خبر موسى: استمرار الانقسام هدية من الفلسطينيين لعدوهم

الساعة 09:28 م|09 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

جدد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، مساء اليوم، مطالبهما بوقف الاستيطان الإسرائيلي، وتهيئة الأجواء لإحلال السلام في المنطقة.

 

وشدد موسى وأوغلو في كلمتهما أمام اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته 132 برئاسة سوريا، على ضرورة فك الحصار الجائر عن قطاع غزة، وتحقيق المصالحة الفلسطينية.

 

وأكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن وقف بناء المستوطنات أساس لازم للتفاوض وهو أمر منطقي وغير ذلك هو الهزل بل والمأساة والمهانة بالنسبة للموقف العربي.

 

ونوه بالأمل في تحقيق اختراق في عملية السلام التي ترعاها لولايات المتحدة التي أكدت محورية وقف عملية الاستيطان نهائيا حتى يمكن استئناف عملية السلام، وحددت الهدف بإنشاء دولة فلسطينية، وإن كانت المؤشرات على الجانب الإسرائيلي تنذر بإفشال الدور والمسعى الأمريكي ومن ثم إطفاء شعلة نحو السلام مرة أخرى بكل ما يؤدى إليه ذلك من تداعيات .

 

وأكد الالتزام بالمبادرة العربية للسلام نصا وروحا، وأن المبادرة العربية ستظل الوثيقة الحاكمة بالنسبة للموقف العربي في إطار النزاع العربي الإسرائيلي الذي يقوم على الانسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس وتطبيق قرار 194 للجمعية العامة الخاص بعودة اللاجئين، مضيفا: أما التطبيع فيأتي في السياق الذي حددته المبادرة العربية الإجماعية.

 

وحذر موسى من استمرار الانقسام الفلسطيني، بقوله: إن استمرار هذا الشقاق مهما كانت حجة هذا الطرف أو ذاك، وكلها حجج غير مقبولة وغير ذات قيمة، هو هدية أهدوها لعدوهم، وطعنوا أنفسهم وشعبهم، معربا عن تمنياته بالتوفيق للجهود المصرية.

 

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية استعادة التضامن العربي باعتباره الوسيلة الرئيسية لحماية مصالحنا، لافتا إلى إنه سيقدم تقرير بشأن تفعيل مجلس السلم والأمن العربي باعتباره الآلية المناسبة للتعامل مع أي تطور سلبي قد يحدث في العلاقات العربية البينية وسيقترح توسيع صلاحيته، وتشكيلاته لتأهيله للقيام بالإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية .

 

 وأكد موسى أن الأمة أمام تحدي وجودي في مفهوم الهوية التي تجمع هذه الدول وتعطيها زخما وقوة سياسية، في مقابل التشرذم والفرقة، محذرا من أن هذا التشرذم والتفرقة تجعل العرب كائنات تذروها الرياح.

 

وأردف قائلا: 'ستذروها الرياح بلا شك مهما كانت التأكيدات والابتسامات التي تأتي من أسود السياسية الدولية وذئابها وثعالبها '، ' فإذا رأيت نيوب الأسد ماثلة فلا تظنن أن الليث يبتسم'، وقال 'إن هذا ليس بيت شعر وإنما هي رسالة أعنيها'.

 

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن اليمن يواجه مرحلة دقيقة، معربا عن الأمل أن تطوى هذه المرحلة،  كما أعرب عن الأمل في أن تكون الأزمة بين العراق وسوريا سحابة صيف، لافتا إلى أن الاجتماع بين وزراء خارجية سوريا والعراق وتركيا ، في توضيح الأمور المتعلقة وفتح الطريق لمعالجة الأزمة.

 

وأشار إلى قرار الجامعة العربية بتشكيل لجنة مشتركة لمعالجة أزمة دار فور منوها بالدور الهام الذي لعبت الرئاسة القطرية للقمة العربية دورا هاما في معالجة هذه الأزمة.

 

وذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية بقضية الجزر الإماراتية، التي تتطلب استجابة إيرانية لمعالجتها قانونيا وسياسيا وطي هذا الملف المفتوح منذ السبعينات.

 

وبالنسبة لنزع السلاح الدمار الشامل، أشار موسى إلى أن الدبلوماسية متعددة الأطراف تشهد في هذا الإطار حوارا موسعا منذ طرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما رؤيتها في هذا المجال بخطوات جادة وتحت شعار جذاب يدعو إلى 'عالم خال من الأسلحة النووية، الأمر الذي مهدت لنقاش حول هذا الموضوع ، وتحققت انفراجة نتج عنها توصل روسيا وأمريكا لاتفاق في هذا الشأن كما سيعقد اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول هذا الموضوع .

 

وقال إن الدول العربية معنية بتحقيق تقدم في هذا المجال، وعليها المشاركة في هذا الحوار خاصة الذي يتعلق بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وعالمية منع انتشار، وضم إسرائيل لها باعتبار أن كافة دول المنطقة منضمة للمعاهدة بما فيها إيران.

 

وحذر من أن هناك جهودا تبذل لتقييد حق الدول في تطوير التكنولوجيا النووية بدعوى سد الثغرات في نظام منع الانتشار ولكنها تستهدف منع الدول النامية من الحصول على هذه التكنولوجيا.

 

وتناول الأمين العام للجامعة العربية في كلمته القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية التي عقدت بالكويت في يناير الماضي، مشيرا إلى أنها اعتمدت مشروعات للربط الربط السكي والكهربائي العربي ومنطقة التجارة العربية الحرة تمهيدا للخطوة القادمة وهي إقامة الاتحاد الجمركي، ومشروع دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمبادرة من أمير الكويت الشيخ صباح أحمد الصباح، مؤكدا أن المطلوب الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع التي ستساعد على تحسين ظروف المواطن العربي.

 

ونبه موسى إلى أهمية موضوع المياه في ظل شح المياه الذي يعاني منه العالم العربي، منوها بتشكيل المجلس الوزاري العربي للمياه بالجزائر.

 

بدوره شدد أوغلو على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ضمن حدود عام 1967 وبأسرع وقت ممكن، رافضا أي حلول جزئية مثل الدولة بحدود مؤقتة أو ناقصة السيادة.

 

ولفت أوغلو إلى أن تركيا تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها، مؤكدا ضرورة وقف الاستيطان بكافة أشكاله في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية كخطوة أساسية لاستئناف عملية المفاوضات، مطالبا في الوقت نفسه بفك الحصار عن قطاع غزة والبدء بعملية إعادة إعمار القطاع وعدم الوقوف متفرجين والشعب الفلسطيني يعاني الحصار في قطاع غزة .

 

وطالب أوغلو حركتي فتح وحماس بالعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل توحيد الصف الفلسطيني، والاتجاه نحو الهدف الأساسي وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

وأعرب عن شكره لمصر 'صاحبة الدور الأول في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة ودورها الحيوي في استضافة الحوار الوطني الفلسطيني الذي نأمل أن نشهد قريبا تمخضه عن اتفاق لإنهاء الانقسام'.

 

وقال إن تركيا تولي أهمية كبيرة لمنتدى التعاون العربي التركي والتعاون التركي مع مجلس التعاون الخليجي لدعم العلاقات التركية العربية، مشيرا إلى أن تركيا تربط علاقات مؤسسية وتاريخية مع العالم العربي، مضيفا: نحن في تركيا نريد تعزيز هذه العلاقات.

 

وأكد ضرورة حل المشاكل الداخلية في اليمن من خلال الحوار، ودعم بلاده للحكومة العراقية في فرض سيادتها على كامل ترابها الوطني، مشيدا بسوريا في تعاونها مع تركيا في معالجة الأزمة مع العراق، واصفا موقفها بالرشيد.

 

ولفت إلى تزايد التبادل التجاري بين العالم العربي وتركيا، حيث تضاعف خمس مرات من 8ر5 مليار دولار في عام 2002 إلى 37 مليار دولار أمريكي، ورغم الأزمة المالية العالمية فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في الربع الأمل من عام 2009 تسعة مليارات دولار.

 

وقال إن من أولويات السياسة التركية هي إرساء الاستقرار والسلام والرفاهية في إطار منطقتنا، لإخراجها من الصراعات،  والكف عن استخدام القوة أو التلويح بها، واعتماد مبدأ الحوار لحل المشاكل بين دول المنطقة.

 

وتابع: إن مبدأ السياسة الخارجية التركية هي صفر مشكلات مع دول الجوار أي المشكلات مع دول الجوار.