خبر عزت الرشق ينفى أي علاقة تنظيمية لـ « حماس » بإخوان الأردن

الساعة 02:12 م|07 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

كشف مصدر قيادي في حركة "حماس" النقاب عن أن القاهرة ستقدم إلى الفصائل الفلسطينية يوم 10 أيلول (سبتمبر) الجاري ورقة تتضمن الرؤية المصرية لإنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع وتحقيق المصالحة الفلسطينية قبل الذهاب إلى الانتخابات المرتقبة في كانون ثاني (يناير) المقبل.

 

وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق في تصريحات صحفية أن الزيارة التي أداها وفد الحركة بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى القاهرة جاءت بطلب من "حماس"، وأنه كان من المتوقع أن تتم الأسبوع الماضي لكنها أجلت بسبب وفاة والد مشعل، وقال: "لقد التقينا بوزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان ومساعديه في لقاء استمر قرابة 4 ساعات، وأبلغناه موقف الحركة من مسألة الحوار وجهود المصالحة التي ترعاها القيادة المصرية، وأوضح وفد "حماس" بالتسلسل الزمني خلال جميع مراحل الحوار كيف كانت مرونتها سببا في التقدم الذي حصل في الحوار، وأن التشدد والتراجعات كانت لدى في موقف الإخوة في حركة "فتح".

 

وذكر الرشق أن وفد "حماس" توقف كثيرا عند أطروحات الرئيس محمود عباس وبعض رجاله من امكانية إجراء الانتخابات بعيدا عن المصالحة، وقال: "وفد حركة "حماس" أكد للوزير عمر سليمان خطورة المسعى الذي تشير إليه تصريحات محمود عباس وبعض رجاله من امكانية القفز على المصالحة والذهاب إلى انتخابات، فقد أكدت "حماس" أنها مع احترامها للانتخابات ونتائج صناديق الاقتراع والآليات الديمقراطية التي تم التوافق عليها فلسطينيا، فإنها تنظر إلى أن الذهاب إلى الانتخابات بعيدا عن المصالحة بالغ الخطورة، وهي ترى بأن الانتخابات لن تكون بديلا عن المصالحة بل ثمرة من ثمارها، ذلك أن الذهاب إلى الانتخابات دون مصالحة يعني التضحية بغزة وباللاجئين الفلسطينيين في الخارج وحصر القضية الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو ما يكرس الانقسام إلى أمد طويل، وهو ما ترفضه "حماس"والمصريون".

 

وأضاف: "لقد أكدنا للإخوة المصريين أن انتخابات بهذا الشكل ستكون مفروضة من محمود عباس وستكون مصممة على مقاسه ومقاس حركة "فتح"، وهذا يعطي نوايا تزييف نتائج الانتخابات ومحاولة إخراج "حماس" من الساحة السياسية، وهو أمر لن نقبل به".

 

وأشار الرشق إلى أن القاهرة تفهمت مواقف "حماس"، وقال: "لقد وجدنا تفهما عميقا من الإخوة المصريين لموقف "حماس"، وأكدوا لنا رفضهم للقفز على المصالحة ورفضهم الذهاب إلى انتخابات دون مصالحة وتوافق وطني، وأكدوا رفضهم لأي نوايا لاستثناء غزة من الانتخابات، وذكروا أنهم سيقدمون يوم 10 أيلول (سبتمبر) الجاري ورقة مصرية تحمل رؤية القاهرة لإنهاء الانقسام قالوا بأنها ستكون متوازنة ويطرحونها على الجميع لتكون مدخلا لاجتماع عام نطلع تشرين أول (أكتوبر) المقبل للتوقيع عليها في القاهرة إذا تم التوافق بشأنها".

 

وأكد الرشق وجود توافق بين "حماس" والمسؤولين المصريين حول عدم الوقوع في فخ حصر القضية الفلسطينية في ملف الاستيطان، وقال: "لقد أوضحت "حماس" للإخوة المصريين أن المسألة بالنسبة للمسار السياسي مع الإسرائيليين يجب أن لا تحصر في قضية تجميد الاستيطان، لأن ذلك يهمش القضية الفلسطينية، وأنه لا بد من التأكيد على مجمل حقوق الشعب الفلسطيني، وقلنا بأنه لا بد من إزالة المستوطنات والانسحاب الإسرائيلي ومشروع إقامة الدولة الفلسطينية والقدس واللاجئين. وقد وجدنا تفهما أيضا من الجانب المصري لهذا الموقف".

 

وبالنسبة لملف الأسرى؛ أكد الرشق أن الطريق لا يزال طويلا، وحمل مسؤولية ذلك إلى إسرائيل، وقال: "لقد أطلعنا الوزير عمر سليمان على نتائج الوساطة الألمانية التي دخلت على الخط مؤخرا، وقلنا إنها تحاول أن تبني على نتائج الجهود المصرية التي ستبقى جزءا من الوساطة، وواضح أنه ليس هنالك شيء قريب في عملية التبادل، لأن هناك هناك محاولة من الإسرائيليين للعودة إلى المربع الأول ومحاولة انتزاع مواقف لم يحصلوا عليها خلال الفترة الماضية، ولذلك المسألة تحتاج إلى وقت، ونحن نتمنى إنجاز الصفقة في أقرب وقت ممكن للإفراج عن أسرانا البواسل لكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت كما قلت".

 

على صعيد آخر؛ أكد الرشق ترحيب حركة "حماس" بالزيارة المرتقبة لرئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وأعرب عن أمله في أن يكون دوره مساعدا على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين وتحقيق الوحدة بينهم، وقال: "سليم الزعنون هو جزء من حركة "فتح"، وهو عضو في لجنتها المركزية، ولذلك فهو طرف في الخلاف، لكن مع ذلك نحن رحبنا بأي دور يمكن أن يقوم به لإنهاء الانقسام. وأثناء العزاء الذي قام به بمنسبة وفاة والد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في عمان، كان من أبرز الشخصيات المعزية، وهي لفتة مقدرة من حركة "حماس"، والرجل نكن له احتراما وتقديرا، وقد عرض فكرة رغبته في القدوم إلى دمشق للقاء قيادة "حماس" والذهاب إلى غزة لدفع جهود المصالحة، نحن رحبنا بالفكرة ونرحب بزيارته سواء إلى دمشق أو غزة، ونأمل أن تساهم هذه الجهود في دفع عملية المصالحة وتسهيلها لأن الرهان على أي بدائل للمصالحة وصفة غير مناسبة وغير صحية بالنسبة للحالة الفلسطينية".

 

وجوابا على سؤال عن موقف "حماس" من التجاذبات التي تشهدها الساحة السياسية الأردنية سواء بين الحكومة والإسلاميين أو بين الإسلاميين أنفسهم، قال الرشق: "الموقف الذي أكدته "حماس" ولازالت تؤكده بسبب حالة اللغط والتجاذب التي تشهدها الساحة الأردنية إن بين الحكومة والحركة الإسلامية أو داخل الحركة الإسلامية ذاتها، "حماس" رغم أنها حركة نشأت في رحم الحركة الإسلامية ورحم الإخوان المسلمين إلا أنها الآن حركة وطنية فلسطينية لها وضعها التنظيمي الذاتي وليست لها أي ارتباطات أو تداخلات مع الإخوان المسلمين لا في الأردن ولا مع غيرهم، وإنما هي تحتفظ بعلاقات متميزة مع الحركات الإسلامية والقومية وكل أحرار العالم، ونحن قلنا إننا كلنا فلسطينيون من أجل فلسطين وكلنا أردنيون من أجل الأردن، وليست هنالك تداخلات تنظيمية بيننا وبين الإخوان".

 

وجدد الرشق موقف "حماس" الرافض لفكرة الوطن البديل، وقال: "موقف "حماس" واضح لجهة رفضها لفكرة الوطن البديل التي تتحرك على نار هادئة لدى إسرائيل، والتي صوت عليها الكنيست الإسرائيلي في مرحلتها الأولى، فهذه الفكرة التي تروق لبعض الأطراف الفلسطينية مرفوضة لدى حركة "حماس"، على حد تعبيره.