خبر بيبي لن يسقط مرة اخرى.. هآرتس

الساعة 09:11 ص|08 سبتمبر 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

بيبي كحال بيبي لا ينجح احد في قراءة افكاره او سبر غوره. ان كان يقصد ما قاله حول حل الدولتين لشعبين فما الذي يدفعه للانغماس في حماقات مثل تجميد او عدم تجميد البناء في المستوطنات في مثل هذه المرحلة المبكرة؟ اما انه لا يعرف كيف يقرر كما قال عنه رئيس الدولة شمعون بيرس او انه يسير بين النقطة والنقطة (حتى لا يبتل) حفاظا على العلاقات مع الادارة الامريكية والابقاء على حكومته. كان هناك من قال انه لا يوجد مثله لاعب رئيسي في البرنامج التلفزيوني المحبوب "بقاء".

بيبي كحال بيبي يلتوي بنجاح خلال هذه الاثناء. لم يصل الى أزمة مع اليمين ولا مع الادارة الامريكية، السؤال هو كم من الوقت سينجح فيه بارضاء اليمين وكذلك الحفاظ على التفاهمات مع الرئيس اوباما والفلسطينيين. الان على خط الحدود الممكن في غابة الكلمات.

ناهيك عن اننا لم نشهد منذ مدة طويلة رئيس وزراء يكثر من استخدام كلمة "انا" هذا بالمقارنة مع بن غوريون الذي صنع اكثر منه بقليل من أجل الدولة الا انه لم يستخدم كلمة "انا" ابدا. "انا" بيبي تبرز بصورة خاصة في ظل حقيقة ان الحكومة مهما كانت كبيرة (كحكومته) لم تبحث حتى الان مبادرة سلام اوباما التي استقبلها بيبي بصورة ايجابية. صحيح ان لدينا مطبخ مصغر يسمى "السداسية" ويشارك في عضويته ليبرمان وبيغن ويعلون ولم يغادر احد منهم الغرفة بعد بغضب ولكن ما زال هناك تساؤل حول ما تقرر واين نقف.

نقص وتميز الادارات الامريكية يتمثل في انها تفهم مشاكل الدول التي ترتبط معها وتأخذها بالحسبان. كيسينجر اعتاد القول بان اسرائيل لا تمتلك سياسة خارجية وانما سياسة داخلية فقط – الا انه نجح جدا في نهجه. ربما يأخذ اوباما ايضا بالحسبان مشاكل بيبي الداخلية وربما حددا فيما بينهما قواعد اللعبة وحدود الاختلاف بين الدولتين. ليس صدفة ان عددا من وسائل الاعلام يصف الخلاف في قضية البناء في المناطق باعتباره "مناورة منسقة" على شاكلة: ان قلت انك ستبني فسنحتج الا اننا لن نحطم الخطوط الحمراء. ان كانت هذه مسرحية منسقة حقا فان طريقة التصريحات التي يدلي بها بيبي حيث يبدو وكأنه نسي السطور او انه في أحسن الاحوال ممثل سيء خرق ما اتفق عليه ان كان هناك اتفاق ما.

سواء كانت حرية الكلام منسقة او غير منسقة، بيبي يلعب بالنار مع آلاعيب البناء هذه. خلال زيارة ميتشيل القريبة ستكون لدينا صورة افضل بصدد المكان الذي نقف فيه. على أية حال، اوباما لم يضعف بالمستوى الذي يتحدثون عنه هنا. كل رئيس تقريبا يعاني في هذه المرحلة من فترته الرئاسية من هبوط معين في مكانته الاعتبارية في الاستطلاعات. لو كنت رام عمانويل لتوقعت من نتنياهو بأن يتخلص فورا من المسؤول الذي كان في حاشيته وسرب لوسائل الاعلام تقديره (اي تقدير عمانويل) بأن اوباما لن ينتخب ثانية. كيف كان بيبي سيرد لو أن مقربا للرئيس سرب بأن نتنياهو لن يصمد؟ بنفس الدرجة كنت اتوقع من ديوان ببيي ان يشجب اقتراح يوسي بيلين السخيف قبل  عدة اسابيع بتحذير امريكا من اننا لن نشتري منها المزيد من السلاح. اوي اوي اوي

السؤال المطروح هو كم من الوقت يمكن ارضاء اليمين وفي نفس الوقت التوصل الى تفاهم حول المشروع الامريكي لاقامة دولة فلسطينية في اطار عربي شامل. لدينا هنا وضع اوضحت فيه ادارة اوباما توقعاتها من اسرائيل. رغم تهديدات عدد من السياسيين اليمينيين التقدير هو انه لن تتوفر اغلبية لاسقاط حكومة كهذه. بيبي وايهود باراك ينسقان فيما بينهما وهما سيطرحان الصيغ بروحية مشروع اوباما. لا حوتوبلي ولا فايغلين سينجحا في مواجهة نهم الحكم لهذين العائدين وطموحهما في قيادة الحكومة الحالية.

رئيس الوزراء اعترف بمبدأ الدولتين لشعبين – اي باقامة دولة للفلسطينيين حيث اننا نعرف ان اليمين المتطرف عندنا لم يخيب أمله ولا مرة في مساعدته له للخلاص من هذا الاعتراف. لدينا هنا الان وضع غير بسيط حيث ان ادارة اوباما قد عقدت عزمها على الجسر وليس غسل مبادرة اوباما.

نتنياهو قد يكون غارقا في لعبة فليب – فلوب الا انه سيضطر قريبا لاتخاذ قراره. ثانيا لان هذه ارادة اغلبية الشعب واولا لانه لا يريد ان يخسر رئاسة الحكومة مرة اخرى.