خبر أساس للأمل: اعادة تصميم احساس الاهمية.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:11 م|17 سبتمبر 2009

بقلم: ايزي ليبلر

من التقارير قبيل رأس السنة في السنوات الاخيرة استنتجت بشكل عام أن السنة المنصرفة كانت فظيعة. محللون كثيرون لا بد سيبدون ميلا لتصنيف السنة الماضية بذات الشكل البشع. جيراننا العرب أظهروا مرة اخرى تصميمهم على العمل على انهاء وجود سيادة يهودية في المنطقة؛ التهديد النووي الايراني يبعث مخاوف شديدة؛ التوترات مع ادارة اوباما لم تتبدد بعد؛ اللاسامية في العالم بلغت الذروة؛ حملة التشويه ونزع الشرعية عن اسرائيل في الامم المتحدة تنال الزخم؛ للازمة الاقتصادية لا يزال تأثير هدام، ولا سيما على الاجزاء الاضعف في المجتمع الاسرائيلي وفي العالم اليهودي بشكل عام.

واذا لم يكن هذا كاف، فمع بداية السنة  قدم الرئيس السابق وكذا رئيس الوزراء السابق الى المحاكمة بتهم السلوك غير الاخلاقي والفساد، بعد ان ادين وزيران سابقان وارسلا الى السجن.

حقيقة ان دخول السنة الجديدة يترافق وجملة واسعة بهذا القدر من الاحداث السلبية تمس، وعن حق، بالامل في المستقبل القريب. ولكن رغم ذلك هناك أساس للامل والتفاؤل بالنسبة للسنة القادمة. هناك ما يدعو الى الاعتقاد بأنه لاول مرة منذ سنوات عديدة يوجد شعب اسرائيل في عملية اعادة بلورة الاحساس بالاهمية.

جزء هام من الامل في المستقبل يقوم على اساس النجاح غير المتوقع حتى الان لحكومة نتنياهو. اولئك الذين تنبأوا بثقة بأن المطالب المتطرفة والمتعارضة للاحزاب الصغيرة ستضمن السقوط السريع للائتلاف – خاب ظنهم. حتى الان اظهر نتنياهو قدرة على تصدر قيادة مستقرة وفي نفس الوقت ادارة سياسة حساسة بالنسبة للمبادرات الاستراتيجية.

خطاب بار ايلان لنتنياهو، والذي كان ردا على خطاب القاهرة لاوباما لم يكن فقط عرضا دبلوماسيا مدروسا للسياسة الاسرائيلية بل اكسبها دعما من معظم التيار السياسي المركزي في الدولة. وهذا سيسمح لنا دون ريب بأن نقف بشكل اكثر نجاعة امام التحديات من جانب ادارة اقل ودا في الولايات المتحدة والتصدي بثقة للتهديد الايراني.

اعفينا ايضا مما كان من شأنها ان تكون تأثيرات أكثر ايلاما بكثير للازمة الاقتصادية. كما أن ثمة مؤشرات مشجعة في أنه في ظل وزير التعليم جدعون ساعر يحتمل ان نرى تطبيقا للاصلاحات في جهاز التعليم كانت تأخرت لزمن طويل وادخال قيم يهودية وصهيونية تربي الاسرائيليين الشباب على التزام اكبر بواجباتهم الوطنية.

في اجمال السنة السابقة يمكن لنا ان نقول ايضا بأنه يوجد الان احساس بأن الفساد على المستوى العام يتم شل فعاليته اخيرا بشكل ناجع. لا توجد مجتمعات كثيرة في العالم الديمقراطي تتعاطى فيها الشرطة ومؤسسات القانون مع الرئيس ورئيس الوزراء بهذا الشكل المتشدد اكثر من المواطن البسيط في كل ما يتعلق بالمسؤولية العامة والسلوك  الاخلاقي.

نحن ملزمون بأن نذكر أنفسنا بأن معظم مشاكلنا تسببها الاداء المخلول لزعمائنا. تفاؤلي مع حلول السنة القادمة يقوم على اساس الايمان بأنه عندما يتحد الشعب  اليهودي – وهذا هو الاتجاه الذي نسير فيه – فاننا يمكننا ان نتغلب على المصاعب التي نقف امامها.

رأس السنة هو زمن حساب النفس لنا كشعب. من المهم ان نذكر انفسنا كل الوقت بأنه رغم كل المشاكل التي نقف امامها، فاننا لا نزال الجيل الاكثر مباركة لليهود منذ 2000 سنة من النفي والاضطهاد، ودولة اسرائيل هي قصة النجاح الاكبر للقرن.