خبر جنرال إسرائيلي: الدولة العبرية غير قادرة على الانسحاب من الضفة

الساعة 01:52 م|07 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم - القدس المحتلة

ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية انه بعد سبع سنوات على عرضه لخطة الانفصال على ارئيل شارون وبعد مبادرته الى تشكيل ادارة "سيلا" للانفصال بهدف تقديم الدعم لمن يتم اخلاؤهم من مستوطنات غزة وشمال الضفة الغربية، وبعد ان اصبح من الرموز المحورية وراء الكواليس في تنفيذ الخطة، فان الميجر جنرال (احتياط) جيورا آيلاند رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ابان الانفصال العام 2000، مقتنع بان اسرائيل غير قادرة على اخلاء المستوطنات في الضفة الغربية.

 

وفي شهادته امام لجنة حكومية في اطار التحقيق حول معالجة شؤون من تم اخلاؤهم من "غوش قطيف"، قال آيلاند: "على مستوى الدولة، هل الدولة قادرة، نعم ام لا، على اتخاذ خطوات من المؤكد انها مثيرة للجدل سياسيا- ان الاجابة هي انها ليست قادرة بالتأكيد. نحن دولة محيّدة. اليس هذا واضحا؟".

 

وكان الجنرال السابق قد ادلى يوم الأربعاء الماضي بشهادته امام اللجنة التي يتألف اعضاؤها من قاضي المحكمة العليا المتقاعد الياهو ماتسا والبروفسور ييديدا شتيرن ود. شيمون رافيد. وسئل آيلاند مرات عديدة اثناء شهادته حول الاعتبارات التي دفعته الى تشكيل ادارة "سيلا"، بالاضافة الى التحضيرات في المرحلة التي سبقت تطبيق الاخلاء.

 

وفي مستهل شهادته، تحدث آيلاند عن التخطيط الخاطىء على المستوى السياسي. واخبر اللجنة في معرض تفسيره لعدم ثقته بقدرة الحكومة على تنفيذ سياساتها، وقال: "طوال 10 سنوات كنت في منصب سمح لي بالالتقاء برجال المستوى السياسي في دولة اسرائيل، ويمكنني ان اخبركم عن مشاريع طارئة اكثر من هذا- ليس لانها اكثر اهمية وانما لانها عاجلة اكثر، ولا يمكن تأجيلها".

 

وقال آيلاند واصفا احدى تجاربه: "قبل خمس سنوات كانت هناك محاولة من جانب ارهابيين لمهاجمة طائرة (العال) او (اركيع) في كينيا. وقاموا باطلاق صاروخ على طائرة تقل 278 راكبا، وقد اخطأ الهدف بامتار قليلة. واجتمعت الحكومة وقررت تقديم اجابة من خلال الحرب الاليكترونية ضد الصواريخ. وجرى تخصيص ميزانية، وكان هناك المشروع "أ" والمشروع "ب"، واجمع الكل عليهما، ولكن المشروع توقف. وأحد الأسباب كان خلافا بين وزيري المالية والمواصلات في ذلك الوقت بيبي (نتانياهو) ومائير شطريت، على خمسة ملايين شيكل. من سيكون المسؤول عن صيانة المنظومة، هل سيكون جزء من دور وزارة المواصلات ام انه سيتطلب ميزانية خاصة من وزارة المالية؟".

 

واضاف آيلاند انه "بعد عامين على بدء المشروع، كان هناك نقاش خاص في الحكومة بقيادة شارون، وحضره رئيس هيئة الأركان وانا بصفتي رئيسا لشعبة التخطيط، ودان حالوتس الذي كان في ذلك الوقت قائدا لسلاح الجو والوزراء المعنيون. وهل تعرفون كيف انتهى النقاش؟ قال رئيس الوزراء: (حسن، حاولوا بطريقة ما ان تلتقوا وترتبوا الأمور بينكم). هذه هي الطريقة التي تؤدي بها دولة اسرائيل مهامها- لكل من لا يعلم".

 

مثال آخر قدمه آيلاند كان موضوع الـ17 مليار شيكل التي خصصت لتطوير النقب والجليل. وتساءل آيلاند: "ما الذي حدث هناك؟".

 

وقال: "تبين ان جزء من المشكلة موجود في بنية النظام السياسي والحكومي الاسرائيلي"، واوضح "ان رئيس الوزراء بحاجة الى التعاون، ولا أحد معني بالتعاون. وحتى اذا كان الوزراء من حزب رئيس الوزراء، فانهم يريدون في العادة ان يحلوا محله. ومن المستحيل ادارة دولة بهذه الطريقة والحكومة غير قادرة على تطبيق مشاريع كبيرة وقومية"، متهما البيروقراطية بالسيطرة على النظام. كما عبر عن انتقاده للمبالغة في التشريع داخل اسرائيل.

 

وقال آيلاند: "اسرائيل هي مثل رجل يسير في الظلام، لديه مصباح ولكنه مطفأ ولا ينير الدرب امامه. وعندما يرتطم بصخرة ويسقط على الأرض وانفه في الوحل، يقول: (كيف سنخرج من هذا؟). ليس سيئا القيام بذلك. ولكن انه لا يعرف طريقة استخدام المصباح لانارة الطريق لكي يرى الصخرة.