خبر صاغتها مصر بدعم أمريكي .. تفاصيل « حل الرزمة » للملفات العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين

الساعة 07:48 ص|16 سبتمبر 2009

صاغتها مصر بدعم أمريكي.. تفاصيل "حل الرزمة" للملفات العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين

فلسطين اليوم- وكالات

تشهد القاهرة لقاءات سرية وعلنية مكثفة تشارك فيها القيادات المصرية وقيادات حماس وقيادات إسرائيلية وأخرى من السلطة الفلسطينية توجت مؤخراً بالزيارات التي شهدتها العاصمة المصرية وقام بها رئيس وزراء إسرائيل والرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

 

وفي هذه الزيارات بحثت العديد من الملفات، وواشنطن ليست بعيدة عما يدور في القاهرة، وكذلك دول عربية وأوروبية، وصيغ التفاهمات والاتفاقيات تجمعت في رزمة واحدة واتفقت الجهات ذات العلاقة على تمريرها بهدوء كل في ساحتها، ولعدم الإحراج ليس مطلوبا أن تعلن هذه الجهات عن موافقات علنية، على بعض البنود التي قد تسبب إحراجاً لها.

 

وفي القاهرة تمت صياغات لتفاهمات تساعد وتساهم في تهيئة الأجواء للرئيس الأمريكي لكي يطرح مبادرته للسلام التي أعدتها طواقم خاصة بإشرافه، وحصلت على موافقة العواصم العربية، وتعهدها بتمرير هذه المبادرة في الساحة الفلسطينية، وأيضا فتح الباب واسعا لانجاز المصالحة الفلسطينية وهذا يعني أن المنطقة مقبلة على تطورات وحلول لملفات عالقة، وهي حلول (الرزمة الواحدة).

 

وكشفت مصادر مطلعة لـ"المنار"، أن القيادة المصرية سلمت "حل الرزمة" إلى إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، وأطلعت دولا عربية على تفاصيلها، وتلقت مباركة الإدارة الأمريكية عليها.

 

وأشارت المصادر إلى أن القاهرة تلقت ردودا ايجابية أولية من رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وما يجري حالياً هو أن كل جانب يحاول تمرير حل الرزمة في ساحته، وسوف تتلقى القيادة المصرية الردود النهائية بعد عشرة أيام.

 

وقالت المصادر "إن مرافقة رئيس حركة شاس ايلي يشاي رئيس وزرائه في زيارته لمصر تندرج في إطار مساعي نتنياهو لتمرير الحل في ائتلافه الوزاري، وجاء في مقدمة "حل الرزمة" الذي أعدته مصر: أن نجاح هذا الحل هو في صالح الأطراف ذات العلاقة، ويمهد الطريق لاستقرار متين دائم للأوضاع في المنطقة، ويمنح الإدارة الأمريكية أحد أهم عوامل إنجاح مبادرتها، وكذلك، فان هذا الحل يمنح فوائد لإسرائيل، ويصون وحدة الساحة الفلسطينية.

 

وكشفت المصادر بنود الحل على النحو الآتي والذي يشمل حلولا لملفات عدة، في رزمة واحدة:

 

أولاً: الإعلان عن نجاح صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، حيث هذه الصفقة باتت جاهزة من كافة الجوانب، تنفذ في وقت واحد مع باقي الملفات.

 

ثانيا: خلق واقع جديد على المعابر الحدودية مع قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح، والإبقاء على هذه المعابر مفتوحة بشكل دائم، تقوم بتشغيلها طواقم من حرس الرئاسة وبوجود ممثل لحركة حماس، مع تعهد كافة الأطراف بعدم وقوع خروقات أمنية.

 

ثالثا: تهدئة طويلة الأجل وبضمانات، والتزام حركة حماس بعدم القيام بعمليات مسلحة في الضفة الغربية أو انطلاقا من قطاع غزة، مع سيطرة حماس وضبطها للأوضاع في غزة، وإفشال أية مخططات للجماعات المتطرفة.

 

رابعا: موافقة إسرائيلية غير معلنة على حكومة وحدة في الساحة الفلسطينية كمدخل لوضع حماس على مسار العملية السلمية، مع تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية.

 

خامسا: أن تتعهد حماس بعدم معارضتها لأية نتائج مستقبلية قد تسفر عنها المفاوضات التي ستديرها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية .

 

سادسا: إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وبدء عملية الأعمار من خلال ضخ الأموال إلى قطاع غزة وفق آليات محددة ترضى عنها الأطراف ذات العلاقة، وعدم عرقلة إسرائيل أو السلطة لهذه الخطوة.

 

سابعا: فتح حوار مباشر وعلني بين حركة حماس من جهة وبين اوروبا والولايات المتحدة من جهة ثانية.

 

وأضافت المصادر، أن الرؤية المصرية هذه أو ما يسمى بـ "حل الرزمة" استندت إلى حقيقة أن أي حل عسكري لن ينهي سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وكذلك التوجه الأوروبي والأمريكي للحوار مع الحركة استنادا إلى تقارير وتوصيات تقدمت بها طواقم مختصة إلى قادة أوروبا وأمريكا.

 

وقالت المصادر أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما معني باحتواء حركة حماس في إطار العملية السياسية التي يدعو لها، وأن تنفيذ ونجاح "حل الرزمة" الذي أعدته وصاغته مصر يحقق رغبة الإدارة الأمريكية هذه.

 

وذكرت المصادر أن حركة حماس اتخذت قراراً بالتحرك سريعا لانتزاع اعتراف أمريكي أوروبي بها، بعد إدراك الجهات ذات التأثير إقليميا ودوليا أن الحركة  لاعب أساس لضمان الاستقرار في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة.

 

وأوضحت المصادر أن نجاح "حل الرزمة" هو الطريق الأسلم والأقصر لتغيير الواقع الفلسطيني بالكامل وليس فقط احتواء حركة حماس.