خبر أمريكا تدعوه.. معاريف

الساعة 09:10 ص|08 سبتمبر 2009

بقلم: شموئيل روزنر

كان شهر نيسان علامة على ذروة المواجهة المكشوفة بين ادارة اوباما وحكومة بنيامين نتنياهو. في نيسان اقترح أوباما على اسرائيل، في خطبة في ستانبول "ان تضع نفسها في نعال الفلسطينيين" وفي نيسان وجه أناسه اعضاء كونغرس امريكيين نحو التوتر الذي توقعوه. تصفحوا صفحات صحف شهر نيسان وستجدون التسريبات الاتية: أوباما سيطلب تجميدا تاما للمستوطنات، اوباما لن يوافق على شروط مقدمة، اوباما يبعث برسالة حازمة الى نتنياهو، في اسرائيل قلقون من نية اوباما تحويل اموال الى حماس، مساء كثير الحقائق والاوهام، حقائق وأشواق. في نيسان كان اوباما ملكا.

اليكم ما حدث للرئيس الامريكي منذ ذلك الحين: انخفاض بنسبة 9 في المائة لتأييد الرجال الامريكيين بين شهر نيسان حتى نهاية شهر آب. وانخفاض لتأييد النساء بنسبة 11 في المائة. وانخفاض بين الشباب بنسبة 12 في المائة، وعند ابناء الخمسين فصاعدا انخفاض بنسبة 9 في المائة. انخفاض بنسبة 11 في المائة بين البيض، وبنسبة 3 في المائة بين السود. انخفاض بنسبة 7 في المائة بين خريجي المعاهد، وانخفاض بنسبة 12 في المائة بين خريجي الثانويات. لا توجد مجموعة واحدة حافظ فيها اوباما على قوته الانتخابية. في السنين الخمسين الاخيرة فقد رئيس واحد فقط شعبيته بسرعة كهذه وقوة كهذه هو بيل كلينتون. وكان ذلك سببا رئيسا لاخفاقه في اجازة الاصلاح للتأمين الصحي الذي خططت له زوجته التي هي اليوم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

في يوم الاربعاء القريب سيمضي اوباما ليخطب في الكونغرس الامريكي محاولا انقاذ شيء ما من خطته للتأمين الصحي. هذه خطبة مهمة جدا، أهم لاوباما من لقائه نتنياهو وأبا مازن في الشهر المقبل، وأهم من لفتات النظر التي سيحصل عليها اذا حصل من العرب. بعد الخطبة سيواجه اوباما الاختيار الذي كان يواجهه كل رئيس وهو: هل هدفه الحقيقي هو سياسة خارجية طموح، ام سياسية داخلية عنيفة. يعلم اوباما كتلميذ قارىء للتاريخ الامريكي ان وضعه الان يشبه وضع كثيرين ممن تولوا قبله. لم يكد يوجد واحد منهم لم ينجح في الخارج وفي الداخل في المقابل. سيكون اختياره الطبيعي الساحة الداخلية. وهذه ايضا هي ا لساحة الاكثر طبيعية لمن عمل طوال حياته في الموضوعات الداخلية.

في ليل احتفالات اداء اليمين الدستورية في 1965 حذر الرئيس المنتخب ليندون جونسون مساعديه بقوله: "لا تظلوا يقظين حتى ساعة متأخرة. لدينا عمل". وبين لواحد منهم انه من اجل اجازة سن قانون حاسم في الكونغرس "لديك سنة واحدة فقط ينظرون اليك فيها كما يجب، قبل ان يبدأوا التفكير في انفسهم". وهم تعني المشرعين. اولئك المشرعين الذين سيقابلهم اوباما بوجهه في يوم الاربعاء. اولئك المشرعين الذين يتابعون بقلق المنحنى النازل للرضى العام عنهم: ففي الاسبوع الماضي سجل رقم قياسي سلبي منذ 24 سنة. فـ 52 في المائة من الجمهور ذوو رأي سلبي في مشرعيهم.

تنسرب سنة اوباما الاولى من بين الاصابع. بقيت سنة وشهران فقط حتى انتخابات الكونغرس المقبلة، والمشرعون عصبيون ومتوترون. اذا اراد اوباما التوصل الى انجازات في مجال التشريع فسيضطر الى ان يفعل بهم كفعل جونسون في سنة انجازاته الكبيرة 1965. "توجد طريق واحدة فقط يستطيع فيها الرئيس النجاح في عمله مع الكونغرس"، قال جونسون. "بالمثابرة، بغير وقف وبغير تعويق". ان المستوطنات التي كانت في نيسان "عقبة للسلام" هي الان عقبة، وتعويق لطريق اوباما ايضا. انه يريد ان يتم الصفقة مع نتنياهو لاسباب كثيرة. احدها انه قد انقضى وقت الانشغال بالسخافات.