خبر غلاء الأسعار يفقد فقراء الضفة بهجة العيد

الساعة 12:34 م|17 سبتمبر 2009

غلاء الأسعار يفقد فقراء الضفة بهجة العيد

فلسطين اليوم - رام الله

ما ان حصلت السيدة "أم مؤمن البيتاوي" على مخصصات العيد من الشؤون الاجتماعية حتى وضعت قائمة طويلة بمتطلبات أسرتها و استعدادا للعيد، الا ان المبلغ والذي لم يتجاوز ال" 1000" شيكل بات لا يساوي شيئا مع غلاء الاسعار للبضائع المختلفة.

وان كانت ام مؤمن احسن حظا من بقية المستفيدين من الشؤون كونها تحصل على منحة الاتحاد الاوروبي و التي تصل قيمتها الى 1000 شيكل، الا ان متطلبات عائلتها المكونة من أربعة ابناء و زوج مريض تجعلها تلغي الكثير من قائمتها.

 

الاسعار خيالية...

 

تقول:" الاسعار بارتفاع باستمرار قبل رمضان كانت الاسعار مختلفة عما  عليه في شهر رمضان و قبل العيد، وحتى الامور البسيطة التي من الصعب الاستغناء عنها من مأكل و مشرب ارتفع اسعارها".

 

الغلاء الذي تحدثت عنه ام مؤمن جعل الكثيرين من المواطنين محدودي الدخل يحرمون من شراء احتياجات العيد الا الضروري منها، وان كانت أسواق الضفة في هذه الاحيان تعج بالمتسوقين الا ان غلاء الاسعار جعل الكثيرين منهم يشاهدون ولا يشترون، كما تقول امل سمارة صاحبة محل بيع احذية اطفال في مدينة نابلس.

 

تقول امل:" من بين كل عشرة زبائن يدخلون المحل يشتري منهم فقط ثلاثة و لربما اقل،و مشاهد الانتعاش في الاسواق والمحال مضللة، بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في المدينة".

 

وبحسب امل فأن من يشتري هم من خارج المدينة، وخاصة في ايام السبت حيث يتواجد فلسطيني الداخل المحتل عام 1948، والذين يحركون السوق وينعشونه بشكل كبير.

 

و تستذكر امل العيد قبل انتفاضة الاقصى قائلة:" رغم التحسن الطفيف على وضع الاسواق عما قبل الا انه من الصعب مقارنته بما كان قبل العام 2000، كنا نستورد كميات بضاعة تفوق الحالية بثلاث اضعاف او اكثر، ولكن الان نحاول احضار ما رخص ثمنه وبكميات قليلة جدا".

 

وكانت دئرة الاحصاء  المركزية قد سجلت ارتفاعاً في أسعار المستهلك سجلت مقداره 1.11 في المئة مقارنة بتموز (يوليو) السابق , وارتفاعا بنسبة 2.43 في المئة مقارنة مع آب من العام 2008، و كانت  اسعار  مجموعة المواد الغذائية والمشروبات المرطبة و مجموعة المسكن و مستلزماته هي سبب الارتفاع الحاصل في الأسعار في الأراضي الفلسطينية.

 

34,5% فقراء ...

 

ونسبة الغلاء هذه اذا ما اضيفت الى نسبة الفقر والبطالة في الاراضي الفلسطينية تشكل صورة قاتمة للفقراء الذين يعتاشون على الاعانات و المساعدات التي لا تكفي الا لاكثر المتطلبات ضرورة.

 

فنسبة العاطلين عن العمل من بين المشاركين في القوى العاملة في الربع الأول 2009 بلغت 25.4% أي حوالي ربع المشاركين في القوى العاملة.

 

أما فيما يتعلق بنسبة الفق فقد قدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خط الفقر المتوسط للأسرة الفلسطينية المكونة من ستة أفراد خلال عام 2007 حوالي 2.375 شيكل (حوالي 580 دولار أمريكي)، بينما بلغ خط الفقر المدقع (الشديد) لنفس الأسرة 1.975 شيكل(حوالي 482 دولار أمريكي).

 

و بلغ معدل الفقر بين الأسر الفلسطينية خلال العام 2007 وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقية 34.5، في حين أن 57.3% من الأسر الفلسطينية يقل دخلها الشهري عن خط الفقر الوطني.

 

و بحسب نفس البيانات فأن حوالي 23.8% من أسر الأراضي الفلسطينية تعاني من الفقر الشديد (المدقع) وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقة للأسرة، في حين أن حوالي48.0% من الأسر يقل دخلها الشهري عن خط الفقر الشديد.