خبر الإيرانيون يلعبون على الوقت .. يديعوت

الساعة 08:48 ص|16 سبتمبر 2009

بقلم: سميدار بيري

قد حدد الموعد، لكن المكان لم يحدد بعد نهائيا، لكن كما يبدو الامر الان، بعد اسبوعين بالضبط ستجتمع سبعة وفود من العالم الكبير، برئاسة وفد موظفين كبار من واشنطن، مع وفد من طهران، لاجراء حوار "تاريخي". ستكون هذه اول مرة للامريكيين يحاورون فيها وجها الى وجه موظفين ايرانيين منذ تولي آيات الله الحكم قبل ثلاثين سنة.

كما في كل حادثة تعد بالاحداث الحاسمة، سارعت تركيا الى القفز على العربة واقترحت خدمات استضافة. يستطيع من يبحث عندنا عن المقارنات ان يجدها في الحوار العقيم الذي تم بتوسط الوسطاء الاتراك، بين وفد من القدس ووفد من دمشق. التقيا 6  مرات، وجرى الوسطاء بينهما، وثرثرت وسائل الاعلام، لكن الطرفين عادا الى البيت باحساس اضاعة فرصة.

لا يوجد عند احد، لا في واشنطن ولا في اربع عواصم في اوروبا سترسل افرقة للحوار، ولا في القدس التي ستتابع بسبع أعين، احساس بتسامي النفس من التفاوض "التاريخي" مع الايرانيين. من المهم ان نؤكد، ان طهران بعد انتخابات الرئاسة، طهران التي زيفت بيدين قاسيتين عنيفتين "فوز" احمدي نجاد وقتلت متظاهرين بدم بارد، غير موجودة اليوم في مزاج نفسي ملائم للمصالحة ولفتح الابواب امام العالم المتنور. فهذه حكومة متطرفة وعنيفة ومعادية للسامية ومعادية لامريكا.

تخيلوا ماذا سيحدث اذا قال رئيس فريق التفاوض الايراني "نعم" للمطالب الامريكية. هذا بالضبط كابوس آيات الله: صفحة جديدة خالصة نقية من بقع الماضي بين طهران وواشنطن قد تفضي الى انقلاب في الشارع الايراني الغاضب الخائب الامل. ان كل انقلاب كهذا بالنسبة اليهم قد يلعب لمصلحة المعارضة، ويفتح جروحا مؤلمة في قضايا حقوق الانسان واطلاق مئات السجناء السياسيين، وتجديد احداث الشغب والمظاهرات المضادة لحكم القبضة الحديدية. لا يحل ان ننسى ان الانقلابات السياسية تقودها دائما حكومات قوية. لكن حكومة احمدي نجاد، التي جلست في المقاعد بصعوبة هي حكومة ضعيفة بحسب جميع الاراء.

ما الذي يريده الرئيس اوباما، الذي يصرف سياسة غامضة لمراودة مكشوفة وعنيدة للايرانيين منذ ثلاثة اشهر؟ يريد اوباما في رأي جميع الخبراء ان يهرب من اجراء عسكري.

ما الذي يريده الحاكم خامنئي، والحرس  الثوري والرئيس احمدي نجاد؟ يريدون في الاساس كسب وقت، واطالة المحادثات وان يقودوا الامريكيين من أنوفهم بدهاء، واذا أمكن ايضا تعويق جولة جديدة من العقوبات اشد من الجولات الثلاث السابقة.

يمكن ان نتخيل كيف ستبدأ الجولة الاولى من الحوار التاريخي: ستجلس الوفود في مقاعدها حول مائدة بيضوية، وسيخطب مبعوث الاتحاد الاوروبي خطبة احتفالية فصيحة. وعندما تحين نوبة المحادثات الجوهرية، سيضغط الامريكيون للتخلص من الشعارات الجوفاء التي ستصدر عن الايرانيين وسيطلبون بلغة دبلوماسية لا هوادة فيها الوصول الى الموضوع الذري الايراني.

وماذا سيحدث آنذاك؟ قد يعلن رئيس الوفد من طهران أنه لا يملك البتة سلطة علاج "الموضوعات الداخلية" في ايران، وسيبين اننا ها هنا بسبب قلق عميق فقط للامن الاقليمي، والحفاظ على البيئة وتقديم التعاون الاقتصادي، وبرامج التربية وكل ما آثاروه في الورقة الفارغة لـ "البرنامج الايراني"، مع الصفعة المدوية لافكار أوباما عن التحادث الذري.

وقد يوافق الايرانيون على تجديد زيارات لجان الرقابة للمنشآت الذرية. لكن من مثلهم في فن الاخفاء. سيتلقى الوفد اذنا بزيارة مكان ما في حين ان النشاط الحقيقي يتم في مكان آخر بعيد عن أنوف المراقبين.

يحتاج خبراء الذرة الايرانيون الى سنة او الى سنة ونصف في الاكثر، لمواصلة العمل بموازاة المحادثات الفارغة التي ستبدأ بعد اسبوعين. سيأتون بعد اسبوعين ويحتلون المقاعد حول  مائدة المباحثات، ومن المحقق انهم سيوافقون على التقاط الصور من اجل التاريخ، وفي الغرف الخفية سيجهدون انفسهم في محو ابتسامات الاستمتاع. ليس لهم مزاج جيد وليست لديهم صلاحيات لقيادة اجراء دراماتي. حتى لو ضاق الامريكيون ذرعا، فان الايرانيين يعتمدون على قرار نقض روسيا والصين حول المائدة لابعاد الضربة العسكرية.

اصبح متأخرا الان تحديد انه لا يوجد ما يتحدث فيه مع آيات الله. يجب فقط ان نحدد أجلا اقصى للصبر، وكم من الوقت يطيلون اللعبة وما الجدول الزمني الذي لن يلعب فقط لمصلحة منتجي الذرة الاسلامية.