خبر كارتر عدو السلام.. معاريف

الساعة 09:09 ص|08 سبتمبر 2009

بقلم: بن – درور يميني

اصبحت اسرائيل محطة ثابتة في اطار رحلات رئيس الولايات المتحدة السابق جيمي كارتر. فنحن نحظى عنده كما يبدو بعلاقة خاصة. زارنا ها هنا قبل اسبوعين، وكانت الزيارة هذه المرة في اطار وفد خاص لـ "ايلدرز" – شيوخ القبيلة في العالم. مع عودته من الفور الى الولايات المتحدة نشر كارتر مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" مضادة لدولة اسرائيل. فكارتر يتحدث هنالك مثلا عن عائلة حنون التي "طردت من البيت الذي سكنته في شرقي القدس خمسة وستين عاما". أحق هذا؟ ان الحديث عن مبنى يرجع الى اليهود الذين طردوا من القدس في اطار حرب الاستقلال. لا جدل في الملكية اليهودية التي اصلها منذ 1875. فما تزال نجمة داود منقوشة على احد المباني القديمة هنالك. بمقابلة ذلك لم تكن عائلة حنون هنالك قبل 65 عاما. ان الحديث عن عائلة لاجئين من حيفا (بالمناسبة لم يطرد عرب حيفا. بل تركوا بارادتهم). ادخلت المبنى مع عائلات اخرى في سنة 1956 على يد السلطات الاردنية. اراد اصحاب الملك تحقيق حقهم في ملكيتهم. لا توجد في مقالة كارتر كلمة واحدة عن الخلفية.

يوجد آلاف الساكنين في ولاية كارتر، اتلانتا، يبعدون عن بيوتهم لانهم لا يملكون مالا لمدفوعات القروض  السكنية. ان حقوق عائلة سميث، التي القيت في الشارع في اتلانتا، اقوى من حقوق عائلة حنون. لكن كارتر لا يبحث عن العدل. انه يبحث عن العيب.

كان يمكن انتقاد اخلاء عائلة حنون ان يكون انتقادا حقا. حتى لو كان الاجلاء حقا فانه يوجد مكان لانتقاد سياسي. بشرط انه اذا اراد كارتر ان يسلب اليهود الحق في الملكية فانه ينبغي ان يبين انه لا حق للفلسطينيين في طلب ملك مهجور. في واقع الامر، الملك الذي صودر من اليهود في البلدان العربية، في اثر تشريع وضغط ومطاردة وهرب وطرد، تزيد قيمته على الملك الذي صودر في اثر هرب الفلسطينيين وطردهم. بيد انه يوجد فرق هو ان الفلسطينيين جرت عليهم تجربة الهرب والطرد في اثر اعلان حرب ابادة للدولة اليهودية التي لم تكد تقوم. اما اليهود في البلدان العربية فجازوا تجربة مشابهة – الهرب والطرد ومصادرة الاملاك – برغم انهم لم يعلنوا حربا للدول العربية. فحقوق من اكبر اذا؟

هل اسمع كارتر مرة الفلسطينيين هذه الحقيقة الاساسية؟ الجواب معروف. انه مثل "نشطاء سلام" اخرين، ينظر الى العرب عامة، والى الفلسطينيين خاصة، كأنهم اولاد متخلفون عقليا. لا يحل أن تقال الحقيقة لهم. لا يحل ان يقال لهم انه اذا وجدت حقوق فانها لليهود وللعرب معا. واذا لم توجد – فانها غير موجودة لا لليهود ولا للعرب. وهو لا يقول لهم انه في تلك السنين، في الاربعينيات، مرت بعشرات الملايين التجربة الصعبة لتبادل السكان، ولا سبب يدعو الى ان يحظى الفلسطينيون فقط بـ "حق العودة". وهو لا يقول لهم انه لا يوجد يهود هربوا وطردوا من البلدان العربية اكثر من الفلسطينيين الذين طردوا او هربوا من اسرائيل.

يمكن ويجوز انتقاد اسرائيل لمشروع الاستيطان. والنقد هذا حق احيانا. بيد ان كارتر، مثلا آلاف اخرين من "نشطاء السلام"، لا يقدمون السلام. فنسبتهم الشيطنة الى اسرائيل تقوي رافضي السلام. ففي تلك الصحيفة الـ "واشنطن بوست"، ظهر موقف أبي مازن في الـ 29 من ايار. انه يصر على مطالب معناها الوحيد هو معارضة وجود اسرائيل. هو بطبيعة الامر يوافق رسميا على حل الدولتين، لكن بشرط ان تكون واحدة منهما دولة فلسطينية من الفور، وان تكون الثانية ايضا فلسطينية في اثر تحقيق حق العودة. لقد تلقى اقتراحا مدهشا من اولمرت اشتمل على اخلاء 97 في المائة من المناطق، لكنه رفضه رفضا باتا. هل صدر عن كارتر تنديد بأبي مازن؟ الجواب معروف.

نشر كارتر مقالة تنديد باسرائيل. واحدة من كثيرات. اصبح كارتر، بدل ان يكون ناقدا نزيها، جزءا من مشروع التحريض على دولة اسرائيل. ان كارتر قادر على اكثر من ذلك. فقد نجح في التوصل الى انجازات في مناطق اخرى. لكنه لسبب ما عندما يقارب النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يفقد النزاهة والاتزان. هذا لا يسهم في تقديم السلام، بل العكس. هذا هو اسهام كاتر في تعزيز الرفض الفلسطيني وابعاد احتمالات السلام.