خبر الابتزاز العاطفي يعود.. هآرتس

الساعة 12:32 م|10 سبتمبر 2009

بقلم: اسرائيل هارئيل

قبل أيام معدودات من التنبه الاعلامي المجدد حول جلعاد شليت قال العقيد هرتسيل هاليفي، القائد المغادر للواء المظليين: "خرج (من جنين) عدد من المخربين المنتحرين، وقتل 40 مواطنا اسرائيليا... ان قاعدة الجهاد الاسلامي كلها قد ألفت ممن اطلقوا في صفقة تننباوم... ويجب ان نعلم ما الذي نمضي اليه اذا حصلت صفقة في شأن شليت".

كان يفترض ان تصنع اقوال هاليفي عناوين صحفية، لكنه حتى الصحيفة التي اجريت له معها المقابلة "معاريف" (4/9)، حشرتها في اسطر معدودة في الصفحة الثامنة. بمقابلة ذلك، خصص لرسالة جلعاد عناوين كبيرة في الصفحات الاولى من الصحف. لانه كيف يمكن المعادلة بين تحذير من أن عشرات الاسرائيليين قد يفقدون حياتهم اذا اطلق القتلة ورسالة مؤثرة الى هذا الحد.

يشهد طابع الفصل الحالي من مهرجان الابتزاز العاطفي، ان نسبة مشاهدة جهات وافراد يمدون ايديهم الى القِدر، لا مسألة اطلاق شليت فقط، تغذي الانشغال غير الملجم بالقضية.

اصبح واضحا اليوم للجميع، وفيهم عائلة شليت واولئك الذين يحددون ارتفاع اللهب الاعلامي، ان ضبط النفس سيضاءل من الابتزاز ويقرب يوم الاطلاق.

اذا كان الامر كذلك، فلماذا وصلت الرسالة وسائل الاعلام، ولماذا صنعت منها هذه مأكولات تلذ آسريه؟

اذا كان هدف مسربي الرسالة وناشريها مصلحة الاسير فقط، فكان يجب ان يكون الضغط على الحكومة موجها للمساواة بين ظروف اعتقاله وظروف المخربين، لا الى جعل موقفها مرنا من اطلاقهم. لكن السائطين الكثيرين في القضية لم يتخذوا هذا الاجراء برغم ان الرأي العام يؤيده.

أجل تظاهر عدة عشرات، في عمل من اجل العلاقات العامة، عند مدخل سجن مجدو قبل نحو من اسبوعين وطلبوا فرض قيود على زيارات المخربين. لكن ابناء عائلات القتلة جلسوا في الحافلات المكيفة وسخروا من ذلك.

علموا انه بعد ساعة قليلة سيتفرق المتظاهرون وستفتح لهم الابواب. منذ ذلك الحين لم توجد اي متابعة حتى لهذا الاجراء الواهن.

اذا تظاهر الالاف الذين تظاهروا في الميدان من اجل اطلاق المخربين عوض شليت، من اجل سلب المخربين السجناء حقوقهم – واستمروا على ذلك كما استمروا على المظاهرات والمسيرات من اجل الصفقة بأي ثمن – فلن تستطيع اي حكومة، ولا حكومة اليمين بيقين الثبات للضغط. وعندما تقف زيارات العائلات للقتلة من حماس وتسلب الافضالات الاخرى، فان العائلات الفلسطينية المشتاقة ستباشر العمل. ان المظاهرات من اجل اطلاق شليت ستنتقل آنذاك من ميدان رابين الى ميدان فلسطين في غزة.

تعرف عائلة شليت ذلك وجميع المنظمات التي تمد يدها في القِدر. فلماذا اذا لا نتخذ الان وسيلة العمل هذه؟ هذا لغز.

تطلب عائلة شليت من الحكومة اتخاذ قرار شجاع. وقصدها الاستجابة لمطالب حماس. وهي تعزف في هذا الاتجاه ايضا، وبنغم تعلو على ضميرنا. هل تقوم صفقة تننباوم مع نتائجها الفظيعة والتي حدثت قبل خمس سنين فقط أمام ناظري العائلة؟

اذا فضلت الاعتبار الوطني على الاعتبار الخاص فان الامر سيكون مجديا على جلعاد. تعلم العائلة ان آسريه لن يجرؤوا على المس به لان هويتهم وهوية المسؤولين عنهم معلومة ولانه اذا سقطت شعرة من شعر رأسه – فان الجيش الاسرائيلي واذرع الامن سيطاردانهم ورؤساء المنظمة الاخرين حتى اقصى العالم.