خبر غداً سأبدأ الحمية.. هآرتس

الساعة 11:44 ص|07 سبتمبر 2009

بقلم: أمير اورن

جدل بنائه في المستوطنات في الضفة الغربية عشية التجميد يجعل نتنياهو شبيها بالسكير الذي يخرج في جولة اخيرة في الحانات قبل سريان قانون منع شرب الخمر او ذاك الجشع الذي يعد نفسه بأن يبدأ غدا بحمية شديدة الا انه سيسمح لنفسه في هذه الليلة بتحطيم الرقم القياسي لـ غينيس. نذور الرهبنة الطوعية او القسرية لا تخدع احدا. الجشع لن يصبح نحيفا والسكير لن يصحو من سكره.

فرار نتنياهو من المسؤولية يجعله يرسم لنفسه مكانة خاصة في الشرق الاوسط وفي الدول العظمى المؤثرة عليه، في داخل المجموعة التي لا تكفي فيها الاعمال والاخفاقات للحسم الا انها تكون كافية للعرقلة والازعاج – الا وهم اعضاء الفيتو.

رجل الفيتو الاول هو القائد العسكري لحماس في غزة احمد الجعبري. في عملية "الرصاص المصهور" وجهت للجعبري ضربات قاسية على يد قائد المنطقة الجنوبية يوآف غلينت. حددت لتلك العملية اهداف جزئية وربما جزئية جدا وقد تحققت بالكامل. هذا افضل من وضع اهداف كاملة وتحقيقها جزئيا.

العملية لم تشل عملية ازدياد قوة حماس ولم تسقطها عن سدة الحكم، الا انها دفعتها لاعادة النظر في سياستها، لدرجة ان الجيش الاسرائيلي يقدر الان ان حماس لن تبادر الى هجوم قبل نهاية 2010. هذا عزاء معين بالنسبة لسكان النقب، خصوصا ان المنظومة الدفاعية الاسرائيلية في وجه الهجمات الصاروخية ستتحسن حتى ذلك الحين، ولكن الوضع العام في علاقة اسرائيل – حماس اقل سلبية بقليل مما كان عليه وليس اكثر ايجابية. المسؤول عن ذلك هو الجعبري. في لعبة القوى الداخلية الجارية في حماس ومنسوج العلاقات مع ايران ليس بامكانه ان يفرض موقفه على خالد مشعل واسماعيل هنية وغيرهما، ولكن بامكانه ايضا ان يفرض الفيتو على القرارات المفروضة في نظره بما في ذلك قضية صفقة اخلاء سبيل السجناء الفلسطينيين مقابل جلعاد شليت.

على غربي غزة، في القاهرة، يجلس صاحب الفيتو الشرق اوسطي الثاني وهو محمد حسين طنطاوي، ابن الـ 74 عاما وزير الدفاع المصري منذ 18 عاما. الطنطاوي هو الرجل الثالث في معركة خلافة حسني مبارك، وهو اقل في فرصه من رئيس الاستخبارات عمر سليمان وابن الرئيس جمال مبارك، ولكن لا يمكن لاحد من الاثنين ان يصبح خليفة لمبارك من دون موافقة الطنطاوي كممثل للجيش.

مع كل المكانة الاعتبارية السرية المنسوبة للمخابرات، الشاباك المصري، الا ان الجيش المصري اقوى منها وان حدثت المجابهة فسيتغلب عليها بسهولة. الجيش ليس متحمسا لمشهد بروز سلالة عائلية رئاسية، وانما يفضل رئيسا من سلسلة الضباط السابقين وليس بالضرورة الطنطاوي نفسه. ولكن وفقا لنموذج مبارك ومن قبله انور السادات وعبد الناصر ومحمد نجيب. الدعم المصري الجوهري للسلام الاسرائيلي – العربي سيضطر لانتظار خليفة مبارك اي لما سيتفوه به الطنطاوي.

رجل الفيتو الثالث هو براك اوباما. قوته لا تكفي لفرض خطة سلام ولكن اسرائيل ستستصعب مهاجمة ايران من دونه. من المثير متابعة العلاقات بين الجهات اليمينية في اسرائيل وبين الجمهوريين والتحقق من وجود تحالف بينهم لاضعاف الركيزة السياسية الداخلية التي يتمتع بها اوباما، مثلا في القضية المركزية لهذا الاختبار – مبادرة اوباما لاحداث انقلاب في التأمين الصحي.

نتنياهو هو رجل فيتو في هذا المربع لان الفيتو خاصته ذاتي. هو الذي يغلق عينيه ويضع حينئذ عقبة امام قدميه. المقولة الشعبية التي تقول ان هذا التيس لن يدر الحليب ليست صحيحة في هذه المرة. من الاجدر القول عن نتنياهو بأن هذا الحليب لن يعطي تيسا.