خبر لا حاجة للتجميد .. هآرتس

الساعة 08:49 ص|16 سبتمبر 2009

بقلم: اورني تروشكا

(رئيس "الحملة الوطنية")

رئيس الوزراء اعلن في خطابه الذي القاه في جامعة بار ايلان اثر خطاب براك اوباما في القاهرة، عن موافقة اسرائيل على حل الدولتين.  ولكن يطرح السؤال حول ماهية الحدود بين الدولتين. كل المسارات التي اقترحت كحل للصراع – معايير كلينتون، مبادرة السلام العربية، مبادرة جنيف، اعلان المبادىء الصادر عن آيالون – نسيبة –  تقبل ان يكون مبدأ الحدود المستقبلية بين الدولتين قائما على اساس خطوط حززيران 67، مع تبادل للاراضي. من المفترض ان يمكن تبادل الاراضي اسرائيل من الحفاظ على الكتل الاستيطانية القريبة من الخط الاخضر وكذلك الاحياء اليهودية من القدس الموجودة وراء الخط الاخضر. في المقابل ستعطي اسرائيل للدولة الفلسطينية اراض بديلة وتعطيها ممرا بريا بين قطاع غزة والضفة.

من هنا نشأ وضع غير منطقي وسخيف: من الواضح للجميع من جهة ان الكتل الاستيطانية الموجودة وراء الخط الاخضر ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية. ومن الناحية الاخرى، تطالب اسرائيل بتجميد البناء في هذه التجمعات االاستيطانية الامر الذي يلحق الضرر بسكانها. من  الطبيعي اذن ان تحاول اسرائيل الغاء هذا القرار الظالم. ولكن لان خريطة الطريق تطالب بذلك، والامريكيون يطالبون بذلك، فقد وصلت قضية التجميد الى مستوى الشجار البائس والقبيح مع الامريكيين والاسرة الدولية مع الحاق ضرر فادح بمكانة اسرائيل الدولية.

من الممكن حل هذا التناقض المنطقي ان صرحت اسرائيل بانها تقبل على نفسها ترسيم الحدود في اطار التسوية الدائمة وفقا لخطوط حزيران 67 مع تبادل للاراضي، كما جاءت الصياغة في كل مبادرات السلام المختلفة التي اوردناها. وحتى تبرهن عن جدية نواياها يتوجب عليها استكمال الخطوة لسن قانون اخلاء طوعي لسكان المستوطنات الواقعة وراء الجدار الفاصل. ان فعلت ذلك ستقتلع تلقائيا سبب تجميد البناء في المناطق المجاورة للخط الاخضر التي ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية، على غرار غوش عتصيون ومعاليه ادوميم. سن قانون الاخلاء الطوعي ايضا سيعفي من الحاجة لتوسيع التجمعات السكانية في المناطق التي ستسلم للفلسطينيين. من هنا كل قضية البناء في المستوطنات ستحذف من جدول الاعمال ولا تعود عقبة على طريق العملية السلمية.

المعارضون لهذا الاقتراح سيسارعون للقول بأنه لا يتوجب على اسرائيل ان تتنازل عن ورقة مساومة حيوية طوعيا ومفادها ان الحدود سترسم في اطار التسوية الدائمة على اساس خطوط حزيران 67. ولكن ليس لهذه المعارضة المتوقعة وزن كبير لانها ورقة مساومة وهمية فقط: من الواضح للجميع ان خط الحدود بين الدولتين سيرتكز على خطوط حزيران 67 وحتى اسرائيل نفسها قبلت هذا المبدأ فعليا خلال المفاوضات المختلفة التي اجرتها منذ عام 2000 . بكلمات اخرى هذه الورقة قد وضعت على الطاولة سابقا وكشف النقاب عنها قبل سنوات.

تمسك حكومة اسرائيل بفكرة استمرار البناء في المستوطنات تدفع الدول العربية المعتدلة والفلسطينيين والاسرة الدولية واجزاء من الجمهور الاسرائيلي للتشكيك بصدق نواياها بصدد حل الدولتين بأسرع وقت ممكن. الاعتراف بمبدأ خط حدود التسوية الدائمة وسن قانون الاخلاء الطوعي سيحسنان من مكانة اسرائيل ويدللان على جديتها ويحلان مشكلة تجميد البناء في الكتل الاستيطانية والاهم من كل ذلك: ستكونان خطوة هامة على طريق التسوية الدائمة مع الفلسطينيين.