خبر انتهاكات الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال شهر آب 2009

الساعة 02:07 م|07 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

ارتفعت وتيرة انتهاكات الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال شهر آب الماضي, فمن جهة قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باعتقال الكاتب الصحفي سري سمور, ومنعت الصحفية صابرين دياب من دخول ساحات الأقصى، وصادرت أجهزة بث راديو بيت لحم 2000 مما أدى إلى توقفه عن البث, ومنعت صحفيين سويديين من دخول قطاع غزة, كما اعتدى المستوطنون على الصحفيين حسن التيتي وعبدالرحيم خبيصة.

 

من جهة أخرى منعت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة الصحفيين من تغطية احداث رفح، وحاولت مصادرة شريط لوكالة رويتر عن تلك الأحداث, كما احتجزت طاقم قناة الاتجاه (المراسل مازن البلبيسي والمصور جيفارا الصفدي ومساعده عبد الرحمن زقوت) وأتلفت شريط مصور له، وأصدرت وزارة الداخلية بيانا ضد تلفزيون العربية، وفي الضفة الغربية قامت الاجهزة الامنية باعتقال الصحفيين محمد اشتيوي وطارق ابو زيد بالاضافة الكاتب الصحفي عصام شاور واحتجاز خالد عمايرة.

 

 ورحب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) بالإفراج عن  الصحفيين حسن الرجوب في 16/ 8 ، وسري سمور في 11/8، ،  وسري القدوة في 19/ 8 , وعصام شاور في 31/8, فانه يدين كافة الانتهاكات ضد الصحفيين وبشكل خاص استمرار الاعتقالات في صفوفهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي والاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة والقطاع، ويعتبر ذلك انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير, ويطالب بوقف الانتهاكات وإطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين.

 

من جهة أخرى أعرب مركز مدى عن استهجانه من الحملة التي شنتها السلطات الإسرائيلية ضد صحيفة افتون بلادت السويدية، بعد نشرها لتقرير كتبه الصحفي دونالد بوستروم حول قيام  إسرائيليين بسرقة أعضاء  فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي.

 

وأعرب المركز عن إدانته لإغلاق إذاعة بيت لحم 2000، و يطالب المجتمع الدولي الضغط على حكومة إسرائيل لإعادة أجهزة البث المصادرة، والسماح للصحفيين السويديين بدخول قطاع غزة.

 

كما عبر عن قلقه من الترهيب الذي يتعرض لهم مجموعة كبيرة من الصحفيين في قطاع غزة والتي كان آخر مظاهره تهديد ثلاثة منهم بالقتل وقد امتنعنا عن ذكر أسمائهم بناء على رغبتهم وحتى لا يسبب لهم ذلك بالمزيد من المضايقات والتهديدات, وكذلك منع الصحفيين من تغطية أحداث معينة في قطاع غزة، والتي كان آخرها ما حدث في رفح.

 

تفصيل الانتهاكات:

(4/8)- احتجاز مراسل الأهرام ويكلي خالد عمايرة من قبل جهاز الآمن الوقائي في مدينة بيت لحم , وأفاد عمايرة " ذهبت إلى بيت لحم  لتغطية مؤتمر فتح في حوالي الساعة العاشرة صباحا, احتجزني أفراد أجهزة الأمن المتواجدين على مدخل المدرسة التي عقد فيها المؤتمر، أخبروني أنه لا يمكن أن أدخل لأني لم أحصل على بطاقة خاصة من مكتب الرئيس. أبلغتهم بأن أحدا من مكتب الرئيس لم يتصل بي لأجل الحصول على بطاقة خاصة, فردوا أن هذا ليس  من شأنهم. ولكن عندما كنت أهم للعودة إلى الخليل, فإذا بأحد المسؤولين من  مكتب الرئيس ينادي إسمي ويطلب فحص الكاميرا التي أحملها وكذلك جهاز الحاسوب المحمول. (فحص الصور التي التقطتها...وأنا لم ألتقط إلا صورة واحدة لمدخل المؤتمر) بعد دقائق قليلة حضر إلى المكان عناصر من جهاز الأمن الوقائي وطلبوا مني أن أرافقهم في سيارة إلى مقر الجهاز في المدينة. هناك وبعد أن أخذوا التفاصيل الشخصية أبلغوني أني  معتقل حتى ساعات المساء وأني ممنوع من دخول بيت لحم لمدة ثمانية أيام, وقال قال أحدهم لي إنني محتجز بسبب عدم امتلاكي لرخصة مزاولة المهنة ,علما أن لدي رخصة مزاولة المهنة موقعة من وزيرا لإعلام الأسبق ياسر عبد ربه.عند الساعة الثالثة قبل العصر سمحوا لي بالعودة إلى الخليل, لكنهم أعطوني طلب استدعاء إلى مقر الأمن الوقائي في الخليل, حيث ذهبت إلى هناك في يوم الأحد (9/8) وقد قام احد المسؤولين في الجهاز بتأنيبي حيث قال (سوف نكسر رجليك اذا ذهبت ال بيت لحم خلال انعقاد المؤتمر, واخلوا سبيلي بعد خمس دقائق".

 

(5/8)- اعتقال الكاتب الصحفي عصام شاورمن قبل جهاز الامن الوقائي في مدينة قلقيلية، وافاد شاور ان احد ضباط الجهاز اتصل به مساء وسأله عن مكان تواجده، فرد عليه بانه موجود في منزل والديه,، فطلب منه المكوث هناك لحين حضورهم، وبالفعل حضروا بعد قليل وقاموا باعتقاله ونقلوه الى مقر الجهاز في قلقيلية, حيث جر ى معه تحقيق بسيط حول بعض القضيا العامة وحول مقالات له كتبها في الماضي،  لكن لم توجه ضده أية اتهامات، وقد أطلق سراحه في الواحد والثلاثين من اب. يذكر ان شاور تعرض للاعتقال والحجز والاستدعاء للتحقيق مرات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية  من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية.

 

 (7/8)- الاعتداء على مصوري وكالة رويتر حسن التيتي وعبد الرحيم قوصيني في قرية عراق بورين (نابلس) من قبل المستوطنون اليهود، وأفاد التيتي الذي يعمل ايضا مراسلا لتلفزيون الجزيرة انه كان يقوم بتغطية مسيرة اهالي القرية عندما هاجمه ثلاثة مستوطنين وحاول احدهم انتزاع الكاميرا منه مما ادى الى اصابته بجرح طفيف في يده اليمنى, كما اعتدى احدهم على القوصيني, في حين قام احد جنود الاحتلال الاسرائيلي بالاعتداء على مساعده اشرف ابو شاويش, كما قام جنود الاحتلال بالطلب منهما الابتعاد عن المكان. يذكر ان المستوطنين اعتادوا على الاعتداء على المواطنيين الفلسطينينن وممتلكاتهم والصحفيين منذ عدة عقود، وفي شهر تشرين اول الماضي اعتدوا على خمسة مصورين صحفيين في منطقة الخليل.

 

(12/8)- احتجاز طاقم قناة الاتجاه العراقية (المراسل مازن البلبيسي والمصور جيفارا الصفدي ومساعده عبد الرحمن زقوت) من قبل الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، وأفاد البلبيسي "كنا نقوم في الساعة الحادية عشرة صباحا بإعداد خاتمة تقرير تلفزيوني خاص بقناة الاتجاه  حول موضوع المعتقلين السياسين في الضفة الغربية وقطاع غزة،عند مفترق أنصار عندما  أوقفتنا الشرطة الموجودة علي هذا المفترق وطلبوا منا الانتظار قليلاً حتى يتصلوا بالمسئول وبعد دقائق أعطونا تصريح للتصوير علي هذا المفترق وبعد أن انتهينا من التصوير توجه إلينا اثنين من أفراد جهاز الشرطة الموجودة داخل سجن أنصار وطلبوا منا الذهاب معهم إلي مدير السجن العقيد سامي نوفل الذي طلب من المصور جيفارا الصفدي أن يعطيه الكاسيت الموجود داخل الكاميرا وعندما قلنا له أن بداخل الكاسيت مواد مهمة جداً ومنذ أسبوعين نعمل لإنجازها قام بوضع الكاسيت تحت قدمه ثم أعطاه لمجموعة من العساكر لإتلافه وعندما قلنا له إننا علي تواصل مع الناطق الإعلامي بإسم الشرطة إسلام شهوان قال لنا ليس لي دخل بإسلام شهوان وعندما اعترضنا علي طريقة تعاملهم معنا قاموا بمصادرة الكاميرا وبعد نقاش معه أعادوها لنا  لكنه هددنا بالاعتقال وبمصادرة جميع الأجهزة ورفض أن يسمع أي اعتراض منا تحت التهديد وتكلم معنا بأسلوب غير لائق".

 

 (14/8)-  منع الصحفيين من تغطية الاشتباكات المسلحة بين قوات الشرطة وأنصار جماعة جند الله في مسجد ابن تيمية والمنطقة المحيطة به في  مدينة رفح, حيث قامت وزارة داخلية الحكومة المقالة بحظر تصوير الأحداث أو دخول المستشفيات, من خلال الإعلان عن مدينة رفح والمستشفيات مناطق مغلقة أمام الإعلام والصحفيين, وقال مصور الفرانس برس سعيد الخطيب انه تم منعه وعدد من المصورين الصحفيين من التصوير بعد اندلاع الاشتباكات عصر يوم الجمعة (14/8) واليومين التاليين له في منطقة مسجد ابن تيمية حيث اخبروهم أن الوضع خطير هناك.

 

(14/8)- محاولة مصادرة شريط من مكتب وكالة رويتر في مدينة غزة من قبل الأجهزة الأمنية , حيث حضرت مجموعة من الأجهزة الأمنية الى مكتب الوكالة ، على اثر قيامها  بنشر خطبة عبد اللطيف موسى التي أعلن فيها عن قيام الإمارة الإسلامية، وتصوير الاشتباكات الأولى التي تلت ذلك، وطلبوا الحصول على الشريط، إلا إن الموظفين ابلغوهم إن سياسة الوكالة لا تسمح بذلك فغادروا المقر.

 

(15/8)-  إصدار بيان من قبل وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة اتهمت فيه تلفزيون العربية ببث تقرير حول أحداث منطقة رفح,  ملئ بالأكاذيب والافتراءات ويسئ للمقاومة الفلسطينية, وكان تلفزيون العربية قد تعرض لاتهامات وحملات من قبل أنصار لحركة حماس, حيث تتهم تارة بأنها منحازة لفتح وتارة أخرى لأمريكا وإسرائيل, كما تعرض مكتبها في مدينة غزة  للتفجير في 22/1/2007 .

 

(20/8)- منع الصحفية صابرين  محمد دياب من دخول ساحات المسجد الأقصى في القدس من قبل الشرطة الإسرائيلية, وأفادت دياب التي كنت تعد تقريرا لصحيفة  "العربي الناصري" القاهرية:  " عندما حاولت دخول البلدة القديمة أوقفني عدد من جنود الاحتلال عند باب الاسباط وطلبوا تفتيش حقيبتي,وطلبوا مني ألا أصور لان التصوير ممنوع, فأخبرتهم بأنني أقوم بمهمة صحفية وسأقوم باْلتقاط بعض الصور في الأسواق, فاْخذوا مني الكاميرا بشراسة, فقلقت على بعض الصور الهامة التي لم انقلها من الكاميرا, فسالت الضابط في ما إذا كان سيعيد الكاميرا لي, فاْخبرني بفظاظة بأنني سأستردها عند خروجي من نفس النقطة، والصق على الكاميرا ويدي رقما ما. تابعت المسير حتى وصلت مدخل الحرم فأوقفني شرطيان وطلبا مني بطاقة الهوية رغم انهما شاهدا الجنود وهم يفتشون حقيبتي ويفحصون بطاقتي الهوية والصحافة ,ثم قالا لي بفظاظة (ممنوع الدخول), فساْلت عن السبب فقالا بأنه ممنوع دخول النساء تحت سن الخامسة والأربعين, فأريتهما بطاقتي الصحفية وقلت لهما بأنني  في مهمة صحفية, ثم أن الجيش أذن لي بالدخول, فقالا انه لا علاقة لهما بالجيش فهما شرطة ويقومان بتطبيق القانون,عندها عدت إلى السوق, وهناك التقيت بسائحة بلجيكية وطلبت منها أن تأخذ لي بعض الصور في السوق فرحبت بذلك بعد أن شرحت لها ما حصل معي, أثناء وقوفنا إلى جانب إحدى البسطات حضر ثلاثة عناصر من الشرطة , وطلبوا من السائحة بابتسامة وهدوء مفتعلين إن تتقبل اعتذارهم عما سببته انأ لها من إزعاج وان تتابع جولتها في السوق, فأبلغتهم باْني لم اسبب لها أي إزعاج وانها قامت بالتصوير عن رغبة وقناعة ثم التفتت إلي وقالت لي بالانجليزية "انأ آسفة,أتمنى لك التوفيق", وذهبت ثم قام عناصر الشرطة بإبعادي عن السوق وهددوني بأنهم سيعتقلونني إذا لم انصع لتعليمات الشرطة, فذهبت لاستعادة الكاميرا وغادرت المنطقة".

 

يذكر ان سلطات الاحتلال تمنع الصحفيين الفلسطينيين من التصوير داخل الحرم القدسي، وتحظر  على المسلمين الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما والنساء اللواتي تقل أعمارهن عن خمس واربعين سنة من الدخول إليه خلال شهر رمضان المبارك.

 

(23/8)-  منع مراسل ومصور صحيفة افتون بلادت في إسرائيل من دخول قطاع غزة, حيث تم إعلامهم من قبل مكتب الصحافة الحكومي ان عليهما الانتظار لثلاثة اشهر,، حسبما جاء في صحيفة يديعوت احرونوت ، جاء ذلك بعد نشر الصحيفة  لتقرير كتبه الصحفي دونالد بوستروم حول قيام إسرائيليين بسرقة أعضاء فلسطينيين قتلهم الجيش الاسرائيلي.

 

 (25/8)- مصادرة اجهزة بث اذاعة بيت لحم 2000  من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة بيت جالا جنوب بيت لحم،  وقال مدير الاذاعة  جورج قنواتي ان قوة من الجيش الاسرائيلي مؤلفة من خمس اليات  قامت بمداهمة مقر البث في  بيت جالا  في حوالي الساعة السادسة مساء وقامت بالطلب من الفني تفكيك الاجهزة (جهازي ترنسميتر) وقامت بمصادرتها  واخبروه بعدم محاولة اعادة البث" لاننا لا نحب ان نسمع بيت لحم 2000 "، وسيتم قصفها اذا اعيد البث، وقد توقف بث الاذاعة التي يقع مقرها الرئيس في مدينة بيت ساحور، و تأسست سنة 1996.

 

(27/8)- اعتقال المراسل السابق لفضائية الأقصى طارق عبد الرزاق أبو زيد من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني في مدينة جنين، وقال والده إن طارق كان ملاحقا من قوات الأمن الفلسطينية منذ سبعة اشهر حيث حضروا إلى المنزل ستة مرات بحثا عنه, ومؤخرا  تم الاتفاق معهم على  أن يقوم بتسليمه لهم، على أن لا يمكث في السجن أكثر من خمسة أيام, ويعتقد والده أن سبب  مطاردة ابنه تعود لاعتقادهم انه لا زال يعمل مع فضائية الأقصى. "لم يلتزموا بالاتفاق ولا زال رهن الاعتقال", يذكر أن حكومة الدكتور سلام فياض قد حظرت عمل تلفزيون وفضائية الأقصى في أيلول 2007.

 

(30/8)- اعتقال محمد اشتيوي مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة الغربية من قبل جهاز الاستخبارات الفلسطيني, وأفاد اشتيوي الذي يسكن مدينة طولكرم أن جهاز الاستخبارات الفلسطينية  قد استدعاه إلى مقره في مدينة رام الله حيث قاموا باعتقاله، وبعد وصوله للمقر بدقائق قاموا بتقييد يديه ووضع الكيس على رأسه  ثم قاموا بضرب رأسه في بالحائط مما أدى إلى وقوعه على الأرض، ثم أوقفوه على رجليه وشبحوه ، بعد ذلك حضر طبيب لفحصه، حيث يبدو انه أوصى بعدم تعريضه للتعذيب الذي توقف بعد ذلك, (أطلق سراحه في 2/9 مساء)، يذكر ان اشتيوي تعرض للملاحقة والاعتقال عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

 

 (31/8)-اعتقال الكاتب الصحفي سري عبد الفتاح سمور من قبل قوات الاحتلال في مدينة جنين, وافادت زوجته ان قوة من جيش الاحتلال قد داهمت منزلهم  في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا وفتشوا المنزل وثم صادروا جهاز كمبيوتر ولاب توب وثلاثة هواتف نقالة، ثم قاموا باقتياد سمور إلى مكان مجهول, يذكر ان سمور قد اعتقل من قيل الاجهزة الامنية الفلسطينية في 20 تموز الماضي واطلق سراحه في 11/8.