خبر أسرار وأكاذيب في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية

الساعة 06:26 م|10 سبتمبر 2009

أسرار وأكاذيب في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

 ذيل رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق اسحق شامير العبارة الشهيرة "من اجل ارض اسرائيل يمكن الكذب" بتوقيعه. وخضعت جميع اعمال حكومته لهذا المعيار، اذ لم يتردد شامير في توجيه تعليمات للناطقين بلسانه للتلاعب بالجمهور وخداعه، كما اكدت مصادر اسرائيلية مطلعة اليوم .

 

وقد تغيرت الازمنة، لكن ما حدث يوم الاثنين الماضي، عندما خرج رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وعوزي آراد مستشار الامن القومي من مقر "الموساد" في وسط اسرائيل وحلقا من مطار بن غوريون الى روسيا، تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء في العلاقات بين رئيس الحكومة والجمهور. لقد كذب مكتب رئيس الحكومة وببساطة على الجمهور.

 

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم انه بعد ساعات طويلة من قيام الصحافيين بطرح كم كبير من الاسئلة على رئيس قسم الاعلام في مكتب رئيس الحكومة، الذي لم يكن على علم بالسفر السري، اجبر على القول باسم السكرتير العسكري الجنرال مئير كليفي ان "نتنياهو يزور موقعاً امنياً في البلاد".

 

كان نتانياهو في ذلك الوقت يعقد لقاءً سريا مع كبار المسؤولين في روسيا ويبحث معهم قضايا حساسة اعتادوا القول بأنها "تتعلق بأساس وجود دولة اسرائيل".

 

وقالوا في مكتب رئيس الحكومة يوم امس الاول بأن "البيان الكاذب نشر بمبادرة السكرتير العسكري"، وعلم يوم امس الاول من مكتب رئيس الحكومة: "كان نتنياهو مشغولاً بنشاطات سرية ولم يعرف بالضجة التي دارت في اسرائيل حول اختفائه، وبادر السكرتير العسكري، الذي لم يكن على اتصال برئيس الحكومة، بصورة مستقلة من اجل التستر على هذه النشاطات ولهذا صدر بيان باسم كليفي بنية حسنة".

 

وتتصف تصرفات مكتب نتنياهو في هذه القضية باللامبالاة والاهمال، وكشفت عن شبكة علاقات متعكرة داخل مكتب رئيس الحكومة، الذي يصفه عدد من المراقبين الخارجين، بـ"عش الصبية". ويقف سكرتير الحكومة تسفي هاوزرفي صف ورئيس قسم الاعلام نير حافتس في صف، في ما يقف بمواجهتهم عوزي آرد رئيس مجلس الامن القومي.

 

ويعمل آراد على تحييد رجال المكتب، ولا يسمح حتى لكبار المسؤولين فيه مثل نير حافتس بالاعراب عن آرائهم في القضايا الخاصة بمعالجة وسائل الاعلام في حالات السفر التي يعتبر فيها الصمت افضل.

 

وعلم ان مكتب رئيس الحكومة سيدفع مبلغ 20 الف دولار للشركة التي استأجر منها الطائرة التي سافر فيها نتنياهو لموسكو.

 

لقد فضل آرد عدم اطلاع المسؤولين في الهيئة الرسمية على هذه الرحلة، وفضل استئجار طائرة خاصة ولم يستخدم طائرة تابعة لسلاح الجو. وعلم من مكتب رئيس الحكومة بأنه لم يكن لآرد علاقة بصياغة البيان حول وجود رئيس الحكومة في موقع امني في اسرائيل.

 

ونقل عن كليفي قوله يوم امس الاول: "يسمح ومن اجل امن الدولة عدم قول جميع الحقيقة". وقد يكون ذلك صحيحاً، لكن كذب مكتب رئيس الحكومة كان على الجمهور، ولم يقل نصف الحقيقة، لقد اعتاد رؤساء الحكومات الاسرائيلية على السفر وعدم عرض مضامين اللقاءات التي عقدوها بالخارج، وعلى سبيل المثال سافر شارون واولمرت الى موسكو وعقدوا لقاءات قصيرة لكنهما لم يكذبا على الجمهور.

 

متى يكون بالامكان الكذب على الجمهور؟

 

واكدت المحكمة العليا في حينه انه يكون بالامكان الكذب فقط في الحالات التي يوجد فيها تأكيد بأن قول الحقيقة سيمس بأمن الدولة، اذ بالامكان حينذاك فرض رقابة ومنع نشر انباء، لكن في هذه الحالات لا يجب اصدار بيانات كاذبة، بل الامتناع عن نشر معلومات حساسة.

 

وتقول الصحيفة انه في هذه الحالة "لم تكن هناك اخطار على الحياة، جراء سفر نتنياهو، بل صراع مراكز قوى بشع في المكتب وعدم سيطرة من قبل رئيس الحكومة على المقربين منه. ووفقاً للواقع الذي كشف النقاب عنه في مكتب رئيس الحكومة فلا يوجد وضوح حول من الذي يتحرك الذنب ام الكلب".