خبر في ليـلة القـّدر :« يارب نرجع لبعض »

الساعة 07:59 ص|13 سبتمبر 2009

في ليـلة القـّدر :"يارب نرجع لبعض"

 

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

ينتظر المواطنون الفلسطينيون ليلة القدر بفارغ  الصبر لاستثمارها في الدعاء والتقرب إلى الله وليواصلوا دعائهم المستمر للمتناحرين من حركتي ( فتح وحماس) ليتصالحوا، ويتحاوروا، ويتعاونوا.

فلابد لهم أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة فلسطين, لتكون هده الليلة بما فيها من سلام وترابط وتحقيق أمنيات ليلة دُعاء للوفاق بين الأخوة المتنازعين المتخاصمين.

فلم يعد هناك وقت لإضاعته فلسطين أكبر من الجميع وأكبر من كل الخلافات التي لا مبرر لها إطلاقا!!

فليلة القدر من الليالي التي خصها الله تعالى بالفضل فجعل ثواب الطاعة  والدعاء فيها مضاعفاً والتي هي أفضل الليالي على الإطلاق، فهي ليلة خير من ألف شهر كما أخبر الله في القرآن الكريم.


ليلة الشرف العظيم

معنى ليلة القدر أي ليلة الشرف العظيم لأن الله يطلع ملائكته ويبين لهم تفاصيل ما هم مأمورون بفعله وما يحصل للعباد خلال هذه السنة من موت وحياة وولادة وأرزاق ومصائب وفرح ونحو ذلك وإنما أخفى الله تعالى تلك الليلة ليجتهد العباد في كل ليالي رمضان طمعاً في إدراكها.

وفيها تنزل الملائكة ويصلون فيها ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل"رواه السيوطي في الجامع الكبير", فليلة القدر ليلة سلام وخير وبركة على أولياء الله أهل طاعته المؤمنين وتلك السلامة تدوم إلى مطلع الفجر.

 

حالة خاصة

في تقرير لـ"فلسطين اليوم"  التقى مراسلنا مع المواطنين حيث تحدثوا عن أعمالهم في ليلة القدر حيث أكد الكثير منهم حرصهم على الدعاء المتواصل بأن يحل السلام بين المواطنين والمتنازعين من الفصائل، من أجل انتشال أبناء شعبنا من حالة الضياع التي يعيشون فيها.

 

يقول المواطن إسماعيل أبو الحصين (35 عاماً) "نحن المسلمون ننتظر ليلة القدر من السنة للسنة من أجل أن نقبل على الله ونجدد إيماننا معه عز وجل، وأن ندعوه بأن يغفر لنا ويرحمنا ونحن كفلسطينيين لنا خاصية في هذه الليلة يجب أن نستثمرها، وهي التضرع إلى الله بأن يوحد الصف الفلسطيني، وأن يحق دماءنا، وأن يبعد الاقتتال وإراقة الدماء عن مجتمعنا"

 

ويضيف دوما ندعو بأن تتقارب المصالح من أجل خدمة الدين والشعب ولكن هذا يبقى أمنيات عند البعض، وليس الكل فربما يقوم البعض بالدعاء بمثل ذلك، وهذا ما نريده، وقد يكون أمنية عند بعض آخر ولكن هناك الكثير لا يفكر فيه خاصة أبناء الفيصلين المتناحرين فتح وحماس

 

أما الحاج أبو محمد 60عاماً فيتحدث وتجاعيد ألمه وحصرته تملأ وجهه "مجتمعنا الفلسطيني يشهد ظاهرة سيئة فبيوت الله أصبحت مقسمة هذه المساجد لحماس وهذه لفتح  وابن فتح ما بصلي بمساجد حماس لعدة اعتبارات، والعكس كذلك , وربما تشهد بعض المساجد بالدعاء على الفصيل الآخر وإن كان بصورة غير مباشرة, ولا أتوقع أن تكون ظاهرة في جميع المساجد سواء في غزة والضفة وربما تقتصر على بعض المساجد والمشايخ.

 

وتمنى من الله أن يصلح الأحوال وأن يجد لها حل من عنده، وأن يجتمع كل الفلسطينيين في هده الليل المباركة، يرفعوا أيديهم وبصوت واحد بالدعاء لجمع شمل الفلسطينيين على كلمة واحدة.

 

زوال التنظيمات

أما المواطنة روعة أحمد (23 عاماً) فتقول "أنا أتمنى أن تزول حماس وفتح وكل الحركات من الوجود ويضل الشعب الفلسطيني تحت راية فلسطين, وأتمنى أن يلتقوا مع بعضهم البعض ويلم شمل الشتيتين فتح وحماس  في هذه الليلة المبارك لعل الله يضيء عتمة قلوبهم ويبّصرهم على طريق الوفاق."

 

وتضيف "ما كنا نصدق أن يصل الأمر بالفلسطينيين مهما كانت انتماءاتهم ومشاربهم إلى حد الاقتتال بالسلاح الذي أدخر أساسا لمحاربة إسرائيل.. كنا نؤمن دائماً أن الدم الفلسطيني خط أحمر يحذر الاقتراب منه مهما كانت المبررات وما كنا نتخيل أن نعيش لنرى في يوم من الأيام أن يُلغى هذا الخط الأحمر.

 

 

ولا يتوقف الدعاء.. فما من شيخ أو شاب أو طفل إلا ويحاول جاهداً أن يستثمر هده الفرصة للدعاء ورفع الأيادي للسماء من أجل وحدة الصف الوطني، وإعادة الثقة بشعب فقد الكثير بسبب الخلافات الداخلية.