خبر عبد الفتاح عوينات لـ فلسطين اليوم: أتمنى زيارة فلسطين وأنُشد منها وإليها ولمقاوميها وأهلها الصامدين

الساعة 09:22 ص|12 سبتمبر 2009

عبد الفتاح عوينات لـ فلسطين اليوم: أتمنى زيارة فلسطين وأن أنُشد منها وإليها ولمقاوميها وأهلها الصامدين

خاص- محمود أبو عواد

 أطرب بصوته العّذب عشاق الفن الإسلامي، وأظهر بريقاً من العمل الإنشادي المميز، وكانت له صولات وجولات فنية في مهرجانات وحفلات مختلفة.

فأنشد لموطنه الأصلي، بمقاوميه الذين يدافعون عن أرضهم، وبأسراه القابعين في سجون عدوهم، وبأهله الصامدين تحت وطأة الحصار والعدوان، ولحنين الشوق للعودة للدار والديار، ولم ينسَ جراحات أمهات الشهداء والجرحى حين أطلق بصوته الجميل ألبوم "خنساء فلسطين".

 

فمن "لحن الغربة" إلي "أطيار السنونو" مروراً بدمعات غزة ووصولاً لـِ "حن الوطن"، لم تقف بصمات ذاك المُنشد الفلسطيني الأكثر حضوراً جماهيرياً وشعبياً إلى العمل الفني الإسلامي – الوطني، بل أطلق لصوته ولمحبيه من عشاق الفن أن يُطرب آذانهم بالنشيد المختلف ما بين الديني منه كألبوم "سلام عليك" أو سلسلة من أناشيد الأفراح والنجاح.

 

وفتحت تلك الألبومات والأناشيد الباب على مصراعيه أمام هذا الرجل، ليطّل بنظرته البهية على محبيه بالمهرجانات التي تقام في عدد من الدول، وكانت تبث الفضائيات الإسلامية تلك المهرجانات وصدى أصوات الجماهير تردد كلمات ما كان ينشده وحين ينتهي، تجد القاعات قد امتلأت بالتصفيق الحار وهي تنادي باسمه في منظرٍ قلما تراه أعين المتابعين.

 في سطور

 

"عبد الفتاح عبد الله عوينات" أو "أبو بشار" كما يحب أن ينادوه الآخرون, ما يجهله الكثير عنه أنه فلسطيني الموطن، كويتي المنشأ وحبيس الغربة عن الوطن، درس الشريعة وأصول الدين في الأردن، وكان أحد فرسان فرقة "الروابي" الفنية التي اشتهرت في فترة قياسية جداً بإصداراتها المختلفة.

 

وتنحدر أصوله إلي مدينة قلقيلية شمال الضفة المحتلة، ونشأ نشأة إسلامية متميزة، فتربي في مساجد الكويت على أيدي دعاة متميزين من العلماء الأجلاء، وقد ظهرت جلياً مواهبه منذ صغر سنه وذلك في مسجد الحمضان بالكويت وهو يرتل القرآن في المسجد، ولقي التشجيع الكبير من عدد من الأئمة، فاتجه للنشيد وكانت بدايته الحقيقية عام 1987، عندما تأسست فرقة الروابي الفنية بالكويت، فبدأ معها المسيرة التي تميزت بالإبداع والتجديد، والتأسيس لقاعدة نوعية في عالم الفن الهادف.

 

عمل في مؤسسات فنية عدة وشارك في العديد من المهرجانات والفعاليات العالمية في مختلف الدول العربية والإسلامية والأوروبية أيضاً، وحصل على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة و التلفزيون عام 2003 عن أنشودة "أمشي ودروبي نار" التي أشرف على ألحانها وأدتها المنُشدة المبدعة "ميس شلش"؛ كما حصل على جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي في مجال النشيد، والتي تنظمها رابطة الفن الإسلامي وترعاها مملكة البحرين في عام 2008.

 

وشارك في تقديم بعض البرامج الفنية مثل: برنامج أنغام على قناة الرسالة، الذي كان يهتم بالفن الهادف، ويقدم المنشدين بشكل فنّي مميز وبشكل شخصي، بالإضافة للتعريف ببلد المنشد سياحيا وتاريخيا.

 

حب الوطن

 

وفي لقاء خاص مع المُنشد الكبير "أبي بشار"، أعرب عن حبه وحنينه بالعودة للوطن الأم "فلسطين"، فقال : "يعجز الكلام عن التعبير عن مدى حبي لفلسطين ومدى قيمتها للعالم الحر الذي يأبى الظلم ففلسطين هي مسقط رأس الآباء وقضيّتنا الأولى والرئيسة وأرض المحشر والمنشر، فيها مقدساتنا وآثار الأنبياء، وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفيها نتنفّس صموداً وحريّة ومقاومة".

 

ويضيف "هي موطن الجهاد حتّى تعود بإذن الله وتعود الحقوق لأصحابها سواء بالسلاح أو بالكلمة أو حتى بالأنشودة التي تصدح بالتعبير عن مشاعرنا تجاهها".

 

وعبر عن افتخاره بانتمائه لوطنه فلسطين، فقال "انتمائي لفلسطين هو الانتماء كمسلم عليه الحفاظ على الأمانة ،أمانة المسجد الأقصى والتي تسلّمناها نحن أمة محمّد صلى الله عليه وسلّم، أمانة نصرة إخواننا وإرجاع الحقوق إلى أصحابها ورفع الظلم الواقع عليهم وعلى أرضنا ومقدساتنا".

 

وتابع "أسأل الله أن يفك أسر فلسطين وأسأله سبحانه أن يعيد الحقوق إلى أهلها وأصحابها من البحر إلى النهر دون تفريط بشبر من ثراها الحبيب ولكني أؤكد أن هذا لا يأتي إلا بالعمل لا بالقول فعلينا أن ننهض بأنفسنا لتعود أمجاد أمتنا".

 

أمنيات بالزيارة

 

وتمني عوينات خلال لقائنا الخاص والمقتضب معه بزيارة الأراضي الفلسطينية ومعقل سكناه "قلقيلية"، وأعرب عن أن يحقق أمنيته تلك في أقرب فرصة تتاح له.

 

وقال " أتمني أن أزورها وأتنفس هواها وأكحل عيني ببهائها وجمالها، كما أتمنى زيارة المسجد الأقصى والقدس والتنقل بين مدنها وقراها كلها وبالتأكيد زيارة مسقط رأسي قلقيلية، لأسلّم على أهلها وأبشرها بعودة أبنائها".

 

وعن أكثر الأناشيد التي أثرت به وأحس من خلالها بقربه أكثر لوطنه، أضاف "أنشودة صامد فهي أكثر تلك الأناشيد التي أحسست من خلالها بقربي للوطن، لأنها تعبر عن مأساة غزّة الصامدة الحرة، بل وتعبر عن صمود جميع الفلسطينيين الأحرار".

 

وتابع "فصمود أهل غزّة الصابرة الحبيبة وأهل فلسطين عامة يعجز المرء عن وصفه فأحاول أن أطلق شعور قلبي وأحاسيسي بكلمات قليلة وأشعر بأنني أعبر عن كل صامد في فلسطين وأرجو أن أكون لسان حالهم وشعورهم مع أن الواقع الفعلي أشد وأصعب فأسأل الله أن يعينهم و يرفع الظلم عنهم وما ذلك على الله بعزيز".

 

ووجه عوينات رسالة لأهل فلسطين، قائلاً "أحبكم في الله و نحن معكم و نرفع الرأس بكم وبصمودكم وإن كنا لا نستطيع أن نكون معكم بأجسادنا وكم نرجو ذلك، فقلوبنا ودعاؤنا معكم وأسأل الله أن يفتح عليكم وينصركم ويفك أسركم ويتقبل شهداءكم ويفرّج همّكم و غمّكم ويجمعنا بكم على كل خير".

 

الفن الإسلامي

 

وفي سؤال عن تطور العمل الفني الإسلامي، وسلبياته وإيجابياته، قال "أبو بشار"، "إن كل تطور هو أمر إيجابي مع ما قد يشوبه من أمور تُعكر صفوه لكن بشكل عام الفن الإسلامي الآن منتشر والحمد لله بدرجة أكبر من ذي قبل بسبب وجود شركات وقنوات فضائية وإذاعات ترعى هذا الفن صاحب الرسالة السامية".

 

وأضاف : "لكن لا يزال المشوار مستمراً فنحن بحاجة إلى إتقان الأعمال فديننا يحثنا على ذلك، وهذا بحاجة إلى تنظيم أكبر لهذا القطاع الفنّي ودعم أكبر، وأحث الداعمين على الانتقاء الصحيح للارتقاء بالكلمة والمعنى والصورة".

 

وتابع "فالفن الإسلامي مسئول وهو رسالة عالميّة والأولى أن يكون في القمّة لكي ينّقي عقول الناس من شوائب وفتن ووحشية الفن الهابط المدمر للعقول والأبصار".

 

وحول منافسة الأناشيد الإسلامية للأغاني الهابطة، أكد عوينات أن هناك منافسة من قبل المنشدين الإسلاميين للأغاني الهابطة.

 

وأوضح " نعم قليل من الأناشيد والمنشدين وصلوا للعالميّة بأدائهم وإتقانهم للأعمال الفنية التي يقدمونها من كلمة ولحن وفيديو كليب يزيد في انتشارها وبيان معانيها، وهي بالفعل تنافس الأغاني من نواحي الإنتاج والإقبال عليها وغيره، إلا أن الكثير من الأناشيد والمنشدين بحاجة إلى تطوير وتدريب ودعم لإخراج أعمال تنافس على المستوى المحلي والعالمي".

 

وفي سؤال للمُنشد الكبير "عبد الفتاح عوينات" عن توقعاته بعمل "أوبريت" إنشادي لفلسطين، قال "أرجو ذلك وهي فكرة جميلة لكن أرجو أن لا ننتظر فقط المصائب الآنية أو أوج المصيبة - إن صح التعبير - لإنتاج مثل هذا العمل فجميع المنشدين هم أصحاب رسالة رائعة وفن ملتزم وبإذن الله ، أسأل الله أن تتوفر الفرص لهذه الأعمال للتذكير وإحياء المشاعر، ولقد قمت بصحبة بعض المنشدين المميزين بعمل جماعي كان لغزّة أثناء الأحداث الأخيرة اسمه " شمع الأمل".

 

وفي ختام حديثنا توجهنا بسؤاله حول تأثير أناشيده في مستمعيه ومحبيه، أجاب قائلاً " هذا السؤال أوجهه للمستمعين فنحن نجتهد قد نصيب وقد نخطئ إلا أنني أسأل الله أن يكون ما أقدمه يؤثر في النفوس ويستنهض الهمم ويحرك المشاعر".