خبر مشروع الحادي عشر من أيلول.. هآرتس

الساعة 11:44 ص|07 سبتمبر 2009

بقلم: عكيفا الدار

الأول من ايلول (2011). في نيويورك حفل لاحياء الذكرى العاشرة للهجمات الارهابية الأكثر فظاعة في التاريخ الحديث  وفي القدس يحتفلون بمرور خمس سنوات من دون هجمات ارهابية. اجهزة الامن الفلسطينية منتشرة في كل ارجاء الضفة والقطاع اثر فوز فتح في الانتخابات. قبلت حماس شروط الرباعية وانضمت لحكومة الوحدة الجديدة برئاسة سلام فياض. الهدوء الامني واستكمال الجدار الفاصل ادى الى ازالة الاغلبية المطلقة من الحواجز على طرقات الضفة. اقتصاد المناطق يواصل تناميه ويجتذب مستثمرين من الغرب من الدول العربية. مجمعات سكنية جميلة ومراكز مشتريات تظهر في كل زاوية والى جانبها شبكة طرقات جديدة. لجنة مشتركة من المربين الاسرائيليين والفلسطينيين تزيل العبارات التحريضية من المناهج التعليمية. عدة وزراء ومسؤولين كبار اضطروا لاخلاء مكانهم اثر نشر تقرير مراقب السلطة السنوي.

في هذه الاثناء تصل مباحثات السلام الجارية بين الطاقمين الاسرائيلي والفلسطيني في واشنطن الى طريق مسدود. مع مرور عامين على المفاوضات يصرح ممثل الولايات المتحدة لغرفة المفاوضات بأنه لم ينجح في جسر الهوة بين الجانبين في كل القضايا الجوهرية:- الحدود، القدس، اللاجئين، والامن. فشل العملية السياسية فقدت خريطة الطريق مفعولها وتبدد معها التزام اسرائيل بتفكيك البؤر الاستيطانية وتجميد المستوطنات. نتنياهو لا يتحمل ضغوط رفاقه في الحكومة ويضع حجر الزاوية لحي جديد في المنطقة   (E - 1) المحاذي لمعاليه ادوميم عند مداخل القدس.

السلطة الفلسطينية تصرح بأن المفاوضات حول حال الدولتين لشعبين قد وصلت الى نهايتها بالنسبة لها، وانها تطلب استبدالها بحل الدولة الواحدة لشعبين. لاسباب ديموغرافية ترفض اسرائيل منح سكان المناطق حقوق المواطنة. في صبيحة رأس السنة التالي قبيل افتتاح الجمعية العمومية للامم المتحدة تقوم مجموعة من الدول العربية واعضاء الاتحاد الاوروبي بصياغة اقتراح قرار لقبول فلسطين كعضوة في الامم المتحدة.

هذا الاقتراح يقوم على اساس قرار مجلس الامن 1515 الصادر في تشرين الثاني 2003 والذي تبنى خريطة الطريق التي تقوم على مبادرة السلام العربية: السلام والتطبيع مقابل الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي احتلت في عام 1967. الجمعية تعترف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 67 وشرقي القدس عاصمتها باغلبية كبيرة من الاصوات.

من الان فصاعدا تعتبر السيطرة الاسرائيلية على المناطق خرقا لسيادة دولة مستقلة عضوة في الامم المتحدة. اسرائيل مطالبة والحال هذه بنقل الجدار الفاصل بالتطابق مع مسار الخط الاخضر واخراج الجيش الاسرائيلي من المناطق ونقل السيطرة على مصادر المياه والمجالين الجوي والبحري لدولة فلسطين وفقا للقانون الدولي. مطلوب من نتنياهو السماح لطائرات قادة العالم بالهبوط في المطار الدولي الجديد المشيد في غور الاردن للمشاركة في مراسيم اعلان استقلال فلسطين.

السيناريو المذكور سالفا ليس جزءا من فيلم خيالي وانما هذه كانت اهم بنود الخطة التي اقترحها رئيس الوزراء سلام فياض والتي لم تحظ بالاهتمام عندنا. فياض يفترض ان ما يبدو كدولة ويتصرف كدولة سيحضى بمكانة الدولة. جدوله الزمني يذكر بالخبر القائل ان الرئيس اوباما سيخصص عامين للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي تحدث مؤخرا عن عامين كموعد لاعلان الامم المتحدة عن قيام الدولة الفلسطينية في حدود حزيران 67 (وتأجيل المفاوضات حول اللاجئين والقدس). فياض مثلهم لا يعلق الآمال على المفاوضات. هو يعرف ان القائد الفلسطيني الذي يقبل اقتراح نتنياهو سيلقى استقبالا مشابها لذاك الذي سيلقاه نتنياهو في كتلة الليكود ان استجاب لاقتراح محمود عباس.

وزير الخارجية افيغدور ليبرمان سارع للتهديد بأن اسرائيل لن تضبط نفسها ازاء خطوة فلسطينية احادية الجانب. اما اسرائيل فبالعكس لا تترفع عن اية خطوات احادية الجانب (ضم القدس والجولان ومسار الجدار الفاصل) – فلسطين ستحظى بالتهنئة من الهند حتى اقصى بقاع الارض. من يفر في ايلول 2009 من اتفاقية التسوية مع الجيران، ليس من حقه ان يستغرب ان وجد نفسه في ايلول 2011 في حدود 1967.