خبر « لن نكون امعات ».. هآرتس

الساعة 08:49 ص|13 سبتمبر 2009

بقلم: اسرة التحرير

الاسلوب هو الانسان: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرر ان يتخذ اللهجة العامية في التهنئة برأس السنة فقال في  نهاية الاسبوع لاعضاء حزبه في خطاب حظي بعنوان "خطاب الامعات"، "اننا سنساوم من اجل السلام ولكننا لن نكون امعات"، ولعله اراد التملق لاعضاء الليكود والحديث بلهجتهم ولعله ظن انه لا يزال يتحدث كمرشح في اجتماع انتخابي وليس كرئيس وزراء، في كل الاحوال من الصعب التفكير بسياسي جدي كان يمكنه ان يتخذ مثل هذه اللهجة السوقية على الملأ.

ولكن اقوال نتنياهو تطرح ايضا سلسلة اسئلة مقلقة من حيث مضمونها. التنازلات الاسرائيلية حيوية الان لتحسين مكانة اسرائيل في العالم ولاعادة  تحريك عجلات المسيرة السلمية العالقة. وليس ثمة بين هذا وبين "ان نكون امعات" اي صلة على الاطلاق. بل ان السلوك الرافض لرئيس الوزراء في موضوع تجميد الاستيطان هو الذي من شأنه ان يلحق ضررا سياسيا جسيما. اذا ما تنازلت اسرائيل، فانها لن تخرج امعة؛ اما اذا واصلت رفضها، فسيناسبها الوصف الذي اتخذه رئيس الوزراء.

كما ان وعد نتنياهو المستوطنين في ذات الخطاب بـ "حياة طبيعية" مثلما يستحقون في نظر رئيس الوزراء، ليس اكثر من وعد انتخابي بائس ومثير للحفيظة. واحد من اثنين: اما ان يكون توجه رئيس الوزراء حقا نحو تطبيق مبدأ الدولتين، الذي تعهد به في "خطاب بار ايلان" – وعندها حياة المستوطنين لن تكون "طبيعية" ومعظمهم سيكونوا مطالبين باخلاء منازلهم، او ان حياتهم ستواصل كونها طبيعية وعندها لن يكون اي حراك سياسي. الان يثور الاشتباه: في الخطابين في بار ايلان وفي حدائق المعارض، لم يقصد نتنياهو الا التملق لمستمعيه.

عشية رأس السنة ونصف سنة بعد تسلمه مهام منصبه، مطالب نتنياهو بأن يكف عن التضليل والكشف عن نواياه الحقيقية. الرسائل المزدوجة مثل التعهد بالدولتين وفي نفس الوقت في الحياة الطبيعية للمستوطنين تمس اولا وقبل كل شيء بمصداقيته. نتنياهو لم يعرض حتى الان ولو انجاز سياسي واحد، ذي مغزى، باستثناء مناورات البقاء امام اعضاء ائتلافه والاستفزازات حيال المطالب العادلة للولايات المتحدة. لا يزال ليس متأخرا التغيير ليس فقط للاسلوب بل وبالاساس للمضمون.