خبر فروانة : استشهاد الأسير« عبيدة » يعكس العقلية الإنتقامية للاحتلال في تعامله مع الجرحى

الساعة 08:43 ص|14 سبتمبر 2009

فروانة : استشهاد الأسير" عبيدة " يعكس العقلية الإنتقامية للاحتلال في تعامله مع الجرحى

فلسطين اليوم- غزة

أكد الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة اليوم، أن استشهاد الأسير الجريح عبيدة القدسي الدويك في أحد المستشفيات الإسرائيلية، إنما يعكس وبدون شك طبيعة العقلية الثأرية الانتقامية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ، وعدم احترام الأطباء والطواقم الطبية لقواعد مهنة الطب الإنسانية وأخلاقياتها النبيلة في التعامل مع الجرحى والمصابين الذين يعتقلوا بعد تنفيذهم أو محاولة تنفيذهم عمليات فدائية ، وأن هذا التعامل بات سمة من سمات الاحتلال.

وأضاف، أنه باستشهاد الدويك ( 25 عاماً ) من الخليل، في أحد المستشفيات الاسرائيلية ، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى ( 197 أسيراً ) .

وبين، بأن " الشهيد عبيدة القدسي " كان قد أعتقل بتاريخ 26 آب / أغسطس الماضي بعد إصابته بأعيرة نارية نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية واتهمته سلطات الاحتلال حينها بمحاولة طعن جندي إسرائيلي ، ورفضت كل المحاولات والنداءات لزيارته والإطمئنان عليه ، مما يفتح المجال أمام الكثير من الإحتمالات .

وأضاف فروانة : بأن كافة الجهات في " إسرائيل " تشارك بشكل مباشر في التضييق على الأسرى والإنتقام منهم ، وأن جميعها تتعامل مع الجرحى والمصابين الفلسطينيين على هذا الأساس ، وأن الجهات والطواقم الطبية تنفذ أوامرهم اللا إنسانية بعيداً عن قواعد المهنة وأخلاقياتها النبيلة ، وتتخلى عما يجب تقديمه للجريح بغض النظر عن جنسيته وطبيعة احتجازه وأسباب وجوده على سرير المستشفى .

واستحضر فروانة تصريحات وزير الصحة الإسرائيلي السابق " داني نافيه " خلال إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في آب 2004 حينما (أعطى تعليماته لكافة المستشفيات بعدم استقبال أي أسير مضرب عن الطعام في المستشفيات الإسرائيلية حتى لو أدى ذلك إلى موته).

 

التعامل الانتقامي مع الجرحى سمة الاحتلال

وبيّن فروانة بأن هذا التعامل اللا إنساني مع الجرحى والمصابين هو سمة أساسية تلازم الاحتلال في تعامله مع من يعتقلوا مصابين أثناء المواجهات المباشرة ، وأيضاً مع المرضى والمصابين العُزّل القابعين داخل السجون والمعتقلات .

وأوضح فروانة إلى أن قوات الاحتلال وفي جميع الأحوال لم تقدِّم الرعاية الطبية اللازمة للأسرى الجرحى الذين يصابون خلال المواجهات مع قوات الاحتلال ، بل وتمنع الطواقم الطبية من الوصول إليهم ، وتركهم ينزفون حتى الموت أو تمارس التنكيل ضدهم بهدف قتلهم أو مفاقمة جروحهم وآلامهم  ، وفي أحياناً كثيرة استخدمت أماكن الجروح والإصابة للتعذيب والضغط وانتزاع الإعترافات ، وفي أحياناً أخرى ربطت ما بين تقديم العلاج ومساومة الجريح بتقديم الإعترافات أو التعامل مع قوات الاحتلال .

وفي ذات السياق كشف فروانة بأنه وفي أحياناً كثيرة أقدمت قوات الاحتلال على توقيف سيارات الإسعاف واختطاف جرحى من داخلها ومن ثم الإعلان عن نبأ استشهادهم ، فيما في حالات أخرى اقتحمت المستشفيات والمراكز الطبية الفلسطينية واختطفت بعض الجرحى المصابين من داخلها ، وبعضهم أعلن عن استشهادهم لاحقاً ، فيما لا يزال الكثير منهم يعانون الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال في ظل انعدام الظروف الصحية المناسبة وشحة الأدوية.

 

شواهد بالجملة

وأوضح فروانة بأن سوابق وشواهد كثيرة وبالجملة التي تدلل على ذلك ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهيد المقدسي " علي الجولاني " الذي ظهر حياً وأفراد الأمن ينكلون به ويعتدون عليه أمام وسائل الإعلام بعد تنفيذه عملية فدائية أمام وزارة " الدفاع الإسرائيلي " في أغسطس 2001 ، والشهيد " سفيان العارضة " من جنين الذي اختطف وهو مصاباً من سيارة الإسعاف في سبتمبر 2001 ، الشهيد " فلاح مشارقة " من طولكرم اعتقل مصاباً ومورس بحقه التعذيب داخل المستشفى واستشهد في سبتمبر 2004 ، الشهيد " صلاح الشيخ العيد " من رفح اعتقل مصاباً وأعلن عن استشهاده في الستشفى في ديسمبر 2004 ، والشهيدين " سليم أبو الهيجا " ( 29 عاماً ) و" محمود أبوحسن " ( 28 عاماً ) وكلاهما من بلدة اليامون غرب جنين حيث أصيبا ومنعت قوات الإحتلال سيارات الإسعاف من الوصول اليهما ، كما لم يقدمُ لهما العلاج وتركوهما ينزفان مع التنكيل بهدف القتل حتى استشهدا وذلك في نوفمبر 2006 ، وأمثلة كثيرة يمكن سردها في هذا المقام .

 

أطباء السجون يتسمون بذات السمة

وفي السياق ذاته أشار فروانة  بأن هذا الأمر ينطبق أيضاً على الأطباء والممرضين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية والذين تخلوا عن صفات وأخلاقيات مهنتهم الإنسانية ، وتحولوا الى محققين ، وحولوا عيادات السجون لزنازين للتحقيق والإبتزاز والمساومة على قاعدة أن الأسير ومهما كان وضعه الصحي فهو " عدو " ويجب التعامل معه وفقاً لذلك ، فأصبحوا – أي الأجهزة الطبية – أداة بيد أجهزة المخابرات " الشاباك " يشاركون بشكل مباشر في تنفيذ سياسة إعدام الأسرى من خلال منظومة من الإجراءات .

 

وناشد فروانة كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية ، والصحية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد لوضع حد لسياسة قتل المصابين وعدم تقديم الرعاية الطبية لهم ، واستهتار سلطات الاحتلال المتواصل بحياة المواطنين العزل وإنقاذ الأسرى المرضى والمصابين القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال .