خبر خبراء: تقرير غولدستون صفعة لإسرائيل

الساعة 09:45 م|18 سبتمبر 2009

خبراء: تقرير غولدستون صفعة لإسرائيل  

فلسطين اليوم- وكالات

اعتبر قانونيون مصريون "تقرير غولدستون" حول حرب غزة وثيقة تاريخية دامغة ونقلة كبيرة في سياق التقارير التي تدين إسرائيل التي قاطعت كل لجانه، مما أضعف موقفها أكثر وأكد مصداقيته وقوة معلوماته.

 

وحسب الدكتور عبد الله الأشعل -أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق- فإن تقرير ريتشارد غولدستون يكتسب أهمية خاصة لأن من أعده لجنة فنية دولية متخصصة بمشاركة ثلاثة من أبرز خبراء التحقيقات الجنائية.

 

وقال إن إعداد التقرير استمر شهورا واطلع على أماكن العمليات وآلاف الوثائق واستمع لإفادات الشهود، والقائم عليه (القاضي غولدستون) يهودي، مما يسقط اتهامات اعتادت إسرائيل توجيهها إلى معدي التقارير الخاصة بأعمالها العسكرية.

 

ملاحظات إيجابية

وتحدث عن ملاحظات إيجابية للتقرير، كتأكيده ارتكاب إسرائيل جرائم حرب، وإسقاطه ذرائعها في هدم المساجد وقصفها بزعم استخدامها في المقاومة، وتسجيله تأكيدات واضحة أنها تعمدت قتل المدنيين ومهاجمة المستشفيات ومراكز الإغاثة، وتقديمه رصدا واضحا لكافة الأسلحة الإسرائيلية المحرمة دوليا.

 

وأشار إلى نقطتين في التقرير: مطالبة مجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن المذابح، ومطالبته بعقوبات دولية على إسرائيل بسبب الحرب، فكان قويا كما دلّت عليه مواقف إسرائيلية غاضبة ومنفعلة بصورة غير مسبوقة، مما يؤكد أنه صفعة سياسية، فقد أنهت وثيقة أممية رسمية أعدها يهودي معروف مزاعمها بأنها دولة مثالية وأخلاقية.

 

وطالب الأشعل الدول العربية بمساعدة الجهود الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وتحدث عن تقرير للجنة شكلتها الجامعة العربية صدر في أبريل/نيسان الماضي انتهى إلى النتائج ذاتها، يمكن إرفاقه بالتقرير الأممي.

 

دعوة للمراجعة

وهوّن من مساواة التقرير الغارات الإسرائيلية بالصواريخ الفلسطينية البدائية، فكافة التقارير الدولية حسبه لا تفرق بين المدنيين في أي مكان وتعتبر التعرض لهم خطا أحمرا، لذا القصور في القانون لا في عمليات المقاومة الفلسطينية، وبهذا المعنى فالتقرير بحد ذاته دعوة لمراجعة نص يساوي هلع بعض سكان جنوب إسرائيل بمقتل 1400 فلسطيني نصفهم أطفال.

وحسب المحامي رجائي عطية فإنه يمكن استخدام التقرير لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين أمام القضاء الدولي لأن التقرير وثق بأرقام وتفاصيل ما يمكن تكييفه قانونا كجرائم ضد الإنسانية، وإن استبعد ذلك لكون القوى المسيطرة دوليا تحمي إسرائيل، ولأن أصحاب الحق في القضية (العرب) منصرفون عنها ومشتتون ومنشغلون بخلافاتهم.

 

موقف مائع

وتوقع عطية موقفا مائعا من مجلس الأمن بشأن التقرير لأن النفوذ الأميركي لن يسمح بموقف حازم.

 

وتعليقا على حملة دبلوماسية أطلقتها إسرائيل لتخفيف آثار التقرير على سمعتها، قال إن إسرائيل تخاف التأثير الإعلامي أكثر من الآثار القانونية، لعلمها أن آليات الملاحقة تصطدم بآلاف العوائق التي تضعها قوى صهيونية لا تستطيع مع ذلك إعاقة التأثير الإعلامي.

 

وقال عطية إن على العرب امتلاك آلية إعلامية، ولتكنْ من الجامعة العربية "الميتة"، مؤهلة باللغات المختلفة وتستطيع الدفاع عن القضايا العربية وفضح ممارسات إسرائيل، لأن هذا وحده ما "يوجع إسرائيل ويشعرها بأنها محاصرة".