خبر رواية عن حياة شاليط في الأسر: يبكي ويستنجد بوالدته

الساعة 12:04 ص|12 سبتمبر 2009

رواية عن حياة شاليط في الأسر: يبكي ويستنجد بوالدته

فلسطين اليوم - حيفا ــ فراس خطيب

رصد مراسل القناة الإسرائيلية الثانية للشؤون الفلسطينية، سليمان الشافعي، وهو من سكان النقب، حياة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، منذ أسره عام 2006، حتى هذه الساعة، مرتكزاً على مصادر فلسطينية وعربية ومصادر قال إنها من حركة «حماس».

الشافعي، الذي مرّ كتابه على الرقابة العسكرية، كان على اتصال دائمٍ مع عائلة شاليط، حتى إنَّ والد الجندي الأسير أعطاه الرسالة الأولى، التي بعث بها ابنه من أسر «حماس» ليكشف عنها في كتابه.

يحكي الكتاب، الذي نشرت منه مقاطع في ملحق صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، عن وقائع الأسر الأولى في عملية «كرم أبو سالم»، حيث اقتحمت خلية من مقاتلي «حماس» الحاجز. وقال إن «اثنين من أفراد الخلية أحكما السيطرة على واحد من الجنود (شاليط)، جرّداه من سلاحه واقتاداه إلى باب النفق. أربعة آخرون غطّوا عليهم بواسطة إطلاق نار مكثف إلى جميع الاتجاهات».

وأدّى إطلاق النار إلى مقتل جنديين إسرائيليين بينهما قائد الوحدة، فيما نجحت العملية جزئياً (لأن التخطيط كان أسر أكثر من جندي). وأظهر شاليط علامات مقاومة لآسريه في البداية. لكنّ في داخل النفق، «في مرحلة ما، وفي أعقاب الضربات التي تلقاها، يئس الجندي واستسلم، حيث أحكم آسروه السيطرة عليه. بدأ المشي على رجليه من دون معارضة، لكنه لم يتوقف عن البكاء، قائلاً: أمي أمي لا تقتلوني. أنا لا أريد أن أموت».

وبحسب الشهادات، كان شاليط مصاباً في الجزء العلوي من جسده. خلال أول أسبوعين في الأسر، عانى شاليط «نوبات خوف» بين الحين والآخر، وكان يصرخ أحياناً من دون سبب «أمي أمي». وينقل الكاتب عن مصادر من حركة «حماس» قولها إنَّ آسريه كانوا يقولون له «سيتم تحريرك وعليك أن تصمد، ولا تمت هنا بين أيدينا».

كان آسروه يقدّمون إليه الطعام والماء في فترات متقاربة، ويطلبون منه أن يأكل، بينما يرفض الأكل، وقد أجبروه أحياناً على الأكل. وضعه الصحي استقر، لكن بقي طفح جلدي أحمر في جسده. ومن بعدها نقل من مكانه بأوامر من قائد الجناح العسكري لـ «حماس»، أحمد الجعبري.

وفي حديث عن أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يقول الكتاب عن شاليط إن «وضعه النفسي تدهور، والظواهر النفسية التي عاناها في الفترة الأولى للأسر عادت هي نفسها. عاد ليجلس ساعات من دون أن ينطق. وعانى الأرق». وينقل الكاتب عن أحد مسؤولي «حماس» قوله إن «الحرب كانت كابوساً على كل الطاقم، لا على شاليط وحده فقط».

ويظهر الكتاب أيضاً أن شاليط «ينال معاملة حسنة من حيث الطعام، وتقدَّم إليه لحوم، شوارما وحمص وفول وفاكهة، فيما كان الوضع النفسي لشاليط يتغير بناءً على التطورات في قضية الصفقة. غير أنه تحسن كثيراً في الآونة الأخيرة، حين أبلغه السجّانون أنَّ الجعبري سافر إلى القاهرة».

ويذكر الكتاب أنه «في كل مرة كانت تحدث أزمة فيها، كان المبعوث (الذي يأتي الى مكان أسره) يصل ومعه حبوب مهدّئة». وينال شاليط المعلومات عن الصفقة من التلفزيون ومن البرامج السياسية الإسرائيلية.

ويشير الكتاب إلى أن شاليط لم يستقرّ في مكان واحد، بل تنقّل من أجل الحفاظ عليه أمنياً. ويدّعي أن شاليط تعرض مرة للضرب من أحد السجانين الستة، لكن باقي السجانين أبعدوه عنه، وتبين أن السجان كان قد تلقّى لتوّه خبراً يقول إن شقيقه قد استشهد.