خبر ربع مليون مواطن أدوا صلاة الجمعة بـ« الأقصى » رغم إجراءات الاحتلال

الساعة 05:06 م|11 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أدّى أكثر من ربع مليون مواطن فلسطيني من كافة المناطق في مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني، وبضعة آلاف من كبار السن من الرجال والنساء من محافظات الضفة الغربية، صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل برحاب المسجد الأقصى المبارك.

وكان المواطنون بدؤوا زحفهم المتتالي والكثيف منذ صلاة فجر اليوم إلى المسجد الأقصى، وتحدّوا إجراءات الاحتلال الصهيوني المكثفة، وتناول عددٌ كبيرٌ منهم وجبة السحور في المسجد قبل أن يئدوا صلاة الفجر بانتظار صلاة الجمعة، فيما حركة وصول وتدفق المُصلين تواصلت حتى ساعة أذان الظهر.

وذكر مراسلنا في القدس المحتلة، بأن جنود وشرطة الاحتلال انتشروا في كافة المناطق والشوارع ومحاور الطرق وأسوار المدينة ومقابرها فضلاً عن مراقبة حركة المُصلين من خل طوافة ورادارٍ بوليسي في سماء القدس القديمة، ومنعوا مئات المواطنين من أبناء الضفة الغربية ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول المعابر والحواجز العسكرية واستخدموا القوة لتفريق جموع المواطنين الذين اضطروا لأداء الصلاة بالقرب من هذه الحواجز.

واستخدمت شرطة وحرس حدود الاحتلال الكلاب البوليسية المتوحشة في تفتيش مركبات وحافلات المواطنين القادمة عبر المعابر والحواجز العسكرية المُقامة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة؛ الأمر الذي تسبب بمشادات كلامية ومواجهات محدودة بين المُصلين وجنود الاحتلال، وخاصة على معبر مخيم شعفاط.

واستهل المُصلون وجودهم المبكر في المسجد الأقصى المبارك بأداء العديد من الصلوات وتلاوة القرآن الكريم والاستماع لدروس العلم.

وشهدت شوارع البلدة القديمة، وخاصة شوارع: الواد وباب العامود والسلسلة والآلام ازدحامات مرورية شديدة وخانقة قبل وبعد صلاة الجمعة، واستمرت حركة المواطنين النشطة وحركة الحافلات حتى ساعات ما بعد عصر اليوم.

وأظهرت عناصر الكشافة المقدسية وحفظ النظام واللجان الاغاثية الطبية والإسعاف وأذنة وسدنة المسجد الأقصى جهوزية كبيرة في استقبال وترتيب المُصلين وإرشاد النساء إلى الأماكن المخصصة لهن للصلاة وهي مسجد قبة الصخرة وباحة صحن الصخرة والعديد من الساحات والأقبية واللواوين، فيما تم تخصيص سائر المُصليات والساحات والمساطب والّلّواوين والأقبية لصلاة الرجال.

وفضّل عددٌ كبير من المُصلين البقاء في الأقصى وتناول وجبة الإفطار برحاب الأقصى بنية أداء صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التراويح والاعتكاف ي الأقصى المبارك.

من جهته، أكد الشيخ يوسف أبو سنينة، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك أن الاحتلال الإسرائيلي سيؤول إلى الزوال الحتمي، ولن يطول على الأرض المباركة.

وندّد الشيخ أبو سنينة بسياسات الاحتلال الهادفة إلى تهويد مدينة القدس، وتهجير سكانها من خلال الاستيطان المتصاعد، وهدم البيوت والاستيلاء على العقارات، وفرض الضرائب الجنونية، وممارسة القتل بحق أبناء شعبنا، ومواصلة الحصار القاتل على أهلنا في قطاع غزة، واستمرار سياسة الاعتقالات لأبناء الشعب الفلسطيني، وغيرها من ممارسات احتلالية وحشية.

ولفت إلى صمود شعبنا الفلسطيني بوجه كل أشكال البطش والممارسات العنصرية الحاقدة، وفي ظل صمتٍ عربيٍ وإسلاميٍ مُخجلٍ ومُعيب.

وكانت شرطة وحرس حدود الاحتلال سيّرت عشرات الدوريات الرّاجلة والمحمولة والخيّالة في مختلف مناطق القدس، ورغم كل محاولات انتشارها في المدينة إلا أن مشهد الزحف الكبير للمصلين إلى الأقصى المبارك كان هو المشهد الطاغي والأبرز على مدينة القدس ومحيطها.