خبر حالة ضائعة.. معاريف

الساعة 11:39 ص|07 سبتمبر 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

ها هي احدى المعطيات المذهلة التي سجلت في الاشهر الاخيرة، هذه المرة على لسان نائب وزير الصحة ورجل يهدوت هتوراه، يعقوب ليتسمان. "في كل يوم"، هكذا قال من على منصة الكنيست،  "في كل يوم يولد في مدينة بيتار صفان". بتعبير اخر في كل يوم يولد قرابة 80 طفلا في المستوطنة الاصولية، وليست بالذات المستوطنة الاكبر في يهودا والسامرة.

تذكرت هذه المعطيات عندما سمعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوو يتلوى بين بدايات البناء في المستوطنات واستمرار البناء في المستوطنات وبعد ذلك الادعاءات الموجهة له من الطرف الامريكي وكذا من اليمين ومن اليسار. المستوطنات في يهودا والسامرة غير قابلة للتجميد. عشرات الرضع الذين يولدون في بيتار وفي اماكن اخرى يحتاجون الى الشقق والى الغرف وفي السياق الى الحضانات، الروضات والمدارس.

اصطلاح "النمو الطبيعي" ليس شعارا هو حاجة وجودية. رئيس الوزراء نتنياهو اعلن بانه سيصادق على انهاء 2500 وحدة، جرى البدء في بنائها على الارض، الى جانب مؤسسات عامة عديدة اخرى. وبعد ذلك سيسمح ببناء بضع مئات اخرى من وحدات السكن، قبل ان يعلن عن التقليص، وهذا ايضا تبعا لردود الفعل الايجابية في العالم العربي.

رئيس مجلس "يشع" للمستوطنين داني ديان غضب رغم ذلك. فقد قال للصحافة في نهاية الاسبوع هذا سخيف. ليس لهذه الخطوة معنى اذا اضفت 50 شقة في معاليه ادوميم وفي بيتار، وهما المدينتان اللتان تعدان 40 الف نسمة.

ديان محق. اللقمة لا تشبع الاسد. في يهودا والسامرة لا يمكن وقف البناء. ينبغي فقط التجول في المنطقة كي نرى مئات وحدات السكن التي تبنى في كل مكان، مع مصادقات بناء او بدونها. نتنياهو يعطي لهذا الامر اليوم ريح اسناد، وحتى اذا اعلن في الجمعية العمومية للامم المتحدة بأنه يقلص البناء، فان المستوطنين سيجدون السبيل لتجاوز الامر. هم ايضا يعرفون بان الحديث يدور عن مناورات لنتنياهو حيال الامريكيين. هم ايضا يفهمون بان نتنياهو ليس اريئيل شارون.

الامر الاخير الذي يريده نتنياهو هو اخلاء المستوطنين من اجل اقامة الدولة الفلسطينية التي اعلن عنها.

وحتى لو رغب نتنياهو، فانه لن يستطيع. لنفترض ان رئيس الوزراء سيتوصل الى اتفاق خيالي مع الفلسطينيين باسلوب مبادرة جنيف، وبموجبه يبقي بيد اسرائيل الكتل الاستيطانية ويقسم القدس مقابل السلام فهل حاول احد ما التفكير كيف بالضبط سينفذ الامر على الارض؟

هل حاول احد ما التفكير كيف سينجح نتنياهو في ان ينتزع ضد ارادته وضد ارادة عشرات الالاف المستوطنين من منازلهم الذين يبنون اليوم ويتوسعون بمبادرته؟ كيف سيخلي المدينة اليهودية كريات اربع الملاصقة للخليل بعد ان نجح بصعوبة في التخلي عن احياء عربية في الخليل؟ كيف سيخلي بيت ايل أ وبيت ايل ب الملاصقتين لرام الله؟ وكيف سيخرج نتنياهو آلاف المستوطنين من الاحياء الاسلامية في شرقي القدس؟

في الاسبوع الماضي رأيت الرئيس السابق كارتر والاسقف ديزموند توتو يصلان الى حي الشيخ جراح. كارتر التقى السكان العرب الذين يسكنون اليوم في خيام احتجاج، قدم لهم هدية بمناسبة افطار يوم اخر من رمضان واحتج على دخول اليهود الى شققهم التي اخلوا منها. في تلك اللحظات حقا كان المستوطنون يرممون بنشاط شققهم الجديدة خلف البوابات المغلقة، وكأن لا شيء هناك. وغني عن الاشارة ان نتنياهو يؤيدهم ويسندهم ايضا.

الوضع الذي نشأ في عشرات السنوات الاخيرة لا مرد له. وحتى الوزراء في الليكود موشيه كحلون، جلعاد اردان او يولي ادلشتاين (المتمردون السابقون) يفهمون هذا. كحلون قال لي امس ان نتنياهو لم يهدده كي يؤيده ولا حاجة لان يهدد. كلاهما مع تعزيز الاستيطان. كل ما تبقى هو امور فنية.