خبر يحسن ان تنسوا جلعاد من اجله.. معاريف

الساعة 12:33 م|10 سبتمبر 2009

بقلم: آفي ترينغو

اذا كنتم توجدون بالصدفة في مجموعة المخاطرة، فيحسن ان تأخذوا الان، قبل قراءة الاسطر التالية حبة دواء لتخفيف الضغط. فهذه المقالة ستثير غضبكم، انتم الناس الذين تعملون بادي الرأي من اجل تحرير جلعاد شليت.

اذا كنتم من المشاهير قديما الذين تريدون العودة الى الظهور بقيادة حملات لتحريره في التلفاز، او ربما ساسة يحاولون بواسطة جلعاد شليت اظهار زعامتهم، او محللين وصحافيين يكررون شعارات مثل: "الثمن معلوم ولن يتغير"، او نساء في سواد يردن اطلاق جميع الـ 11 الف اسير فلسطيني الذين يمكثون في السجون في اسرائيل، او شبانا يخلطون بين النشاط الاجتماعي الحقيقي وغيره – اذا كنتم تدخلون في ضمن هذا التعريف، فقد حان الوقت لتفهموا – جميعا – انكم بثرثرتكم السخيفة تتركون جلعاد في الاسر. حان وقت ان تفهموا انكم في الحقيقة جزء من جماعة كبيرة من السكان تنقي ضميرها بـ "نشاط"، لكن النتيجة لا يمكن احرازها في الطريق الذي تسيرون فيه. حان وقت ان تحاولوا فعل شيء حقيقي يساعد جلعاد.

قال حاخام زان مرة انك عندما تريد حقا ان تحرز شيئا ما، فعليك ان تتخلى منه تماما. يبدو هذا صعبا، هذا صحيح، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة ان المطاردة الحالية لجلعاد شليت اشد اسهاما من اي شيء اخر في بقائه كنزا استراتيجيا في يد حماس. ان صرف الانتباه الاعلامي الى موضوع تحرير جلعاد شليت يساوي اليوم عند حماس اكثر من اطلاق القتلة. عندما تتم مظاهرات كل اسبوع مضادة لمسؤولين كبار في اسرائيل (ومضادة لرئيس هيئة الاركان في المدة الاخيرة)، وعندما يتوجه جميع عظماء العالم الى حماس "من اجل اطلاق شليت"، تحصل حماس بالضبط على الشرعية التي ترغب فيها كل منظمة ارهابية.

يوجد شخص واحد فقط في دولة اسرائيل يستطيع تغيير الوضع، وتقديم اطلاق ابنه وشفاء شعب اسرائيل من الصدمة العامة الا وهو نوعام شليت. تخيلوا انه يقوم امام عدسات التصوير ويخطب الخطبة الاتية: "نحن نحل اليوم مقر العمل من اجل شليت، و "جيش الاصدقاء" وسائر المنظمات. ونحن نطفىء موقع الانترنت، ونقف دوريات الاحتجاج، ونطلب الى كل من يعمل باسم جلعاد ومن اجله ان يكف وان يعاود حياته المعتادة. نطلب من الساسة الا يخلطوا جلعاد بحملاتهم الخاصة. اذا كان يوجد وزير يظن انه يجب اطلاق البرغوثي، وفتح المعابر الى غزة، والتوحيد من جديد بين فتح وحماس في حكومة وحدة – فهو مدعو الى جعل ذلك قرارا في الحكومة ذات الصلة، بغير ما صلة بوضع جلعاد. ونحن نطلب الى الاعلام الاسرائيلي الا يبلغ اكثر عن الاتصالات. نخاف ان ينسى ابننا لكن كلما اكثروا ذكره علق على نحو أعمق في الاسر".

"اذا وجد رئيس الحكومة من الصواب ان يخطو خطوات تمس بسلطان حماس وتبين للمنظمة ان استمرار التمسك بجندي اسرائيلي يكلفها ثمنا باهظا كل يوم، فكلنا امل ان يساعد هذا الضغط حماس على ان تفهم انه يواجهها شعب قوي لا يمكن اللعب به بأسير واحد".

"نحن نشكر للاعلام الاسرائيلي ان جلعاد شليت ملأ العناوين وبدأ نشرات الاخبار، ونطلب الا يذكروا البتة جلعاد حتى يوجد على ارض اسرائيل. فالهدوء الاعلامي ضروري. هذا هو اخر توجه لي لوسائل الاعلام – فانا سأعود الان لاصبح مجهولا كعشرات الالاف من آباء الجنود الاخرين ممن عادوا الى البيت او لم يعودوا. شكرا".