خبر اذا اراد أبو مازن.. معاريف

الساعة 12:17 م|17 سبتمبر 2009

بقلم: أبشالوم فيلن وموريس سترون

فيلن نائب سابق عن ميرتس، سترون بروفيسور في العلوم، جنيف

قبيل القمة الثلاثية التي يفترض أن تعقد في نيويورك في نهاية الشهر قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة مع "معاريف" ان على رئيس السلطة ابو مازن "ان يبدي شجاعة وان يقول لشعبه بشكل مباشر ان النزاع انتهى".

هذا حصل بعد بضعة اسابيع من مشروع القرار الذي اتخذه مؤتمر فتح الاخير في بيت لحم والذي رفع مرة اخرى الى رأس اللواء الفلسطيني موضوع حق العودة، في صيغته الاولية المثيرة. فهذا القرار يقضي بان "ثمة حاجة جوهرية للحفاظ على مخيمات اللاجئين حتى حل المسألة، حتى تشكل شهادة سياسية هامة على الطلب الفلسطيني بحق العودة للاجئين الى ديارهم".

مثل هذا القرار، حتى لو كان تصريحيا فقط، يدل على تعطل وعدم استعداد حقيقي للتقدم نحو الحل العادل للدولتين للشعبين. اذ من الواضح للجميع اليوم، في الجانبين، بان حل الدولتين، معناه ان حق تقرير المصير سيحققه الفلسطينيون في دولتهم المستقلة، بينما يحققه اليهود في اسرائيل. محاولة مواصلة رفع علم حق العودة، معناه السعي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، والى جانبها دولة ثنائية القومية، اسرائيل، يكون فيها عدد متساوٍ من اليهود والفلسطينيين.

لا يوجد لمطلب الفلسطينيين بحق العودة سوابق في التاريخ. خذوا مثلا 12 مليون لاجيء ألماني ابعدوا مع نهاية الحرب العالمية الثانية من تشيكوسلوفاكيا، بولندا وروسيا، ولم يسمح في أي مرة بالعودة الى أي من هذه الدول.

وحتى بعد تقسيم الهند في 1947 الى الهند والباكستان، فر 7.5 مليون مسلم من الهند الى الباكستان، و 10 مليون هندي وسيكي فروا من الباكستان الى الهند. هؤلاء اللاجئين لم يعودوا ابدا الى ديارهم. كما أن مليون ونصف لاجيء يوناني، ابعدوا من اسيا الصغرى الى اليونان بعد الحرب اليونانية – التركية، لم يسمح لهم بالعودة ابدا الى ديارهم.

وهكذا ايضا 900 الف يهودي ابعدوا من الدول العربية بعد حرب الاستقلال في 1948 والحرب مع مصر في 1956. ايا من الـ 600 الف لاجيء وصلوا الى اسرائيل والـ 300 الف لاجيء وصلوا الى الولايات المتحدة لم يسمح لهم بالعودة (حتى مؤخرا) الى ديارهم.

الاستخدام الانتهازي لقادة الدول العربية على اجيالهم  لمسألة اللاجئين تواصل افشال المحاولات للتوصل الى سلام حقيقي. في ضوء حقيقة أن فتحت الان مرة اخرى كوة للسلام في شكل مبادرة سلام امريكية جديدة – يمكن الافتراض أن تكون تقوم في اساسها على مبادرة كلينتون من العام 2000، مبادرة السلام العربية واقتراحات اخرى من الادارة الامريكية منذ العام 2000 وحتى اليوم – فان الطرفين ملزمان بتنكيس اعلامهما، برموزهم وتصريحاتهم. رغم الصعوبة السياسية الكامنة في ذلك، فان هذا هو الامل الوحيد للوصول الى تسوية سياسية يتعايش معها الطرفان ولا يموتان في سبيلها فقط.