خبر 50% من الشباب اليهودي يتحول عن اليهودية ..سافي شاكيد

الساعة 12:37 م|17 سبتمبر 2009

50% من الشباب اليهودي يتحول عن اليهودية

الفزع يولد حملة عنصرية

 

سافي شاكيد ـ يديعوت أحرنوت 7/9/2009

ترجمة صالح النعامي

تبدي إسرائيل والمنظمات اليهودية قلقاً كبيراً تجاه ظاهرة تحول الكثير من الشبان اليهود في العالم عن اليهودية. أحد الأسباب وراء هذه الظاهرة – كما تقول الحكومة والوكالة اليهودية – هو توجه الشبان اليهود للزواج من غير يهوديات. ومن أجل ذلك فقد نظمت الحكومة الإسرائيلية والوكالة اليهودية حملة دعائية لحث الشبان اليهود على عدم التزوج من غير يهودية. وقد وجهت بعض النخب الإسرائيلية انتقادات حادة لهذه الحملة على اعتبار أنها تنم عن العنصرية. سافي شاكيد صاحب شركة إعلان كبيرة في إسرائيل انتقد الحملة بشكل كبير ودلل على مدى عنصريتها، من خلال تجربته الشخصية، وهذه ترجمة المقال:

قبل أسبوع شاهدت أنا وزوجتي من بعيد إعلانات يظهر فيها صور شباب يهود من جميع أرجاء العالم، وقد كتب أسفل الصورة " مفقودون ". وكإنسان يمتهن العمل في مجال الإعلان فقد دفعني الفضول لمعرفة ماذا قصد الذين يقفون خلف الحملة من مصطلح " مفقودون "، ولمحاولة معرفة ماذا سيبيعونه لنا. وعندما اقتربت من لوحات الإعلانات ذهلت عندما تبين لي أن نصب هذه الإعلانات كان جزء من حملة أشرفت عليها حكومة إسرائيل والوكالة اليهودية المسؤولة عن أوضاع اليهود في الخارج، وقد كتب أسفل الإعلان  " أكثر من 50%من الشبان اليهود في الخارج يتخلون عن اليهودية ويصبحون في عداد المفقودين، بعد أن تزوجوا من غير يهوديات ".

على هذا المنوال، فإن الجنون سيدفع إسرائيل للحصول على أسماء الشبان اليهود الذين يعيشون في الخارج لمطالبتهم بعدم الوقوع في حب شابات غير يهوديات، حتى ترضى كل من الحكومة والوكالة اليهودية. رفعت رأسي ونظرت إلى زوجتي المسيحية، وهي رومانية من أصل ألماني وقد تركت كل شئ من أجل الإقامة معي في تل أبيب لتعيش معي في الدولة التي أحب. لقد تمنيت في نفسي أن زوجتي التي تعمل عارضة أزياء، ودرست الإعلام في الجامعة وتبدي اهتماماً كبيراً بالإعلانات ألا تطلب مني شرحاً عن هذه الإعلانات.

كيف بإمكاني أن أشرح لها أن الدولة التي تبذل هي كل جهد مستطاع من أجل الإندماج في الحياة فيها، تعلن بأكثر الطرق رسمية أن هذا اليهودي ( زوجها ) الذي يحبها بشكل كبير يعتبر في عداد المفقودين لمجرد أنه قرر الإرتباط بها ؟. كيف بإمكاني أن أقنعها أن الضرائب المضاعفة التي تدفعها بمجرد أن حصلت على بطاقة الهوية لا تكفي لقبولها في هذه الدولة ؟ كيف بإمكاني أن أشرح لها أن أولادنا الذين في حكم المؤكد أنهم سيخدمون في الجيش مثل أبيهم وجدهم سيعتبرون مفقودون كذلك ؟

لقد كنت دائماً أؤمن بضرورة الحفاظ على تواصل الشعب اليهودي بعدما تعرض ما تعرض له خلال الكارثة، وحتى زوجتي أدركت عندما تحولت العلاقة بيننا إلى علاقة جدية أن عليها أن تقرأ كتب فيرموا ليفي حول الكارثة حتى يكون بوسعها أن تفهم ماذا حل بالشعب اليهودي.

وعندما أدركت زوجتي كم هو مهم أن يكون أولادي يهوداً ابدت حرصاً للتحول للديانة اليهودية، لكن الفاجعة حلت عندما جعل الحاخامات هذه المهمة مستحيلة، حيث طلبوا منها باستعلاء التوقف عن العمل كعارضة أزياء، مع أن هذا مصدر زرقها، كما هو حال الكثير من عارضات الأزياء اليهوديات في جميع أرجاء العالم، وهكذا فإن إسرائيل وجهت لنا صفعة مدوية على الرغم من الحرص الذين نبديه تجاهها. لقد بذلت تضحيات كبيرة من أجل إسرائيل، لكنها في المقابل لم تسمح بالزواج داخلها، هذه الدولة التي تستغل أموال الضرائب التي أدفعها أن وزوجتي من أجل تمويل الحملات الدعائية العنصرية التي تدعو الشباب اليهود لعدم الزواج من غير اليهوديات. ولأن تحول زوجتي لليهودية مهم بالنسبة لي فقد قررنا أن نتوجه لكنيسة اصلاحية لإجراء عمليات التهود.

أن الطريقة التي حاولت بها الحكومة والوكالة اليهودية التعامل مع الشبان الذين يتزوجون غير يهوديات هي طريقة عنصرية وغير أخلاقية.

وحتى نوضح الصورة: تخيلوا لو أن هناك كانت حملة في ألمانيا تعتبر كل من يتزوج من يهودية هو مفقود.