خبر هل سيصاب شاليط باضطراب عقلي يمنعه من الأهلية ؟

الساعة 02:25 م|10 سبتمبر 2009

هل سيصاب شاليط باضطراب عقلي يمنعه من الأهلية ؟

فلسطين اليوم- قسم المتابعة

" إن وضعي الصحي في تدهور من يوم لآخر وخاصة حالتي النفسية الصعبة" بهذه الكلمات بدأ الأسير الجندي جلعاد شاليط رسالته التي وجهها إلى حكومته في تل أبيب بعد ثلاثة أشهر من أسره على أيدي فصائل فلسطينية مقاومة أبرزها كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس .

 

بعد ثلاث سنوات ماذا يفعل شاليط ..كيف يعيش ..هل يأكل البيتزا ويضع الكاتشب على البطاطس المقلية كما كان يفعل قبل أسره أم أن طعامه يقتصر على لقيمات جافة يقدمها آسروه للحفظ على حياته فقط .

 

هل يخرج من غرفته للتنزه ولو لدقائق ليرى الشمس والسماء خلالها أم انه محجوز في غرفة شبه مظلمة تحت الأرض لا يخرج منها مطلقا ... وهل لديه تلفاز أو مذياع يستطيع أن يتواصل مع العالم الخارجي من خلاله أم أن أخبار العالم معزولة عنه وبالكاد يرى وجه آسريه في اليوم مرة أو أكثر ...

 

ورغم كل ما سبق من تساؤلات هل الوضع النفسي لشاليط بعد ثلاث سنوات بحالة جيدة أم أن حالته النفسية أبسط ما يقال عنها "مدمرة" هذه أسئلة مشروعة يطرحها الآلاف من الفلسطينيين والصهاينة في نفس الوقت ...مع توارد الأنباء عن قرب التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس مقابل الجندي الأسير خاصة بعد دخول الوسيط الألماني ليحتل دورا بارزا في لعبة التفاوض وما يحمله من سجل حافل بالنجاحات في مثل هذه الصفقات خاصة بين العدو الصهيوني وحزب الله ..

 

يقول "أبو البراء" المختص بعلم النفس الاجتماعي  لـموقع "المجد..نحو وعي امني" أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لابد من أن يمارس حقه في التواصل والاتصال بشكل دائم مع بيئته وأقرانه وأصدقائه وفي حال قطع هذا الاتصال عن الإنسان لأي سبب كان وبالأخص الأسر أو الاعتقال فهذا يعني عقوبة نفسية صعبة لا يكاد يحتملها الإنسان السوي وفي حال إطالة هذا الأسر فإن ذلك سيؤثر على نفسيته بشكل أكبر وتترك آثارا نفسية صعبة لا يمكن معالجتها مع مرور الزمن أهمها الشعور بالوحدة والبعد عن الاختلاط في الآخرين والشعور بالخوف والقلق الدائمين مما ينعكس على صحة الإنسان بعد ذلك لينتقل المرض النفسي إلى مرض عضوي يحتاج إلى تدخل الأطباء للمعالجة".

 

ويضيف :" وفي حالة مثل الجندي الأسير لدى حماس شاليط اعتقد أن مرور السنوات الثلاث على أسره بعيدا عن أهله وأصدقاءه سيؤثر على نفسيته بشكل أكثر صعوبة مما قد يؤدي إلى إصابته باضطراب عقلي يمنعه من ممارسة حياته الطبيعية فيما بعد.

 

 

 

وكان الأسير شاليط قال في رسالته:"إلى أمي وأبي وأخوتي أرسل لكم السلام, إن وضعي الصحي في تدهور من يوم لآخر وخاصة حالتي النفسية الصعبة ويسبب ذلك لي الاكتئاب, انتظر أن ينتهي هذا الكابوس الذي لا يطاق وغير الإنساني الذي أمر فيه وأتحرر من السجن المحكم الإغلاق والمنعزل وخاصة بعد مرور عيد ميلادي العشرين, الذي كنت آمل أن نحتفل به سويا".

 

وجاء في الرسالة أيضا "أتوجه لحكومتي وخاصة لرئيس الوزراء إيهود أولمرت, ووزير الحرب عمير بيرتس, وأدعوهم أن يبدلوا ما في وسعهم لتحريري بالسرعة الممكنة لأن كل يوم يمر يزيد من معاناتي, وأن يستجيبوا لمطالب المجاهدين الذين اعتقلوني داخل الدبابة قرب كرم أبو سالم".