خبر الذكرى التاسعة لهبة الأقصى.. الاحتلال يجري تدريبات واسعة النطاق

الساعة 07:40 ص|08 سبتمبر 2009

الذكرى التاسعة لهبة الأقصى.. الاحتلال يجري تدريبات واسعة النطاق

فلسطين اليوم- القدس

يجري ما يقارب 1300 شرطي إسرائيلي من لواء الشمال تدريبات واسعة النطاق في منطقة "تسيئيليم"، بدأت صباح الإثنين، مع اقتراب الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى التي سقط فيها 13 شهيدا فلسطينياً من عرب 48.

وبحسب الشرطة فإن هذه التدريبات تأتي لمواجهة سيناريوهات محتملة يقوم العرب في الداخل في ذكرى هبة القدس والأقصى على خلفية قرارات سياسية مختلفة، أو من قبل يهود بسبب الضائقة الاقتصادية.

وجاء أنه خلال التدريبات يقوم أفراد من الشرطة بتمثيل دور "خرق النظام العام"، ويقوم آخرون بصدهم. وعلم أن الشرطة استخدمت وسائل تكنولوجية حديثة، من بينها نصب منطاد يحمل آلة تصوير، ومروحية تابعة للشرطة، ووسائل أخرى.

وادعى قائد لواء الشمال في الشرطة، شمعون كورن، إن "الشرطة لم تجر تدريبات لمواجهة إمكانية إطلاق النار باتجاه قوات الأمن، وأن رد الشرطة سيكون من خلال وحدات خاصة".

تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه التصريحات، التي تشير إلى إمكانية إطلاق نار باتجاه عناصر الأجهزة الأمنية، تتكرر في الآونة الأخيرة، كان آخرها في مطلع العام الحالي بعد السماح لعناصر اليمين الفاشي بالقيام بمسيرة في مدينة أم الفحم. ومما لا شك فيه فهي تنطوي على التحريض والتهديد وتهيئة الرأي العام لقبول مبررات الشرطة لأي ممارسة قمعية.

وبحسب كورن فإن تدريبات الشرطة تهدف إلى فحص استعدادات لواء الشمال لسيناريوهات مركبة، وتوفير رد عملاني، بحيث يكون بالإمكان استخلاص الدروس ومواجهات "أعمال شغب" محتملة مستقبلا.

تجدر الإشارة إلى أنه قد أجريت تدريبات مماثلة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وفي حينه أصيب أكثر من 50 شرطيا.

وفي تعقيبها ذكرت النائبة زعبي أن الشرطة تتنفس جو دكتاتوريات، لا ترى في المظاهرات وسيلة احتجاج سلمية وصحية، بل ترى فيها "إخلالا بالنظام العام"، وهو بالضبط ما تقوله دكتاتوريات عن المظاهرات. لكننا نعيش في نظام أسوأ من دكتاتوري، نظام يجمع بين ثقافة القمع ومؤسسات قامعة، وبين العنصرية. لقد عرف التاريخ أنظمة قامعة وعرف أنظمة عنصرية، إسرائيل "تتمتع" بالخصلتين معا، فالتدريبات تكون فقط قبل مظاهرات العرب.

وقالت النائبة زعبي إن إسرائيل فقدت منذ مدة التمييز بين الأمني والسياسـي. وأضافت "لا يفهمون أن المظاهرات هي وسيلة احتجاج سياسية شرعية، لكن إذا تحدثوا عن تدريبات فعلينا نحن أيضا أن نتدرب، فليتدرب شبابنا على حمل آلة تصوير، لتوثيق مجريات المظاهرات، وممارسات الشرطة، كما فضحت ممارساتهم في المناطق المحتلة آلات تصوير بيتية خلال الانتفاضة. لقد كان أولى بأجهزة الشرطة أن تصرف ميزانيتها، الممولة في قسم منها من ضرائب العرب، وأن توفر جهودها على فحص ثقافة العداء للعرب، فاستخدام العنف تجاه العرب هو تقليد وتاريخ معروف، لم تنسه الشرطة، نحن نتحدث عن شرطة تقتل بدم بارد كل سنة منذ هبة أكتوبر 4 شباب عرب".

وتابعت أن جهاز الشرطة الإسرائيلي خطر على العرب، وأنه يجب البدء برفع شعار "الشرطة الإسرائيلية خطر على العرب"، وألا نألو جهدا في إغراق الشرطة في شكاوي وطلب تحقيقات، وفي ملاحقتها قضائيا، بل وحتى دوليا.

وأشارت إلى أنه على اللجنة القطرية للسلطات المحلية وضع تصور حول العلاقة بين المجالس العربية وبين الشرطة. واعتبرت أن شرطة إسرائيل تكون في مأزق كبير عندما تقرر المجالس المحلية عدم التعاون معها، وذلك يجبرها على أن "تعمل حساب"، فما يحدد هذه الثقافة العدائية للشرطة تجاه العرب، هو ليس فقط ثقافة عنصرية، بل أيضا تهادن وأحيانا تعاون من قبل بعض السلطات المحلية العربية، في أمور لا يجدر أبدا التعاون فيها. كما أنه لا يمكن أن تقوم الأحزاب بالتصدي لهذه السياسات، وفي الجهة الأخرى تقوم بعض المجالس العربية بإعطاء "جوائز ترضية" لشرطة إسرائيل.