خبر أهل غزة يتابعون مسلسل « باب الحارة » لأنه يحاكي معاناتهم

الساعة 07:03 ص|09 سبتمبر 2009

أهل غزة يتابعون مسلسل "باب الحارة" لأنه يحاكي معاناتهم

فلسطين اليوم - غزة (كتبت/ ميسرة شعبان)

ما أن يخرج الفلسطينيون من صلاة التراويح حتى يهموا نحو بيوتهم للاستعداد لمشاهدة حلقات مسلسل "باب الحارة" السوري الذي يحكي عن حصار الفرنسيين لتلك الحارة، وطريقة كسر الحصار من خلال بئر على شكل نفق، كما يحصل في قطاع غزة.

ودأب الفلسطينيون، خاصة الشباب منهم، على حضور مسلسلات وأفلام المقاومة أمام المحتل، وتلك غريزة كامنة في عقول الشعب الفلسطيني الذي مضى على احتلال أراضيهم أكثر من 61 عاماً، من دون أن يستطيعوا إنهاءه بكل الطرق.

ورغم أن سراج ناهض (43 عاماً) قلما يتابع أياً من الأفلام والمسلسلات، إلا أنه قال :"شدني هذا المسلسل بقوة نحو مشاهدته، رغم أن الجزء الثالث منه كان أجمل، إلا أن في حصار تلك الحارة يشبه تماماً حصار غزة الحالي من قبل إسرائيل مما جعلني أرى معاناتنا تتجسد امامنا في المسلسل".

وأضاف سراج " ولكن وضعنا أسوأ حيث أننا نعاني الأمرين من ناحية الحصار من قبل الاحتلال والانقسام المجتمعي منذ سيطرة حركة حماس على غزة منتصف عام 2007، فالفارق الوحيد بين غزة و"باب الحارة" هو أن المسلسل يحكي عن ترابط اجتماعي راق جداً وعادات تلامس واقع اهل الشام، بمن فيهم الشعب الفلسطيني، لكن ما حصل من انقسام أثر بشكل كبير جداً على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية في ما بينهم".

وفي سياق مشابه عبر محمد خضر(30 عاماً) عن إعجابه الشديد بطريقة سرد أحداث المسلسل. وقال :"مخرج المسلسل بسام الملا كان ذكياً جداً في طريقة ربط أجزاء المسلسل الأربعة، وخلال أحداث الجزء ذاته".

وقال محمد خضر "يبدو أن أحداث الجزء الرابع من المسلسل مستوحاة من حصار غزة تماماً والواقع المرير، فتفاصيل الحلقات تتحدث عن منع الفرنسيون دخول وخروج سكان باب الحارة، وحتى منع السلع والمواد الغذائية عن السكان، فيه تشابه تام لما يجري في غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المواد والسلع الغذائية إلى غزة، وتحاصرها بشكل محكم منذ حوالي ثلاث سنوات.. حتى في قضية طرح مبادلة الضابط الفرنسي، وكأنه الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط".

ولم ينس كاتب السيناريو نقص الدواء في غزة. وجسد ذلك من خلال شخصية  الممثل المصاب "خاطر"، الذي يرقد على سرير المرض ينتظر الموت دون السماح له بالعلاج خارج الحارة.

كما ويرى أهالي قطاع غزة أنه ربما من باب الصدفة أن يكون المسلسل يحاكي معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي، فإن مخابراته تزرع جواسيس من نفس السكان لتعقب المقاومين، فإن المخرج بسام الملا تعمد تعقب  الملقب بـ"النمس" لرجال المقاومة، كما تفعل إسرائيل في تعقبها للمقاومين من خلال جواسيس تنشرها في الأراضي الفلسطينية، كما ربط المخرج بسام الملا دخول أبوالنار عبر مصارف المياه لبئر منزل إلى باب الحارة، محملاً بمواد تموينية، بأنفاق غزة التي يستخدمها الفلسطينيون في دخول مواد غذائية وغيرها من الأراضي المصرية لغزة.

 

وتخلو شوارع غزة تقريباً من المارة في تمام الساعة العاشرة مساءً منذ بداية شهر رمضان، حيث يبدأ المسلسل على قناة MBC1، فيجتمع كل أفراد الأسرة على مشاهدته.

ولايشكل انقطاع الكهرباء عائقاً لمتابعة المسلسل حيث يتم تبادل الزيارات عند من تتوفر عنده الكهرباء، وفي هذا الصدد تقول هناء خالد، أم لثلاثة أطفال، إنها تستعد مساء كل ليلة لحضور المسلسل.

وأشارت إلى أنها تضطر للذهاب إلى بيت أهلها في حال قطعت الكهرباء عن منطقتها. وقالت "يوجد في بيت أهلي مولد كهربائي، وكلما تقطع الكهرباء عن منطقتنا، أذهب أنا وأطفالي لبيت أهلي القريب من منزلي، وأستغل وجودي هناك لأتابع المسلسل".

فيما يتحدث الطالب جميل عاشور مازحاً بأنه يحاول من خلال المسلسلات أن ينسى معاناته التي يمر بها هو وعائلته والشعب كافة ليرفه عن نفسه، إلا أنه يجد مسلسل باب الحارة يضع الملح على الجرح وتزيد معاناته..." ولكن رغم ذلك لا أقدر على أن أفارق مسلسل باب الحارة لأنه يشدني بجاذبية نحوه ..لعل ما يرى بلوة غيره تهون عليه بلوته ويعلمنا الصبر على ما أصابنا من قبل الاحتلال الاسرائيلي.. حتى أنني  عندما رأيت دبابات الفرنسيين يقتحمون باب الحارة تذكرت أيام الاجتياحات الإسرائيلية والحرب الأخيرة على غزة ".