خبر مسؤول إسرائيلي: نتنياهو أقنع الأميركيين بأن تجميد الاستيطان بالكامل سيؤدي إلى سقوط حكومته

الساعة 07:09 ص|08 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

أكد مسؤول إسرائيلي رفيع، أمس، أن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، نجح في إقناع الإدارة الأميركية بأن تجميد البناء الاستيطاني في القدس أو في الضفة الغربية بشكل كامل سيؤدي إلى سقوط حكومته. وأن الموقف الأميركي الجديد هو الذي دفع الحكومة الإســرائيلية إلى الاستعجال في إقرار مشــاريع لبناء نحو 500 وحدة ســكن في الضفة الغربيــة، إضــافة إلى مشاريع البنــاء في القــدس، التي لا تحتاج إلى قرار حكومة، وبينها مشروع يراه الفلســطينيون بخطـورة بالغة، حيث انه يقطــع الضـفة إلى قسمين منســلخين عن بعضهما البعض.

وكان وزير الدفاع، إيهود باراك، بوصفه المسؤول المباشر عن المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، قد أمر مستشاره لشؤون الاستيطان، بالتوقيع باسمه على أوامر بناء 455 وحدة سكن، في المناطق المعروفة باسم «الكتل الاستيطانية» في الضفة الغربية. وهذه هي المستوطنات التي تطالب إسرائيل بأن تضم إلى حدودها في إطار اتفاق السلام الدائم، على أن تعطي الفلسطينيين أراضي بديلة عنها في حدود 1948 تكون بنفس مقدار المساحة والقيمة المالية.

وحسب مصادر مقربـة منه، فإنه ســيوقع على المزيد من أوامر البناء فيها، حتى يصل عــدد الوحدات الســكنية إلى 670 مبنى. وتضــاف هذه الأبنية إلى 2500 وحدة ســكن كان المقــاولون قد باشــروا بناءها في عهد الحكومة الســابقة في الضفة الغــربية وألوف الوحدات الســكنية التي تبنى في القدس الشــرقية المحتلة، علمـا بأن القدس تعتبر في القــانون الإســرائيلي جــزءا لا يتجزأ من إسرائيل والبناء فيها يتــم عبر مشــاريع بلدية لا تحــتاج إلى مصادقة حكومية.

وعلى سبيل المثال هناك مشروع سكني كبير سيوضع له حجر الأساس، اليوم، جنوبي القدس في المنطقة المسماة «إي -1». وهذا مشروع قديم يهدف إلى توسيع نطاق القدس لتصل إلى مشارف أريحا. وقد أوقف تنفيذه الأميركيون في زمن إدارة جورج بوش، كونه يقطع الضفة الغربية إلى نصفين، كل منهما منســلخ عن الآخر. ويمنع الفلســطينيين من التنقل ما بين الشمال والجنوب. وتأتي هذه الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية في ظل المطلب الأميركي بتجميد الاستيطان تماما، كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن في الوقت الذي اعتبرها اليسار الإسرائيلي وبقية أحزاب المعارضة بمثابة استفزاز لإدارة الرئيس باراك أوباما، قال المقربون من نتنيــاهو انه جزء من تفاهمات أميركية إســرائيلية. وذكر المسؤول المذكور أعلاه أن نتنياهو نجح في إقناع السناتور جورج ميتشل بأن تجميد الاسـتيطان سيثير موجة سخط عارمة في صفوف أحزاب الائتلاف الحكومي مما سيؤدي إلى ســقوطه. وان سقوط حكومة نتنياهو ليس في صالح عملية السلام، «لأن الأميركيين يعرفون جيدا أن نتنياهو هو أفضل رئيس حكومة في إسرائيل بالنسبة لعملية السلام، حيث أن كل اتفاق يوقع عليه سيلقى تأييدا جارفا في الحلبة السياسية الإسرائيلية، بينما اتفاق تتوصل إليه حكومة يسار سيلقى المتاعب».

وقال إن نتنياهو أبلغ الأميركيين أن حكومته، ورغم أنها حكومة استيطان يمينية لم تقر أي مشروع بناء في المستوطنات طيلة الشهور الستة لقيامها، وأنها مستعدة بعد هذه الحملة، لتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية (ولكن ليس في القدس). ومن جهتها، ردت السلطة الفلسطينية على قرار إسرائيل ببناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة، بأنها تمارس سياسة الخداع وتضليل العالم، إنها لا تريد سلاما.

ودعا نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، في بيان مكتوب، المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأميركية، إلى أخذ موقف حازم وحاسم تجاه سياسة التوسع الاستيطاني اليهودية.

واعتبرت الرئاسة الفلســطينية أن «استمرار سياسة الاسـتيطان اليهودي» تشكل تحــديا للرئيس الأميركي باراك أوبـاما والمجتمع الدولي، «وبـذلك فإن إســرائيل لا تريــد سلاما وهي تقوم بعملية تضــليل وخداع للعالم وتعمل على إضــاعة الوقت».