خبر الجدار والحصار يسرق فرحة تجار القدس برمضان ...

الساعة 01:43 م|08 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

يتطلع مئات التجار المقدسيين في كل عام الى موسم شهر رمضان المبارك الذي تزدهر فيه تجارتهم وتتضاعف نسبة البيع والشراء لديهم، الا ان هذا الحال تغير منذ اكثر من ثمانية اعوام حيث الحصار واستكمال الجدار العازل حول المدينة المقدسة.

فالقدس التي كانت قبلة المتسوقين من كافة أنحاء فلسطين اصبحت اسيرة حصارها فالمحال فارغة الا من سكان المدينة الذين هدهم الفقر و البطالة و الضرائب العالية.

عضو غرفة تجارة المدينة "مصطفى أبو زهرة" يقول ان الامر اصبح كارثيا على التجار و خاصة بعد استكمال بناء الجدار العازل حول المدينة، فالتاجر الذي كان يعتمد على توزيع بضاعته في كافة مدن الضفة اصبح عمله مقتصرا على المدينة.

يقول ابو زهرة أن شهر رمضان في الماضي كان موسهم الافضل من بين اشهر السنة كاملة، فالمصليين كانوا لا ينقطعون عن زيارة الاقصى في كل يوم من ايام الشهر، وكثير منهم كان ينام في المدينة للاعتكاف، ليس فقط في ايام الجمع كما الان.

ويراقب ابو زهرة حركة المواطنين المقدسيين من محل التموين الذي يملكه في حي المصارة المطل على باب العامود:" حتى ابناء المدينة لا يملكون القدرة على الشراء كما السابق، يشترون الضروري فقط"

ويتابع: "القدس تعتمد في اقتصادها على سياحة خارجية و أخرى داخلية، الخارجية تتحكم بها السلطات الاسرائيلية و البلدية بحيث لا نستفيد من السائح الاجنبي إطلاقا، حتى ان السائح الاجنبي يطوف المدينة طوال النهار ثم يتجه الى "الشق الغربي من المدينة" ينام في فنادقها و يأكل من مطاعمها".

وفيما يتعلق بالسياحة الداخلية، زيارة الفلسطينيين من كافة انحاء فلسطين للمدينة، فقد تأثرت بشكل كبير حتى ان نسبه البيع و الشراء في المدينة كما يشير ابو زهرة انخفضت بنسبة 40% عما كانت عليه في السابق.

والى جانب الجدار و الحصار والحواجز، يشير ابو زهرة الى اجراءات احتلالية اخرى في المدينة ادت الى شل الحركة في المدينة، و اهمها التواجد الكبير للشرطة و قوات الاحتلال في الاسواق المقدسية:" من يستطيع الوصول الى القدس يتسوق تحت حراب البنادق، ففي كل شارع و سوق يتواجد المئات من عناصر الشرطة والجيش".

و تمارس شرطة الاحتلال على التاجر المقدسي، العديد من الممارسات التي تضيف المزيد من الاعباء على عاتقه حيث تتعمد ملاحقتهم بضرائب عالية جدا و مخالفات مالية ضخمة بعض المخالفات وصلت الى 1400 شكيل الامر.

و يتابع:" الشرطة اصدرت مؤخرا قرارا يمنع التاجر من عرض بضاعته امام محله، الامر الذي يعني خنق المحال و محو ميزتها العربية القديمة".

الى جانب المخالفات تفرض البلدية على التجار ضريبة ما يعرف ب"الارنونا" تصل احيانا الى اضعاف اضعاف اجرة المحل حيث بلغت مؤخرا 310 الف شيكل للمتر المربع الواحد في السنة.