى ان المفاوض الفلسطيني وافق على استبعادهم من اتفاقية اوسلو ومن كافة الاتفاقيات السياسية اللاحقة، التي اقتصر الحديث فيها على اسرى الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وبالتالي استثنتهم كافة الافراجات السياسية وافراجات ما يسمى بحسن النية التي جرت ما بين السلطة الفلسطينية والمؤسسة الاسرائيلية، وكذلك فان كافة صفقات التبادل التي جرت بعد العام 1985، لا سيما ما بين حزب الله والمؤسسة الاسرائيلية هي الاخرى همشتهم ولم تشمل ايا منهم. جدير بالذكر انّ عدد اسرى الداخل يصل الى 140 اسيرا، منهم اربع اسيرات، ومن بينهم 30 مريضا، ويتطرق الكتاب الى التمييز الواقع من المؤسسة الاسرائيلية بحق اسرى الداخل الفلسطيني: التمييز بين اسرى الداخل وبين اسرى الضفة وغزة، تمنع المؤسسة الاسرائيلية دخول مخصصات 'الكنتينة' المدفوعة من السلطة الى اسرى الداخل الفلسطيني، تمنع المؤسسة الاسرائيلية دخول التمور وحلويات الاعياد ورمضان المقدمة من السلطة لأسرى الداخل الفلسطيني، ترفض المؤسسة الاسرائيلية التطرق الى قضية اسرى الداخل الفلسطيني في المداولات والاتفاقيات السياسية بينها وبين الجانب الفلسطيني، ترفض شمل اسرى الداخل الفلسطيني في الافراجات وصفقات تبادل الاسرى، تمنع وزير الاسرى في السلطة الوطنية من زيارة اسرى الداخل الفلسطيني، تعزل المؤسسة الاسرائيلية اسرى الداخل الفلسطيني عن اسرى غزة والضفة.

التمييز بين اسرى الداخل الفلسطيني وبين السجناء اليهود اذ يتمتع السجين اليهودي قاتل العرب بعدة امتيازات خاصة مثل: تخفيض ثلث المدة، تحديد حكم المؤبد، المشاركة في المناسبات العائلية (الاتراح والافراح)، الزواج والانجاب داخل السجن، افراجات مبكرة. وهنالك تمييز واضح في طريقة الاعتقال واساليب التحقيق ومدة الحكم وظروف السجن والافراجات ما بين يهودي وعربي، كما انّه لا يوجد سجين يهودي واحد اعتقل على اثر قتل عربي وامضى في السجن مثلما امضى السجناء العرب، الغالبية الساحقة من السجناء اليهود لم يمضوا من حكم المؤبد اكثر من سبعة اعوام.

لا يوجد سجين يهودي واحد على مدار تاريخ هذه الدولة اعتدى او قتل عربيا وعلى خلفية قومية وتم تصنيفه كسجين امني بينما العرب وفي اي عمل يقومون به وعلى نفس الخلفية ضد اليهود مصنفون كسجناء امنيين، الضحية العربي المعتدى عليه بنظر اجهزة امن الدولة ليس جزءا من تعريف امنها، بينما اليهودي يعتبر الاعتداء عليه اعتداء على الامن.

لا يوجد سجين يهودي واحد منذ قيام هذه الدولة قام باعمال تخريبية وقتل للعرب وحوكم بمحاكم عسكرية، بينما كل السجناء العرب حوكموا بمحاكم عسكرية لغاية عام 96 وهذا يفسر الاحكام الجائرة ضدهم.

بالاضافة الى ذلك، يقول معدو الكتاب انّ الرسائل التي يبثها رئيس الدولة الاسرائيلية والمؤسسات الحكومية بتساهلهم مع اليهود من قتلة العرب، والتشدد مع الاسرى العرب ممن قاموا باقل من ذلك بكثير تقول بوضوح: اقتل عربيا ولن تقضي في السجن اكثر من سبعة اعوام، اجرح يهوديا لن ترى النور، فلماذا اذا يظهرون انهم مستغربون ومتعجبون من ظواهر مثل ظاهرة القاتل نتن زادة وعامي بوبر ما دام دم العربي بهذا الرخص؟!

وتابع: الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة رفضت وترفض تحسين ظروفهم وتحديد الاحكام المؤبدة لاسرى الداخل الفلسطيني العرب وترفض التعامل معهم وفق القانون وترفض الافراج عنهم في اطار مفاوضات سلام واي عمليات تبادل للاسرى وتعتبرهم (فلسطينيين في الزنازين واسرائيليين في الافراجات وصفقات التبادل)، فهل تحتجزهم لاغراض اخرى خفية لا يعلمها احد، وهل هم ورقة للابتزاز السياسي او لأمر ما لا نعرفه؟!